Thursday 17th april,2003 11158العدد الخميس 15 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من إشبيلية وغرناطة في بلاد الأندلس إلى بغداد: تجوال وحكايات وتساؤلات من إشبيلية وغرناطة في بلاد الأندلس إلى بغداد: تجوال وحكايات وتساؤلات
د. عبدالله بن سالم الزهراني

قد يكون هذا العنوان غريباً بعض الشيء في هذا الظرف بالذات ولكن آمل ألا يتعجل القارئ لأن العنوان من أجل هذا الظرف ولخدمة هذا الظرف. لقد دفعت لكتابة هذا المقال بسبب موقفين لا ادري كيف اصفهما هل اقول انهما يبعثان على السخرية ام على الحزن والالم أم عليهما معا سأدع ذلك للقارئ الذي ربما يقول شر البلية ما يضحك.
قدر لي أن ازور اسبانيا بصحبة صديق عام 1982م وقررنا أن نأخذ جولة سياحية مع مجموعة من دول مختلفة على اندليسا اي ارض الأندلس. وتطلب ذلك أن نحجز عن طريق شركة وان نمتطي الاتوبيس ونتجول في مدن الأندلس المختلفة. وتم لنا ما اردنا وقمنا بالمرور على اشبيلية واثناء تجوالنا مررنا على مسجد اشبيلية التي حول جزء منه الى كنيسة. وفي داخل المسجد دار حوار مع بعض السياح المتعصبين ضد الإسلام وحضارته وقالوا بأن محراب المسجد ليس موجها صوب الكعبة ولم ادقق في الامر، وقلت لهم حتى لو لم يكن فان من بناه اجتهد ولا ذنب عليه، ولكن الأمر الذي استفزني واستفز صديقي بشكل أكبر هو قول بعضهم بأن المسلمين لم يكونوا مبدعين في بناء هذا المسجد وليس فيه ما يبهر رغم جماله. عندها قلت لصديقي لا تناقش هؤلاء دعنا نتجول في المسجد ونمتع ناظرينا ونتذكر تراث الاجداد ولا نضيع وقتنا وبعد لأي اقتنع. امضينا قرابة الساعة في داخل المسجد وبعدها انصرفنا وركبنا الأتوبيس وقلت لزميلي اود ان اتحدث الى صاحبنا في هذا الاتوبيس وسأستأذن مرشدنا السياحي في ان يعطيني الميكرفون على الرغم من أن لغتي في ذلك الوقت لم تكن تسعفني قواعديا وتركيب جمل بشكل جيد ولكن لدي مخزون من الكلمات وقررت أن استخدم هذا المخزون بغض النظر عن القواعد. كان معظم السياح ان لم يكن كلهم يتحدثون الانجليزية وان كان بعضهم من الايطاليين والبعض من المكسيك والبعض من كوبا والبعض من البرازيل وجنسيات اخرى ولم يكن من العرب سوى انا وصديقي. كان العدد يتجاوز الاربعين. قال صديقي ماذا تود ان تتحدث عنه قلت سأرد على اولئك الذين انكروا دور المسلمين وابتكاراتهم المعمارية عن طريق هؤلاء ولعلي انجح في ذلك. وبالفعل استأذنت وامسكت بالميكرفون ورحبت بهم في ديار الاجداد وعرضت لمحات مختصرة عن تاريخ الاندلس وساعدني على ذلك تخصصي في كلية التربية والذي كان الرئيسي جغرافيا والفرعي تاريخ وكنت حديث عهد بتخرج. كما ساعدني ايضا انني حاولت ان اقرأ عن اسبانيا قبل ان اقوم بهذه الجولة. ذكرت كيف كانت الاندلس مركز اشعاع للحضارة ولشتى العلوم وكيف كان تعامل المسلمين وتسامحهم ودورهم في حماية اليهود ودورهم في شتى مجالات الحضارة وضربت لهم مثالا بالمسجد الذي حول جزء منه الى كنيسة وبعدها سألتهم عن رأيهم في الفن المعماري الاسلامي من خلال ما شاهدوه حتى ذلك الوقت في تلك الرحلة وكانت اجابتهم كلهم بأنها رائعة باستثناء اولئك الذين تجادلنا معهم حيث امتنعوا عن التصويت والتعليق. على كل سر زميلي بما تحدثت به وبدأ يختلس النظرات الى اولئك المجادلين ليرى تعبيرات وجوههم ولكنني قلت له رحلتنا مازالت في اولها ولابد ان نحاول ان نظهر لهم حسن التعاون وان نكون علاقات طيبة ونتحدث مع الجميع ولا ننغلق وستكشف الرحلة لغير المقتنعين بقيمة هذا التراث. قلت لهم في آخر الحديث انتم لم تروا من الحضارة المعمارية الا النزر اليسير وعلى كل انا اثق في مرشدنا السياحي بأنه سيوضح ويشرح لنا بالتفصيل اثناء تجوالنا في المدن الاخرى.
وصلنا غرناطة وتجولنا فيها وانتهى بنا المطاف الى قصر الحمراء في غرناطة الذي استغرق بناؤه أكثر من مائة عام ان لم تخني الذاكرة على ايدي عدة خلفاء بالزيادة والتطوير. يقع هذا القصر على تل رابية ويطل على واد واعتقد انه على منحنى. الموقع جميل والمنظر خلاب عند الاطلالة من القصر. أما القصر فهو تحفة معمارية ابدع مسلمو الاندلس في اخراجها لحيز الوجود.
بيت القصيد في هذه القصة هو حديقة القصر وهي ما يعرف بجنة الخليفة تجولت فيها انا وصديقي وما اجمل تلك الحديقة وما اروعها. حاول الاسبان ان يبقوها على حالها من حيث نظام الري المميز ومن حيث اشجارها وورودها ومساحتها. اعربت لصديقي عن اعجابي بذلك القصر وتلك الحديقة وبتراث المسلمين في الاندلس بشكل عام وتنهدت حسرة واعقبت ذلك التنهد بتساؤل لم اكن ابحث له عن جواب، وكان التساؤل هو كيف فرط المسلمون في تلك الارض بعد بقاء امتد لقرابة ثمانمائة عام. رد صديقي على برد فاجأني ولكنه اضحكني حيث قال وهو ربما يهدف إلى التخفيف من حسرتي وألمي لو كان الخليفة في هذا القصر لما دخلته ولما تجولت في جنته لا انا ولا انت ولا هؤلاء السياح وهذه هي الحياة واستشهد بالآية الكريمة {..وّتٌلًكّ الأّيَّامٍ نٍدّاوٌلٍهّا بّيًنّ النَّاسٌ ..} . لم اعلق وربما همهمت وكبت غيظي وحاولت ان اتجول اكثر واكثر في تلك الحديقة واجيل النظر وامعنه في نظام الري المتقن فيها. ذكرني هذا الموقف بتوافد العراقيين على مبنى المخابرات في بغداد الذي قال البعض انهم لم يكونوا ليجرؤوا حتى للاقتراب من ذلك المبنى ولو ان الشبه بعيد بين وظيفة قصر الحمراء وجنة الخليفة في غرناطة ووظيفة مبنى المخابرات في بغداد. لكن هناك شبه في ان كلا المبنيين تمت استباحته، الا ان هناك فرقاً في طريقة الاستباحة كما ان الفرق واضح فيما آل كما منهما اليه فقصر الحمراء تمت المحافظة عليه واستباحته بطريقة حضارية للسياح واصبح يدر اموالا طائلة بينما مبنى المخابرات قصف ودمر ثم استباحه السكان وعاثوا فيه فسادا تشفيا لمن اختفى من اقاربهم في اقبيته.
وفي حادثة مشابهة ولكن كانت من عيار ثقيل وفي نقاش حول الاعتداء على العراق وقصف بغداد ودخولها واستعراض ما تعرضت له بغداد بالذات طوال ايام الحرب من قصف شديد ومروع تخيلت فيه حال الناس في بغداد وخوفهم وتخيلت كيف مات المدنيون نتيجة لهذا القصف وحالة الجرحى من اطفال ونساء على الرغم من تأكيدات الغزاة بأن صواريخهم وقنابلهم ذكية ولا تخطئ الهدف. تخيلت بل شاهد غيري من خلال القنوات الفضائية حالة المشافي ووضعها المأساوي وحالة الاطباء الذين يحاولون انقاذ يمكن انقاذه بأدوات جراحة انهكها الحصار كما انهك الشعب العراقي. تلك ادوات التي ربما استخدموها في العمليات الجراحية دون تخدير. تذكرت عاصمة الرشيد وعاصمة الخلافة العباسية التي بلغت الحضارة الاسلامية اوجها وملأت السمع والبصر في كل ارجاء العالم آنذاك وابديت سخطي وغضبي على هذا الهجوم البربري الوحشي الذي يذكرنا بما فعله المغول بهذه العاصمة في القرن الثالث عشر فما كان من احدهم الا ان قال لي هدئ من روعك قدر الله وما شاء فعل ثم اضاف، لعلك لا تتمنى ان ينتصر صدام؟
قلت له: انا ارغب واتمنى ان ينتصر العراق وان ينتصر شعب العراق، قلت له انا ارغب ان ينتصر الحق على الباطل قلت له انا ارغب ان ينتصر العدل على الجور، قلت له ان هذه الحرب والغزو للعراق جائرة ظالمة باطلة بكل معايير الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والدولية. قلت له بأن اهدافها لن تقتصر على العراق ولا على شعب العراق. قلت له ان الدكتاتورية والظلم موجودة في بلدان عديدة اخرى من العالم ولعل اقربها جغرافيا الى امريكا هي كوبا. هناك دول دكتاتورية اقرب لحدود امريكا من العراق ولكن لا مصالح اسرائيلية لضرب تلك الدول. قلت له ان اسلحة الدمار الشامل لم توجد فقط في العراق ولم يكن العراق اول من استخدمها لان الولايات المتحدة هي اول من استخدم اسلحة الدمار الشامل والمتمثل في القنبلتين النوويتين اللتين اسقطتا على نجازاكي وهيروشيما وراح ضحيتهما مئات الآلاف عندما احست الولايات المتحدة بالخطر من اليابانيين الذين دمروا قاعدة بيرل هاربر في هنلولو في جزر هاوي بينما لم يمت في حلبجة سوى 5 آلاف. ورغم اعتراضي ورفضي وادانتي لاستخدام اسلحة الدمار الشامل اي كان المبرر، الا انني ارفض في الوقت نفسه ان تبيح الولايات المتحدة لها مالم تبحه لغيرها، قلت له ان الولايات المتحدة تتعامل بمعايير مزدوجة وتلبس ثوبا مختلفا لكل قضية على الرغم من تشابه القضايا، انها تتعامل بمكيالين مع الفلسطينيين والكيان الصهيوني، انها تتعامل بميكالين في نزع اسلحة الدمار الشامل فهي مصرة على نزع اسلحة الدمار الشامل مع العراق وفرضت على العراق حصارا جائرا لمدة اثني عشر عاما، من اجل تنفيذ قرارات الامم المتحدة التي توالت على العراق ولكنها في الوقت نفسه لم تحرك ساكنا تجاه اسلحة الدمار الشامل في الكيان الصهيوني والتي تزيد على مئتي رأس نووي وغيرها من الاسلحة. قلت له ان الولايات المتحدة لم تحشد قواها وجهودها السياسية لتنفيذ قرارات الامم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية وهي اضعاف اضعاف القرارات التي صدرت ضد العراق، ولم ينفذ منها ولا قرار الا كل قرار يخدم المصالح الصهيونية، قال: انا معك في كل ما قلت ولكن، من يضمن لنا بأن النظام العراقي الظالم اذا انتصر لن يغزو الدول العربية ويبطش بها واحدة تلو الأخرى ألم يؤثر فيك ما حدث عندما انتهى العراق من حربه مع ايران بمساعدة عربية وحتى من امريكا لم يتورع في غزو الكويت؟ ألم تر كيف انه ضمها الى العراق واعتبرها المحافظة التاسعة عشرة او اتبعها محافظة البصرة وعين عليها ابن عمه علي حسن المجيد؟ هل غير العراق موقفه تجاه الكويت وحاول بناء علاقة جيدة؟ هل شاهدنا من النظام العراقي بادرة من بوادر حسن النية حتى بعد خروجه من الكويت؟ هل رأينا تغييرا جذريا في الخطاب السياسي للنظام العراقي تجاه اشقائه واصدقائه؟ هل رأينا من النظام العراقي محاولة للبدء في تغيير سياسي داخل العراق بشكل حسن بادرة تجاه الشعب العراقي وتجاه دول العالم؟ ثم الا تعتقد بأن الولايات المتحدة ستبني نظاما ديمقراطيا متسامحا ومتعاونا مع جيرانه ومع كل دول العالم وتتاح فيه للشعب العراقي بكل اطيافه ان يعبر عن آرائه بكل حرية؟ الا تعتقد ان الولايات المتحدة ستتعامل مع الشعب العراقي كما تعاملت مع الشعب الياباني والالماني وتوجهه نحو الصناعات السلمية والبناء الاقتصادي وتجعل كل مصانعه الحربية تتجه نحو الصناعات المدنية خاصة وان العراق يمتلك قدرات بشرية مدربة لديها الامكانية لادارة هذه المصانع وتغيير منتجاتها؟ الا تعتقد ان الولايات المتحدة ستلتفت الى القضية الفلسطينية وتعمل على حلها خاصة وان لديها مشروعا جاهزا يتمثل في خارطة الطريق؟
الحقيقة ان عددا من هذه الاسئلة وليست كلها لا تحتاج الى عناء في الاجابة عنها لانها احداث لمسناها وعشناها وعايشناها ولم يسلم المجاورون للعراق وجميع الدول العربية من تصرفات وتبعات اخطاء النظام العراقي السياسية ولامن عدوانه وغزوه لدولة الكويت.
ولكن حاولت ان تكون الصورة اوضح او لعلنا نصل الى نتيجة وطرحت عليه العديد من الاسئلة على النحو التالي: من يضمن لنا ان هذه الحرب هي حرب لنزع اسلحة الدمار الشامل وتحرير العراق من الظلم والجور؟ من يضمن لنا ان الولايات المتحدة لن تستعمر العراق وتبقى لمدة طويلة في العراق؟ من يضمن لنا ان الولايات المتحدة لن تستنزف بترول العراق وتدعي بأنها تسدد من هذا البترول ديون العراق السابقة واللاحقة والتي من المفترض ان تكون ديونا معدومة وان تذهب مع ذهاب النظام العراقي؟ أليس من المفروض اذا كان الهدف تحرير شعب العراق ان يكون التحرير شاملا من الديون ايضا لان الشعب ليس المتسبب في هذه الديون وانما نظام صدام حسين الفاسد؟ من يضمن لنا ان الولايات المتحدة ستكتفي باسقاط النظام العراقي ولن تبحث عن نظام آخر في الدول العربية لتسقطه؟ ألم تهدد الولايات المتحدة سوريا وايران؟ الم تتهم امريكا سوريا بأنها ساعدت العراق بأدوات عسكرية وبالذات مناظير ليلية؟ الم تتهم امريكا سوريا بأنها تمتلك اسلحة دمار شامل هربت اليها من العراق؟ أليس ذلك كله يمكن ان يجعل امريكا تفكر في ان تبدأ بطلب ارسال فرق تفتيش الى سوريا وايران تمهيدا لافتعال مبرر لضربهما؟ ثم كيف نثق ان الولايات المتحدة ستبني نظاما ديمقراطيا يضمن الحريات وهي قد تبنت المعارضة وتعمل على اطلاق دعاية لبعض اقطاب هذه المعارضة بأنهم سيكونون الاصلح لتولي قيادة العراق؟ اين ستكون الديمقراطية عند تعيين شخص لم يستشر الشعب العراقي في توليه قياداتهم كما هو الحال في النظام السابق؟ كيف تضمن ان تطبيق الديمقراطية في العراق حسب الطريقة الامريكية سينجح في مجتمع العراق؟ كيف تتوقع ان يوجهوا المصانع العراقية نحو الصناعات السلمية لكي يبنوا اقتصاداً جيداً كما حصل في ألمانيا واليابان؟ ان امريكا لن تكرر الغلطة التي ارتكبتها في ألمانيا واليابان وتخلق لها منافسا اقتصاديا جديدا فلو استقبلت الولايات المتحدة ما استدبرت من امرها لما فعلت ما فعلت مع اليابان والمانيا ولتركتهما في فقرهما بعد الحرب. كيف تتوقع من الولايات المتحدة ان تتعامل مع العلماء العراقيين والتقنيين العراقيين بتركهم في العراق لخدمة العراق وهي تهدد بالبحث عنهم ومحاسبتهم واستجوابهم على ما فعلوه؟ الا تتوقع ان تأخذ المهرة منهم الى الولايات المتحدة وتغريهم وتترك العراق خلوا من كثير منهم؟
ألم تشاهد السلب والنهب وظهور بعض العراقيين يقولون بأعلى صوتهم بأنهم في خطر حيث كان الجنود الامريكيون يتفرجون على السلب والنهب ولا يحركون ساكنا؟ الا تعتقد بأن امريكا ستنتهج اسلوب فرق تسد؟ الم تر الجنود الامريكيين والبريطانيين في مدينة الناصرية عندما تم تبادل لاطلاق النار بين فئتين عراقيتين يصفقون ويقولون دعوهم يقومون بالمهمة اي يقتلون بعضا بدلا من ان يقوموا بها هم «Let them do the job» . لقد جعلوا العراقيين يقاتلون دونهم في أحد احياء بغداد ضد المجاهدين القادمين من دول عربية واسلامية اخرى وكان ذلك جزاء سنمار. ليس مستبعدا ان تشتعل الحرب الاهلية في العراق وتغذيها امريكا لفترة من الزمن حتى تنهك العراقيين. هناك اعراق كثيرة عرب واكراد وتركمان وآشيوريون وهناك اديان ومذاهب مسلمون ومسيحيون وهناك السنة والشيعة وهناك مذاهب في الشيعة وولاءات وانتماءات. الا تعتقد ان خيار التقسيم مطروح ضمن الطروحات الاخرى للسيطرة على العراق؟
وبالانتقال الى القضية الفلسطينية الا تتوقع ان تشجع الكيان الصهيوني اولا على هجمة شرسة على المدن الفلسطينية واغتيال الرئيس ياسر عرفات وزعماء الحركات والفصائل الفلسطينية وتركيع الشعب الفلسطيني لخلق حالة مشابهة لما حصل في العراق؟ هل تعتقد ان السياسة الامريكية ستتغير تجاه الفلسطينيين؟ هل تعتقد ان خارطة الطريق لن تصبح خارطة تغيير الطريق او تغيير الخارطة من اصلها خاصة وان الحديث عن الخارطة السياسية الجديدة للشرق الاوسط حديث سابق وممهد لغزو العراق؟ الا تعتقد بأن الولايات المتحدة ستنشغل بنفسها وبجنودها في العراق ومحاولة تثبيت وضعها خاصة ان حدث مقاومة من الشعب العراقي لهذا الاحتلال وتظل القضية الفلسطينية على حالها بل قد تتدهور الى ماهو اسوأ؟ هل قالت امريكا ان الدولة الفلسطينية ستكون في فلسطين؟ هذا غيض من فيض من الاسئلة ويبدو اننا اقتنعنا بتساؤلات بعضنا او على الاقل الكثير من تلك التساؤلات وقررنا العودة الى التنقل بين القنوات الفضائية تمهيدا لمزيد من التساؤلات في اوقات لاحقة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved