Sunday 13th april,2003 11154العدد الأحد 11 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

القوات البريطانية تعتزم تنظيم دوريات مع شرطة البصرة في غضون 48 ساعة القوات البريطانية تعتزم تنظيم دوريات مع شرطة البصرة في غضون 48 ساعة
واشنطن ترسل دفعة أولى إلى العراق لحفظ الأمن.. ودوريات أمريكية لإعادة الهدوء في بغداد

* الموصل بغداد البصرة الوكالات:
بقي العراق على شفير الفوضى التامة مع عمليات النهب وتصفية الحسابات في الموصل وكركوك، اكبر مدينتين في الشمال تخلت عنهما القوات العراقية، وكذلك في بغداد، وقد وجهت اللجنة الدولية للصليب الاحمر «نداءً عاجلاً» الى القوات الامريكية والبريطانية في العراق دعتها فيه الى حماية المستشفيات وامدادات المياه في كافة انحاء البلاد من عمليات النهب.
وقالت اللجنة في بيان ان «اللجنة الدولية للصليب الاحمر توجه نداءً عاجلاً الى القوات الامريكية والبريطانية وكافة الاشخاص الذين هم في موقع السلطة لبذل كل ما بوسعهم لحماية البنية التحتية الاساسية مثل المستشفيات وامدادات المياه من عمليات النهب والتدمير».
واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر أن النظام الطبي في بغداد قد انهار بسبب اعمال السلب والنهب التي لم تخفت حدتها حتى الآن في العديد من المدن العراقية.
وذكر تليفزيون «بي بي سي» البريطاني امس «السبت» ان المباني الحكومية والمراكز التجارية وايضاً المنازل قد تعرضت للنهب والسرقة.
ووصفت اللجنة الموقف في بغداد بأنه كارثة تنذر بفوضى عارمة مشيرة الى أنه بعد يومين من عمليات النهب والسلب لم تعد هناك عملياً مستشفيات تعمل حيث سرقت المواد والأجهزة الطبية مثل الحضانات ومولدات الكهرباء المخصصة لحالات الطوارئ وحتى الأسرة.وتملك الخوف العاملين من الذهاب الى عملهم ولزم العديد منهم بيوتهم في محاولة لحماية أسرهم وتركت جثث الموتى في الشوارع.
وأوضحت لجنة الصليب الأحمر ان الجو الحار ونقص المياه يزيد من خطر انتشار الأمراض.
وفي نداء آخر نبّه الصليب الأحمر جميع اطراف النزاع بالتزاماتهم تجاه اسرى الحرب.
وبالرغم من قيام وفود من الصليب الاحمر بزيارة المعسكرات المحتجز بها عراقيون من قبل القوات الامريكية والبريطانية إلا انه لم يجر أي اتصال من أي نوع مع أسرى الحرب الأمريكيين الذين يحتجزهم العراقيون.
ولايزال الصليب الأحمر يأمل في إجراء هذا الاتصال.. ولكن مع حالة الفوضى السائدة والغموض الذي يحيط بمصير قادة النظام العراقي المنهار يصبح معرفة مكان ومصير هؤلاء الأسرى أمراً صعباً للغاية.
وقال وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد ان القوات الامريكية والبريطانية ستتولى ضمان الامن لوقف اعمال السرقة والنهب في المدن العراقية، وأوضح «نحس بواجب المساهمة بضمان الامن». واعلنت وزارة الخارجية الامريكية يوم الجمعة ان الولايات المتحدة سترسل 26 شرطياً ومسؤولاً قضائياً الى العراق كدفعة اولى لما قد يصل في نهاية الامر الى 1150 شخصاً لمساعدة العراقيين على استعادة القانون والنظام.
وستكون تلك الدفعة الاولى جزءاً من مجموعة يرأسها اللفتنانت جنرال المتقاعد جاي جارنر وهو الرجل الذي عين للادارة المدنية في العراق تحت الاحتلال الامريكي.
ولم ينقل جارنر بعد عملياته من الكويت الى العراق بالرغم من الفوضى التي تعم معظم المدن العراقية ولكنه قام ببعض الزيارات الى جنوب العراق.
وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان الدفعة الثانية ستضم 150 شخصاً بموجب عقد مبرم مع رك دينكورب الامريكية الخاصة التي توفر الافراد الامنيين للعمليات الامريكية في الخارج.
وطلب الجيش الامريكي من الشرطة في بغداد استئناف عملها بهدف الاسهام في إعادة فرض النظام في شوارع العاصمة العراقية.
كما صرح كولونيل في المارينز مكلف بالحفاظ على النظام في هذه المدينة لتلفزيون «بي بي سي» مساء الجمعة.واعلن الكولونيل بيتر زاركون «نحاول حث شرطة بغداد على العودة الى العمل والقيام بعملها ومحاولة الحفاظ على النظام الاهلي».
وكان سكان في بغداد التي يتناوب على نهبها افواج من اللصوص الذين لا يشبعون، باشروا تنظيم صفوفهم في اطار ميليشيات مدججة بالسلاح دفاعاً عن شوارعهم وممتلكاتهم.وكان ضباط امريكيون أكدوا في بغداد ان جنودهم سيقومون اعتبارا من اليوم بدوريات في العاصمة العراقية بهدف كسب ثقة السكان واعادة احلال الهدوء.
واصابت صور الفوضى والسلب والنهب في العراق الادارة الأمريكية بالاحباط مما دفع البيت الأبيض والبنتاجون الى محاولة التقليل من خطورة الوضع في الأراضي المحتلة بالعراق وتوجيه اللوم لوسائل الاعلام للمبالغة وللرئيس العراقي صدام حسين بالتسبب في الفوضى.
فمن جانبه قال آري فلايشر المتحدث باسم البيت الأبيض ان الرئيس الأمريكي جورج بوش واثق من أن الشعب العراقي سيهتدي الى الكياسة والأمن وذلك في تعليقه على عمليات السلب والنهب.
من جهة اخرى قال مسؤولون بالجيش البريطاني امس السبت ان القوات البريطانية في مدينة البصرة بجنوب العراق تأمل بتنظيم دوريات أمنية مع ضباط الشرطة المحلية العراقية في غضون 48 ساعة للقضاء على حالة من الانفلات الامني بالمدينة.
وقال الكابتن ال لوكوود المتحدث الرئيسي باسم القوات البريطانية في مقر القيادة المركزية في قطر ان وسائل الاعلام بالغت في تصوير اعمال النهب والسلب والاحراق العمد التي وقعت في اعقاب الانهيار المفاجئ للمقاومة في المدن العراقية امام قوات التحالف.
وقال لوكوود لرويترز «يبدو أنك تشاهد تكراراً لنفس اللقطات.. المرة تلو الاخرى على أي قناة تشاهدها الامر الذي ربما يخلق انطباعاً بتضخيم الصورة على نحو يتناقض مع الواقع».
وقال ان حالة الانفلات الامني التي نجمت عن فرحة طبيعية عارمة أثر الاطاحة بصدام حسين سوف تخبو وانها آخذة في التلاشي بالفعل في البصرة. وقال لوكوود ان البصرة قد «تحررت» قبل بغداد بثلاثة او اربعة ايام واضاف «في البصرة.. امكن لنا بمعاونة السكان المحليين الحد من حجم اعمال النهب ولدينا عدة اجراءات احترازية اخرى على وشك ان نبدأها والتي نتعشم ان توقف هذه الامور كلية».وقالت متحدثة باسم الجيش البريطاني ان ثمة خطة لتنظيم دوريات بالتنسيق مع الشرطة المحلية في البصرة في غضون 48 ساعة بمجرد اتمام الاتصالات مع شخصيات في المؤسسات المدنية التي لاتزال تعمل.وقال لوكوود ان القوات البريطانية تعمل بسرعة من اجل استعادة الامن لافساح المجال امام عمل وكالات الاغاثة التي تقول ان المدن العراقية في حاجة ماسة الى الامدادات الطبية والمياه النظيفة إلا انه لايزال من الخطورة بمكان دخول عمال الاغاثة الى هذه المدن.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved