Friday 4th april,2003 11145العدد الجمعة 2 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نبض المداد نبض المداد
بين دعاء اللسان ودعاء الجنان
أحمد بن محمد الجردان (*)

الدعاء هو الزاد وخصوصا في أيام الأزمات التي يمر بها الفرد والمجتمع والأمة ومن لا زاد له فلا قوة له، ولو أننا عرفنا مكانة الدعاء لما فرطنا فيه، فحرصك على شيء (ما) نابع من تقديرك لأهميته ودوره، والدعاء يحتاج الى ان تجعله خالصاً لله وحده، فكم هو حري أن يصدر من قلب خالص متجرد من الأهواء تقي نقي طاهر من الأدواء، فالله جل وعلا لا ينظر إلى الهيئات والمسميات والشكليات بل ينظر إلى القلوب والمحك هي القلوب التي تفيض توحيداً به جل وعلا وإخلاصا وإخباتاً فقد روى أبوهريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر الى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم) ومن المعلوم أن هذه القلوب لها شأن عظيم فالقلب ملك الأعضاء فكلما انطوى على توحيد وإخلاص وصدق ألح بالدعاء إلحاح المضطر، وهلا رأيتم مضطراً لا يخلص في دعائه، ويا ليت شعري إذا لم يخلص المضطر في دعائه؟! فمن ذا الذي يا ترى يخلص؟ لذا فالإخلاص في الدعاء مهم جدا فهاهم الثلاثة الذين آواهم المبيت في الغار سألوا الله سؤال المضطر وتوسلوا إليه بأفضل أعمالهم فقدروى ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خرج ثلاثة يمشون فأصابهم المطر فدخلوا في غار في جبل، فانحطت عليهم صخرة، قال: فقال بعضهم لبعض: أدعوا الله بأفضل عمل عملتموه. فقال أحدهم: اللهم إني كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت أخرج فأرعى ثم أجيء فأحلب فأجي بالحلاب فآتي به أبوي فيشربان، ثم اسقي الصبية وأهلي وامرأتي فاحتبست ليلة فجئت فإذا هما نائمان، قال: فكرهت أن أوقظهما والصبية يتضاغنون عند رجلي، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهما حتى طلع الفجر، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فأفرج عنا فرجة نرى منها السماء. قال: ففرج عنهم وقال الآخر: اللهم إني كنت أحب امرأة من بنات عمي كأشد ما يحب الرجل النساء، فأردتها على نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فأتتني فقالت: لا تنال ذلك مني حتى تعطيني مائة دينار، فسعيت فيها حتى جمعتها فلما قعدت بين رجليها قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فقمت وتركتها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا فرجة. قال: ففرج عنا الثلثين وقال آخر: اللهم إنك كنت تعلم أني استأجرت أجيراً بفرق من ذرة، فأعطيته وأبى ذاك أن يأخذ، فعمدت إلى ذلك الفرق فزرعته حتى اشتريت منه بقراً وراعيها. ثم جاء فقال: يا عبدالله أعطني حقي، فقلت: انطلق إلى البقر وراعيها فإنها لك، فقال: أتستهزىء بي؟ قال: فقلت ما أستهزىء بك ولكنها لك، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا فكشف عنهم). (متفق عليه واللفظ للبخاري).
كم هو جدير بنا وخصوصاً حال الأزمات الشخصية وغيرها أن نلح بالدعاء مستجيبين لله القائل {وّقّالّ رّبٍَكٍمٍ ادًعٍونٌي أّسًتّجٌبً لّكٍم}
فقد أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة فلندعه مخلصين له الدين ولنجعل ذلك هو الزاد لنا في هذه الحياة التي لا تخلو من كدر. وصدق الله {لّقّدً خّلّقًنّا الإنسّانّ فٌي كّبّدُ} .

مدير توعية الفرع: الجناح أبرز وفعّل الجانب الإعلامي في الهيئة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved