Sunday 13th april,2003 11154العدد الأحد 11 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحقيقة من الداخل الحقيقة من الداخل
عندما يستنسخ الهلال نفسه
فهد الصالح

يوم الأربعاء هو يوم من أيام كتابة التاريخ..
* الساعة تلسع بعقاربها لحظة الحسم..
* الجماهير .. لم تبق في المدرجات شبراً إلا وكسته باللون الأزرق.
* صيحاتها تتعالى نحو السماء .. نحو الحب نحو مجد أزرق غائر في أعين تلك الفئة الغارقة في العشق .. تلك الفئة التي تحاشت الرقص على الخنجر!! ومضت إلى ما هو أكثر اتقاناً .. ودهاءً .. وشموخاً!!.
* فئة تركت كل شيء .. تناست كل شيء .. وقالت لطحالب الموائد!! «العشق الازرق في عيني يتساقط.. زخات .. زخات».
* دكة الاحتياط تحولت إلى مقصورة لعرض النجوم!!.
* كانت قدماه الصغيرتان وجسمه الهارب من الأرض توحيان بأن شيئاً ما سيحدث!!
* وأنا أهم بالدخول إلى شرفة الاستاد «الدرة» سألني أحد رجالات الهلال هل اعتاد الهلال على الظل؟ هل سيعود اليوم بعربون الجماهير «الكأس»؟
* قلت له إنني منذ موقعة انعدام الروح الهلالية في بطولة الخليج المسلوبة وانا أرتدي «عدسة داكنة السواد» ذلك لأنني لا أريد أن أرى الأشياء على حقيقتها تلك الحقيقة العارية .. المحزنة التي تأخذني من حيث بدأت!! ثم لا أخفيك أن حدقة العين ازدادت صغراً في التصفيات الآسيوية وبدت لي الاشياء أكثر شحوباً حتى كادت الشعرة أن تنقطع.. وتطمس فوهة الزجاجة العنقاء.
أما اليوم وبعودة الروح فلا أظن أن يغادر بنو هلال كعادتهم دون أن يصلحوا ما أفسده الدهر بي وبغيري من العشاق.. فهو ممتع حين يخفق.. وممتع حين يغيب .. وممتع حين يعود وينتصر ويطمس كل الهامات النابضة بغير الهلال!!
* لا أخجل أن أعلن ذلك أبداً.. لأن الهلاليين هم من فصيلة نادرة جداً فصيلة لم يجد لها المحللون أو النقاد أو حتى المهتمون بالذرة!! سوى أن يصفوهم بالخوارق!!
فليلة الخميس كان الهلاليون يعتمرون على كل الزوبعات المحمومة المؤجر منها والمسبق الدفع.. لا لشيء إلا لأنه «مخلب» طير عنيد.. عاشق.. لا يبالي أبداً بأنصاف الفرق أو الحلول أو تهجم وسخرية أي متعال مغرور!!
فليقل من بقلبه مرض إنني أشرب العشق الأزرق حد الثمالة.. وليقل من يقول إنني مصاب بعمى البصيرة فلا أرى إلا الهلال وكيان الهلال.
* لا بأس .. لا بأس فالاتهام بحب الجمال جمال كأنني أتذكر الآن كابتن محمد البكر ونظارته المقعرة وهو يقول بذهول هذا لاعب كبير وبعد كابتن محمد قالها «الكأس الغالية» وأعلن دخول الشلهوب قائمة المجد الأزرق المحتكرة.
* كأنني بأحد هامات الأقلام الزرق «محمد بنيس» وهو يكتب ذات صباح مشرق: «عادي .. أن يرتب الهلال بيته.. أن يعود للطير ريشه وتغريده.. وأن تنبت له مناقير أخرى ومخالب أخرى» كأني به اليوم وهو يرى ما سطره قلمه قد أصبح حقيقة دافئة وهو يقول إنه فريق غير عادي.
* قبل حول من الآن والهلاليون يسحقون لتلك الفئة ما بقي لهم من أحلام وردية أتذكر أنني كتبت ما نصه:
* قرر الهلال الا يتذكروا مهنة غيرهم الانتظار .. التدخين.. والانتظار وأن يتركهم بالبدء بما تبقى لهم من هوايات أخرى لجمع الطوابع والعملات القديمة والضحكات العتيقة.. وكتابة الشعر المعاصر وحفظ أسماء الساسة عن ظهر قلب وعن ظهر حقد!!
لقد أبقى الهلال لهم هواية جمع القواقع ليسمع صوت البحر حين يدعو إلى ذلك الذهب الاسطوري لغرق جماعي مهول اسمه «الهلال».
* واقول اليوم والهلال يعتلي البطولة الاربعين.. إنني أتوق إلى الزمن الذي يتعرى فيه أولئك الأقزام أمام الجميع كما يفعل الهلال بهم الآن!!
إنني هنا أطلب من أولئك أن يراجعوا أنفسهم وأن يتركوا الهلال وشأنه، فالمعادلة انتهت والقضية قد حسمت منذ أول كأس هلالية في التاريخ حملها مبارك عبدالكريم .
* فقط أوقفوا ذلك التيار المؤجر ضد الهلال ضد عشق الجمال.. ضد حب الأرض.
* بالإشارة:
* الشرف الكبير هو حضور راعي المباراة والسلام على سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
* كان حكم اللقاء المنتظر «علي المطلق» مشرقاً كما هي المباراة لم يدع لهم أي حديث يتسلقون به على أكتاف غيرهم كعادتهم.
* لأنه من فصيلة العباقرة وبمواصفات الدهاة ترك لدكة الاحتياط أن تتحدث عنه.. ذلكم هو مدرب الهلال أدملسون.. تذكروا هذا الاسم جيداً أدملسون.
* كان عبدالله بن مساعد وهو يحمل الكأس شامخاً كجبال «طويق» كريماً كروضة التنهات..
رئيس بمثل حنكة وتخطيط وصبر عبدالله بن مساعد حري أن يكون معصماً للرأس ونيشاناً للفؤاد.. عودوا إلى تلك الصفقات التي لا تقهر، عودوا إلى الخثران والحربي وسوفو والداهية ادملسون. عودوا إلى كل ذلك ستجدون أن التخطيط السليم هو طريق البطولات.
أنادي:
* إنهم يتلاشون.. يغيبون.. يتحطمون وتبقي لك عندي بصيص أمل في البقاء والحياة
* لأنهم كذلك فأنت مختلف.. مغاير .. شامخ اعنان السماء.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved