Sunday 13th april,2003 11154العدد الأحد 11 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وزير الخارجية الفرنسي يصل غداً إلى دمشق وزير الخارجية الفرنسي يصل غداً إلى دمشق
الموقف السوري وسط التحذيرات والاتصالات

*دمشق - الجزيرة- عبد الكريم العفنان:
بعد اتصال هاتفي بين الرئيس السوري وكوفي عنان، فإن الموقف السوري عاد ليذكر من جديد بعدم مشروعية الحرب التي دارت في العراق، وبان وحدة وسلامة أرض وشعب العراق هي أهم عمل ستسعى سورية إليه خلال المرحلة الحالية، وهذه التأكيدات التي جاءت على لسان الرئيس السوري في حديثه مع عنان، تؤكد ان ما جرى في العراق من سقوط للنظام السياسي لا يبرر الحرب، ولا يعني تبدل للموقف السوري رغم كافة الضغوط التي تمارس على دمشق، لكن كافة الضغوط الأمريكية لم تبدل من التوجه الأوروبي نحو سورية حيث أكد مصدر دبلوماسي غربي في دمشق أن وزير الخارجية الفرنسي يحمل برنامجا للتنسيق السياسي مع سورية، وقال المصدر في تصريح ل«الجزيرة» ان الدبلوماسية الفرنسية تحاول إعادة دور الأمم المتحدة بأسرع ما يمكن للحفاظ على امن واستقرار المنطقة، موضحا أن الوزير الفرنسي سيصل إلى دمشق قبل أن يبدأ وزير الخارجية التركية مباحثاته فيه، وهذا مؤشر على ان السياسة الفرنسية تسعى إلى ترتيب الأوراق السياسية المتعلقة بالموضوع العراقي، والتنسيق مع دمشق حول أية خطوة مستقبلية بما فيها العلاقات السورية والتركية المتعلقة بالشأن الكردي.
وشدد المصدر على ان هناك تصريحات سياسية تحاول الإيحاء بمعاقبة من وقف ضد الحرب، وهذا الأمر لا يملك أي أرضية حقيقية حسب نفس المصدر، لأن الوقوف ضد الحرب جرى عبر المنظمة الدولية ولم يكن خارج إطار شرعية الأمم المتحدة، كما بين المصدر أن التحرك السياسي الأمريكي اليوم لا يمكن الحكم عليه من خلال بعض التصريحات فقط، بل لا بد من فهم صعوبة ضبط الوضع في العراق، إضافة لإعادة العمل السياسي وفق أقنيته الشرعية، وركز المصدر على أن هناك أمرين أساسيين سيبحث فيهما عدد من الموفدين الأوروبيين إلى سورية:
الأول: إعادة التنسيق الإقليمي بكافة أبعاده السياسية والاقتصادية، خصوصا أن دول شرقي المتوسط تربطها مع أوروبا اتفاقيات شراكة، أو مفاوضات لاستكمال اتفاقيات الشراكة.
ثانيا: البحث عن سبل سلامة ووحدة أرض العراق، خصوصا مع التدهور في الوضع الإنساني والذي يهدد بكارثة اجتماعية، ربما تؤثر على مستقبل العراق، وقلل المصدر من أهمية ما تطرحه بعض التقارير حول معاقبة سورية، مبينا أن مثل هذه المواضيع حتى ولو جاءت على لسان سياسيين لكنها لا تحمل في الوقت الحاضر على الأقل أي أرضية واقعية.
وفي تعليقه على سلسلة من التهديدات الأمريكية لسوريا، التي كانت آخرها تصريحات مساعد وزير الدفاع الأمريكي بول ولفوفيتز يوم الخميس، والتي أعلن فيها أن واشنطن مرتابة من موقف سوريا وأنها تراقبها ولكنه أضاف أنها لا تعتزم إرسال قواتها إلى هناك.
أوضح المصدر أنه من الضروري توضيح المسائل السياسية اليوم بشكل مفصل، مبينا أن معظم المواقف الأمريكية كانت لشرح المشهد السياسي، أو لتفسير مواقف الدول المجاورة للعراق، ومعظم التصريحات كانت تأتي كإجابات عن أسئلة مطروحة، ولم تكن إعلان مواقف رسمية.
وذكر المصدر بأن تصريحات مساعد وزير الدفاع الأمريكي كانت أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، وجاءت أيضا في رد على سؤال سيناتور أمريكي، وقال المصدر إنه المهم اليوم هو تكريس الاستقرار بعد الحرب المدمرة وليس إثارة معارك ربما تؤدي من جديد إلى اشتعال المنطقة بالكامل.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved