Sunday 13th april,2003 11154العدد الأحد 11 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

15 دولاراً للبرميل: انتكاس الاقتصاديات العربية واختراق أوبك 15 دولاراً للبرميل: انتكاس الاقتصاديات العربية واختراق أوبك
العراق تنطلق نحو 10 ملايين برميل يومياً و(بترولات) العرب تفقد 80 مليار دولار سنوياً

* جدة خالد الفاضلي:
تميل دراسات اقتصادية عديدة الى الاعتقاد ان الولايات المتحدة تعتزم رفع الطاقة الانتاجية لبترول العراق الى 4 ملايين برميل يوميا خلال شهور، ثم الى 6 ملايين قبل مضي 18 شهراً من احكام سيطرتها عن طريق حكومة مباشرة أو موالية.
ويتوقع باحثون بتروليون تشجيع حكومة بوش لشركات امريكية عديدة ودفعها نحو ضخ استثمارات كبيرة وسريعة في شرايين قطاع البترول العراقي واحداث ثورة إنتاجية تصل إلى 10 ملايين برميل يوميا على أمد متوسط لا يتجاوز 5 اعوام من اجل خفض مستوى السقف الأعلى لسعر البترول قهريا الى ما دون ال 15 دولاراً للبرميل قبل نهاية عام 2008، كما ستعمل واشنطن على توظيف العراق من اجل تمزيق منظمة الأوبك من خلال اختراقه قواعدها ونظام الحصص.
من ناحية ثانية، تتفق دراسات على ان الولايات المتحدة تستطيع توظيف الزيادة في الانتاج العراقي لتخفيض أسعار النفط الى المستوى المقبول امريكياً بغية استدراج بقية الدول المنتجة لممارسة تجاوز حصصها المقررة سابقاً، وبالتالي يتاح لامريكا إعادة حقن آبارها البترولية بالنفط بهدف زيادة الاحتياطي النفطي الامريكي الذي لا يتجاوز عمره الافتراضي الحالي عشرة أعوام بطاقة إنتاجية مقدارها 6 ملايين برميل من احتياط عام يبلغ فقط 21 مليار برميل في الوقت الراهن، وقبل ان تضطر الولايات المتحدة لاستيراد اكثر من 17 مليون برميل من النفط يوميا، بافتراض ثبات استهلاك النفط في الولايات المتحدة عند مستواه الحالي.
وفي السياق نفسه، تتوقع الدراسات الاقتصادية حلول خسائر جسيمة بصناعة النفط العربية نتيجة لذلك، وأشارت الى فقدان 80 مليار دولار سنوياً من ايرادات صادراتها البترولية في حالة تدني اسعار البترول من 28 دولاراً الى 15 دولاراً.
استناداً الى معادلة اقتصادية ثابتة تنص على ان الدول العربية المصدرة للنفط تخسر حاليا أكثر من 6 مليارات دولار في العام الواحد في حال انخفاض سعر برميل النفط دولارا واحداً فقط.
وتنبأت دراسات اخرى بحدوث موجة من البطالة تعم العالم العربي نتيجة استغناء محتمل من الدول البترولية عن أعداد كبيرة من العمالة العربية العاملة بها، وبالتالي ستضرب الأزمة الدول العربية المصدرة لخدمات العمالة، في حين يؤدي تدهور اقتصاديات الدول العربية المصدرة للنفط إلى تراجع أعداد السياح المعتادين السفر لبقية الدول العربية، وبالتالي انتكاس المؤشرات الرئيسية المعبرة عن أداء الاقتصاديات العربية وبالذات معدل نمو الناتج المحلي الاجمالي ومعدل البطالة والموازين الخارجية، وقد يسود (الركود) في الأجل القصير على الاقل، وتتعرض الموازين الخارجية للبلدان العربية المصدرة للنفط لانكماش درامي يقود الى تدهور عام.
وذهبت دراسات مختلفة الى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ربما تسعى لفرض نماذج وهياكل اقتصادية ترتئيها مناسبا لمصالحها، وتضغط من أجل تحطيم مشروع التكتل الاقتصادي العربي، لصالح إدماج إسرائيل في اقتصاد المنطقة رغم انه مرفوض بدرجة كبيرة من الدول العربية، وبشكل حاسم من الشعوب العربية إجمالا، وقد ينتج عنه حدوث توترات كثيرة في المنطقة، بصورة تضر بالسياحة وبالاستثمارات الجديدة المحلية والأجنبية وبالاستقرار الاقتصادي.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved