Thursday 17th april,2003 11158العدد الخميس 15 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شمس أمي شمس أمي
عبدالرحمن بن مسلم آل مسلم

الشمس في الشتاء أثيرة لدى الإنسان بدفئها وجمال شروقها، وكانت أمي - بالنسبة لي على الأقل - كالشمس تشرق عليّ من غرفتها كل صباح، إلا أنها - رحمها الله - لم تشرق صباح 22/12/2002م!


يا شمس شمسيَ أمي ليتها بقيت
وأنتِ غبت وراء الطين والسجف
صلِّي على رحمة قد ضُمِّنت كفناً
وأودعت حفرة ريعت من الشرف
إن فاتني البر يا أمي فوا كبدي
مما يعاودني من شدة الأسف
يكاد يقتلني حزني ويعصرني
لهفي وأخشى على نفسي من التلف
فليتني ازددت من بر ومن صلة
ولم أحد عنهما يوماً ولم أحف
لله أمكنة كانت تجمعنا
باتت تذكرنا بالأنس والشغف
وأزمن كلما مرت بنا صدحت
ذكراك فانهد منا كل مؤتلف
ما كنت أحسبني إلا أخا جلد
حتى مُنيت بفقد الردء والكنف
كأن صبري غداة النعي آنية
دقت بصخر وقد كانت من الخزف
تناثرت قطعاً في كل ناحية
ما بين منسحق منها ومنقصف
كانت تقل معي حملي وقد ذهبت
فالآن أسحب وحدي الحمل من طرف
وما أظن يداً أخرى ستلقفه
قد غاب عنك زمان الساعد اللقف
عليك وحدك آسى يا مواسيتي
وهان بعدك ما ناءت به كتفي
أذود قلبي عن الذكرى وحرقتها
وليس قلبي عن الذكرى بمنصرف
يبيت يعرض أوراقي على مهل
ويرجع الصفح من يأتي إلى ألفي
ما للهلال كسيف البال غيره
عن الأهلة وجه جد مختلف
تراه يأسى لما بي أم ألح به
ما كان يؤسفه قدماً من الكلف
فدتك نفسي وأولادي وصاحبتي
ومن على الأرض من باد ومن ترف
لو كان ينفع حياً بذل فديته
عن ميت بتراب الأرض ملتحف
نبكي ويبكي علينا لا مفر لنا
من محجن بيمين الموت مختطف
من رام وصفاً لحب الأم أعجزه
ولا شفاه خيال الشاعر الثقف
يحوم حول المعاني ثم يتركها
وما أصاب لها لفظاً ولم يصف
وأي نثر وإن أرسلته ذهباً
وأي شعر بحق المرضعات يفي
وأي دمع جرى من مقلة غرقت
يكافئ الأم عند الكيس الحصف
وليس ينفع محزوناً تذكره
ولا تتابع دمع منه منذرف
صلى الإله على أمي وأسكنها
في جنة ترتمي في روضها الأنف
ولم شملاً لنا في دار جنته
نختال ما بين مشاء ومقتطف
وبين مشتغل بالحور مغتبط
ومغرم ببنات الكرم مرتشف
يا بائع الخلد مغتراً بفانية
كمن يبيع خيار التمر بالحشف
إن الليالي والأيام تصنع في
عمر الفتى كصنيع النار في السعف
فما رأيت على الدنيا سوى ترب
ذي عفة أو بطرق الباب محترف
أو تاجر تأكل الأموال راحته
مخرب دينه بالغش والحلف
يخشى على ماله من كل عادية
مروع من حذار الموت مرتجف
لم ينج من شرك الدنيا كداعية
وعابد في بيوت الله معتكف
آمنت بالله ربي لا شريك له
إيمان معتصم بالله معترف
تخفى السرائر إلا عن محصلها
فليس ثمة سر غير منكشف
فخاب كل عصي ضل منهجه
مواقع لحدود الله مقترف
هل ينفعنَّكِ يا أمي تذكرنا
أو يغنينَّكِ نشر الشعر بالصحف
لكنها دمعة من مقلتي عبرت
حاولت إيقافها جهدي فلم تقف

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved