Sunday 13th april,2003 11154العدد الأحد 11 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لغتنا العربية ولغات الآخرين!! لغتنا العربية ولغات الآخرين!!

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله أوقاتكم بكل خير دائما وبعد:
قرأت في عدد الجزيرة رقم 11143 ليوم الأربعاء 30/1/1424هـ الموافق 2/4/2003م موضوعاً حول اللغة العربية تحت عنوان: انظروا إلى اعتزاز الألمان بلغتهم بقلم الأخ غالب بن يوسف من مكة المكرمة والأخ غالب يعقب على مواضيع سابقة حول اللغة العربية فيسعدني أن أشارك في هذا الموضوع مع التأكيد على أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية فأقول وبالله التوفيق.
أولاً: أتفق مع الأخ غالب في أن اللغة العربية هي معجزة البشر وقد اختارها الله لتكون لغة القرآن الكريم، وتعهد المولى الكريم بحفظه، وتحدى العرب أن يأتوا بمثله وهم الفصحاء.
ثانياً: معارضة الاستفادة عند الدراسة وطلب العلم باللغات الأخرى بحجة أن اللغة العربية قادرة على استيعاب مفردات المكتشفات العلمية نظرة تحتاج إلى إعادة نظر. إذ لا توجد معارضة بين الاعتزاز باللغة العربية وطلب العلم بلغات أخرى وعندما يتمكن العلماء العرب من اللحاق بمن سبقهم من الغربيين ويكتشفون ويخترعون، عندها سيقوم الغرب بالاستفادة من مخترعاتنا واكتشافاتنا وسوف يزداد اهتمامهم باللغة العربية. وقد لمسنا ذلك في العصور المشرقة للمسلمين فتعلم المسيحيون لغة العرب لأنها كانت لغة التقدم والتطور. وقد أشار الأخ غالب إلى ذلك في موضوعه حيث قال «وقال أحد رجال الدين النصراني وا أسفاه أن الجيل الناشئ من المسيحين الأذكياء لا يحسنون أدباً، أو لغة غير الأدب العربي، واللغة العربية وأنهم ليلتهمون كتب العرب ويجمعون منها المكتبات الكبيرة بأغلى الأثمان». إذاً عندما كانت اللغة العربية هي لغة العلم والمعرفة والتقدم أقبل أبناء الغرب عليها، ولكن عندما تأخرنا انعكست الآية. ونسأل الله أن يأتي اليوم الذي نعيد للإسلام مجده وللغة العربية عزها وتقدمها.
ثالثاً: اعتزاز الألمان بلغتهم يأتي من:
أ. نزاع النازيين في الحربين العالميتين الأولى والثانية مع الأوروبيين جميعهم عدا إيطاليا ضد الإنجليز.
ب. الألمان شعب متقدم وساهم العديد من العلماء الألمان في الاكتشافات والاختراعات الحديثة فحملت أسماؤهم هذه الاختراعات ومع ذلك يتعلمون اللغة الإنجليزية طلباً للعلم والمعرفة.
رابعاً: الخطر الذي يهدد اللغة العربية يأتي من:
أ. انتشار الخادمات والسائقين وغيرهم في مجتمعاتنا وتأثر أولادنا وبناتنا بهم لغوياً وخلقياً ودينياً.
ب. استخدامنا اللهجات المحلية في التعليم والتأليف والإعلام.
ج. بعدنا عن مراكز ومعامل البحوث والاكتشافات. حتى أن العلماء العرب والمسلمين يهربون إلى دول الغرب لأنهم يجدون فيها الدعم المادي والمعنوي. فيطلق على بحوثهم واكتشافاتهم أسماء غربية.
خامساً: اليابانيون والصينيون يتعلمون في دول الغرب بلغة الغرب كما أنهم يهتمون بتعليم أولادهم وبناتهم اللغة الإنجليزية.
سادساً: رضينا أم أبينا فإن اللغة الإنجليزية هي في الغالب اللغة السائدة في المطارات وفي الجامعات وتكثر الكتب العلمية باللغة الإنجليزية. فمن تعلم لغة قوم أمن شرهم وخذوا الحكمة من أي وعاء خرجت. وتعلموا العلم ولو في الصين، لا خطر على لغة العرب لغة الدين الحنيف. ولا داعي أن نتباكى على مصيرها. والله نسأل الهداية والتوفيق وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري.

محمد بن صالح الداود - الطائف

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved