Sunday 13th april,2003 11154العدد الأحد 11 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حديث عن الهلال حديث عن الهلال
محمد العيدروس

في أقصى جنوب الجزيرة العربية هناك مقولة شهيرة تتردد عند اعلان التحدي.. تقول «الركيكة تتقدم أولاً».
وذلك يعني.. ان الضعيفات من كبيرات النساء لهن الأفضلية في التقدم أولاً.. ولكن في النهاية تتخطاهن الشابات المتوهجات ويحسمن الوضع.
وهذا هو حال الدوري.
فالهلال المتوهج يأتي خلف الآخرين في البداية.. يشعر الجميع بأن الظروف تعصف به.. وان الأزمات تلاحقه تلو الأخرى إلا أنه يفاجأ الجميع بأنه الزعيم الأوحد ويستحوذ على البطولات.
ان الفرق بين الهلال وغيره «وهذه وجهة نظر شخصية» انه فريق انشىء ليكون زعيماً.. وليكون متوَّجاً بالذهب والألماس.. فريق مضيء.. متوهج.. مثير في كل شيء.
ان غابت مشكلة وان حضرت مشكلة.
تخيلوا بطولة أو منافسة رياضية لا يكون للهلال دور فيها.. وانظروا.. الى دوري لا يكون فيه لهذا الزعيم السبق في كل شيء.
يحق للهلاليين «رضينا أم أبينا» أن يفخروا بناديهم ويحق لهم ان يزهوا بزعيمهم.
وداعة الأهلي وقتالية الهلال
كان من الممكن ان يكون نهائي كأس ولي العهد الأخير أكثر بهاءً وحماساً وجماهيريةً ونتيجة لو التقى القطبان الأميز النصر والهلال.
ومهما كانت النتيجة التي ستؤول إليها نتيجة المباراة، إلا ان الجماهير ستستمتع بمباراة تاريخية وستظل ردود أفعالها على مدى أسابيع طوال.
الذي حدث ان الهلال واجه الأهلي في النهائي.. ويبدو ان تنبؤات المئات من المتابعين قد تحققت فعلاً!
والتهم الهلال خصمه الحنون المسالم الأهلي دون أدنى مقاومة أو رغبة أو حافز لأن يكون له حضور.
تعودنا من الأهلي ان يكون فاعلاً.. قوياً في التصفيات قبل النهائية.. إلا أنه سرعان ما ينهار في النهائيات وخاصة إذا كان النهائي أمام الهلال.
تابعوا الأهلي.. ذلك الفريق الذي يفعل العجائب ويكشر عن أنيابه أمام جميع الفرق.. ولكنه سرعان ما يسقط وبالذات أمام الهلال.
تساءلت طويلاً؛ أهذه هي قلعة الكؤوس؟!
أهذا هو الأهلي الذي لعب فيه أحمد الصغير ودابو ومعتمد خوجلي وطارق ذياب.
لأول مرة أشاهد هذا الفريق يلعب بروح الانهزامية والاستسلام وكأنه متيقن ان النتيجة لا محالة هلالية.
استحق الهلال البطولة.. ودعونا نصفق له طويلاً شئنا أم أبينا!!.
«عدة أسئلة.. دون إجابة»
هذا سؤال وارد مَنْ يجيب عليه؟
لماذا النصر دون سواه.. يقف الحظ ضده.. وتقف الأقدار ضده.. ولماذا النصر فقط.. هو العرضة للمشاكل الصحفية والتحكيمية!
ولماذا النصر فقط هو الفريق القادر على اتلاف أعصاب جماهيره وحرقها دون سواه.
يا إلهي.. هل مكتوب لمحبي هذا الفريق عشق الأحزان والليالي السوداء. وهل نصيب من صفّق بقلبه قبل يديه لهؤلاء.. أن يتلقّى الفاجعة تلو الفاجعة.
سألني صغيري - ذات مرة - بابا لماذا أنتم تنهزمون دائماًََ؟!.
وأردف يقول - بما معناه - كيف تطلب مني أن اشجع فريقاً لم يحصد بطولة منذ سنين عجاف.
شيء غريب ومحيّر يمنع النصر عن البطولات، وسر غامض يقف - دوماً - ضد أن يحصد النصر أي بطولة.
خلال هذا العام تفاءل الجميع وتفاعل بقرب انقشاع الغمة وتصورنا ان الحظ سوف يبتسم.. ولكن هيهات، وكأنّي بمثل شعبي يقول.. «يا عين مالك إلا الشقى»، يقصدون به النصر. ليظل النحس القاتم والسواد الكئيب هو الصفة الملازمة.
اتساءل بحسرة ما الذي يحول دون حصول هذا الفريق الرائع على أي بطولة؟
لماذا يفرح ويرقص الآخرون ويتباهون ببطولاتهم.. ونقف نحن كطفل بريء حرم من الذهاب لمدرسته.
ما الذي ينقص هذا الفريق ليحصل على بطولة؟!
لديه جماهيرية صاخبة.. لديه إدارة مثالية متمكنة.. لديه لاعبون أكفاء موهوبون..؟
إذاً.. ما الذي يحدث؟!
سؤال سنظل نردده حتى يحين موعد الخروج المر من آخر بطولة قادمة بعد أسابيع قادمة.
نقاط على الطريق
* أوهمونا ذات مرة.. ان ذلك الفريق «عالمي» ولا يعلى عليه.. وصدقنا تلك المقولة ورددناها مراراً.
وأخيراً.. أثبتت السنون والبطولات تلو البطولات ان الفريق لا يستحق لقب العالمي.
* إذا كان المدمرة «تيرينو» فشل في اختبار الحسم الأساسي.. فما فائدة عراكه وضجيجه المستمر طوال الدوري.
وفي أي البنوك يمكن لنا صرف مقولة أنه الأبرز والأفضل ان الأعمال بخواتيمها «كما يقولون».
وتيرينو وسيزار وبوسكاب فشلوا بامتياز في مباريات الحسم.
* الفرق بين الهلال والنصر.. شيء واحد فقط ولا آخر سواه.. الهلال فريق بطولات ويحسن التعامل مع النهائيات ويظفر بها.
أمّا النصر فيركض ويركض ثم يهوي في النهاية.
* بشهادة من اختلف أو اتفق معه.. يظل الأمير عبدالرحمن بن سعود فاكهة الرياضة السعودية وحلاوتها، وسموه شخصية متميزة وظاهرة متمكنة يندر وجودها..
فحينما يتحدث أو يجادل يلفت الأنظار اليه.. وحينما يناقش تجده مقنعاً.. مثقفاً.
يقاتل بشراسة حينما يتعلق الأمر بالنصر.
عبدالرحمن بن سعود أسطورة رياضية تستحق التكريم والاحترام.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved