Thursday 17th april,2003 11158العدد الخميس 15 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كلمة «اخترع» أفضل من «فضح» في حق المعلمين!! كلمة «اخترع» أفضل من «فضح» في حق المعلمين!!

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركته وأسعد الله أوقاتكم بكل خير دائماً وبعد:
قرأت في عدد الجزيرة 11140 ليوم الأحد 27/1/1424هـ الموافق 30/3/2003م موضوعاً تحت عنوان (نال به المركز الثالث بتايوان. طالب يخترع جهاز المراقبة وفضح المعلم) وقد أورد هذا الخبر الأخ خالد المرشود من الدمام ولأهمية الموضوع رغبت المشاركة مع التأكيد على أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية فأقول وبالله التوفيق:
أولاً: استخدام كلمة فضح المعلم في نظري كلمة قاسية وكان يمكن أن يكون العنوان: طالب يخترع جهازاً لمراقبة أداء المعلمين في الفصول، أو طالب يخترع جهازاً لمراقبة المعلم في الفصل. ولا شك أن كلمة فضح المعلم هي التي جعلت الأخ عبدالرحمن سلمان الدهش من الدلم يرد بعنف بالجزيرة يوم الأربعاء 7/2/1424هـ الموافق 2003/4/9 تحت عنوان «بئس من اختراع»!!!.
ثانياً: لا يوجد تعارض بين الثقة والمتابعة، لذلك أوجدت الدولة أجهزة وإدارات بموظفين ثم أوجدت أجهزة متابعة وكذلك الحال بوزارة المعارف أوجدت إدارات تعليم وأوجدت أجهزة في الوزارة لمتابعة هذه الإدارات. كما أن في الإدارات التعليمية مشرفين وموظفين يقومون بزيارة المدارس لمتابعة سير العمل فيها. وقد يجدون بعض التقصير فيوجهون ثم يتابعون، والمعلم الناجح لا يخشى المتابعة ولا الزيارات ولا حتى الكاميرات، الذي يخشى المتابعة وأجهزة المراقبة قلة من المعلمين والموظفين المهملين فبعضهم يدخل الفصل متأخراً ويخرج منه مبكراً وبعضهم يغلق الباب على الطلاب ويخرج دون علم أحد.. الخ وبعض الموظفين يقضي وقته في قراءة الجرائد أو الحديث في الهاتف.
وقد ورد في القرآن الكريم عندما قال إبراهيم لربه {رّبٌَ أّرٌنٌي كّيًفّ تٍحًيٌي المّوًتّى" قّالّ أّوّلّمً تٍؤًمٌن قّالّ بّلّى" وّلّكٌن لٌَيّطًمّئٌنَّ قّلًبٌي} فالوزارة وإدارة التعليم ومديرة المدرسة لهم الحق في التأكد من أن من حمل الأمانة والرسالة يؤديها كما يجب. ولو ترك الحبل على الغارب لما قام المهملون بأعمالهم ولأثروا على غيرهم.
ثالثاً: في الكثير من الدول المتقدمة يقوم الطلاب بتقييم المعلمين ولا يجد المعلمون حرجاً من ذلك، لذلك تقدموا وتأخرنا.
رابعاً: هذا الطالب الموهوب وأمثاله يستحقون من الدول ومنا جميعاً التشجيع، وقد تمكن من الحصول على المركز الثالث ورفع اسم المملكة.
خامساً: لما منح أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والكليات الثقة وهم أحق بها استغل قلة قليلة منهم هذه الثقة. فلا يحضرون لأداء محاضراتهم ولا يعملون جداول على أبواب مكاتبهم لاستقبال طلابهم ويغيرون في زمن المحاضرات والويل ثم الويل لأي طالب يعارضهم أو يناقشهم في موضوع التزامهم بأداء المحاضرات. ولو أن كل جامعة سمحت للطلاب بتقييم أساتذتهم. لقضي على سلبية هذه القلة. والحال كذلك موجود لدى المعلمين. تجد قلة منهم يقصرون في أداء عملهم فأرى أنه لا حرج من متابعتهم وتطبيق النظام عليهم وقد قرأت في عدد الجزيرة ليوم الجمعة 9/2/1424هـ تحت عنوان «حرمان عدد من المعلمين من العلاوة السنوية» وقد سررت لهذا الإجراء وأرجو أن تحذو جميع الإدارات حذو إدارة تعليم الأفلاج للبنين، فالبحوث التي أجريت حول إنتاجية الموظفين في الدول العربية والإسلامية غير مشجعة فمن سبع ساعات ونصف لا يستفاد إلا من حوالي ساعة واحدة ساعة إنتاج وقد تزيد أو تنقص في بعض الدول. لذلك لا بد من المتابعة للتأكد من أداء العمل. وكذلك أقترح أن نضع أجهزة متابعة على المتابعة فالكثير من الأنظمة تصدر ولا تتابع في الميدان إلا لفترة ثم تقف المتابعة كأنظمة السعودة والقرارات التي صدرت لدعمها كسعودة العاملين في الذهب وسعودة سائقي الليموزين وسعودة بائعي الفاكهة وسعودة معلمي التعليم الأهلي ومعلماته.. الخ.
في الختام هذا الجهاز الذي اخترعه الطالب مهم جداً لمتابعة القائمين على العملية التعليمية وخاصة القلة المهملة ويمكن الاستفادة منه في مواقع أخرى.
نتطلع لنسمع المزيد من الابتكارات فقد تقدمت الأمم على أيدي الموهوبين لأنهم وجدوا التشجيع والعون. لذلك هاجر الموهوبون والعلماء العرب والمسلمين إلى بلاد الغرب لأنهم يجدون كل عون ومساعدة أما في البلاد العربية والإسلامية فيجدون الإهمال والهجوم.
نسأل الله العون والسداد للجميع ولكل مخترع وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري.

محمد صالح الداود
الطائف/ ص.ب: 2795

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved