** مؤتمر المعارضة العراقية والخلافات التي سادت أجواءه دون التوصل إلى نتيجة ملموسة، وتداعيات التهديدات الأمريكية لسوريا، وقضايا الأمن والاعمار في العراق، كانت أبرز الموضوعات التي تناولتها الصحافة العالمية ضمن تغطياتها المعتادة. الصحف الأمريكية اهتمت بالاتصال الهاتفي الذي أجراه شيراك مع بوش واصفة إياه بإذابة جبل الثلج، بينما تغافلته الصحف الفرنسية مركزة اهتمامها على تهديدات واشنطن لدمشق، والخلافات التي لازمت مؤتمر المعارضة الذي أنهى جلساته بالقرب من الناصرية، وفي الوقت الذي يتساءل فيه العالم حول مصير صدام حسين، حملت بعض الصحف تساؤلات عن مصير ثروة الرئيس العراقي المخلوع التي تقدر بحوالي 40 مليار دولار .**
كريستيان ساينس مونيتور
قالت إن العراقيين وأولئك الذين كانوا بالمنفى التقوا الثلاثاء لبدء مشاورات تشكيل حكومة جديدة. وعلقت الصحيفة بالقول إن ذلك فقط يعد بداية السير في طريق طويل.
وأضافت أن الاجتماع شارك فيه مسؤولون أمريكيون وهذا يؤكد رغبة الولايات المتحدة في مواجهة المهمة الصعبة وهي إعادة بناء وإعمار العراق على أسس مجتمع مدني، وذكرت أن مندوبين عن غالبية الطوائف العراقية كانت ضمن المشاركين مثل الأكراد، الشيعة، السنة من داخل العراق وخارجها. ولم يكن الاتفاق هو صا حب القيمة الأولى بل ظل الاختلاف قائماً وهذا يؤكد ضرورة تضييق هوة الخلافات بين الأطراف المشاركة من أجل سرعة الوصول إلى حل.
وفي تقرير لبيتر فورد وسكوت بيترسون قالا فيه إن العاصمة العراقية بغداد بها قنابل عنقودية لم تنفجر وهي تمثل خطورة على المدنيين وتسبب حالة من الذعر.
وأشارا إلى أن عملية إعادة الإعمار ليست بالسهلة وإنها قد تستغرق سنوات طويلة حتى يعود العراق إلى حالته الأولى لأن شاهد الخراب والدمار في كل أنحائه ولفتا إلى أن هناك الأضرار النفسية الشديدة وقد تصدر التقرير صورة لإحدى العراقيات وهي تمسك بصورة لزوجها الذي لقى حتفه في انفجار قنبلة عنقودية هو وثلاثة آخرون قبل عدة أيام في بغداد وأشارا إلى ضرورة تنظيف العاصمة من هذه القنابل المدمرة.
وفي مقال للكاتب براد نيكر بوكر بعنوان «حرب العراق مخطط لحرب أخرى قادمة» وفيه ذكر أن الحرب استخدمت بها أسلحة متعددة ومتطورة وتناول كذلك الحروب المختلفة للجيش الأمريكي من جرينادا إلى بنما فالبلقان وأفغانستان ثم العراق وأوضح أن حرب الـ27 يوما على العراق تختلف عن حرب الخليج الأولى حيث كانت المخاطر في الأخيرة أكثر وبخاصة من وجود واستخدام أسلحة دمار شا مل.
وخلص إلى القول بأن القوات الأمريكية قد أظهرت أنها تستطيع بسهولة هزيمة أي قوة عسكرية معادية تقليدية في تسليحها وعتادها العسكري.
وبعنوان «حسين يترك علامات استفهام حول مليارات العراق المفقودة» قالت إن الخبراء يوكدون على أن هناك أصولاً غير معروفة تتراوح من مليارين إلى أربعين مليار دولار في مناطق كثيرة من العالم وقالت إن هذه الأموال مطلوبة من أجل عمليات الإعمار وكذلك خشية وقوعها بيد أناس يسيئون استعمالها مثل إشاعة عدم الاستقرار في العراق والقيام بعمليات انتقامية ضد الولايات المتحدة وبريطانيا أو بيد الإرهابيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأموال خاصة بالرئيس صدام حسين أخذها طيلة عقدين من الحكم.
وعلى صعيد آخر قالت الصحيفة إن بعض الجنود الأمريكيين بدأوا رحلة العودة إلى البلاد بيد أن الغالبية ستبقى في العراق، وأشارت إلى أن نحو 60 ألف جندي أمريكي أو أكثر سيظلون للمساعدة في بناء دولة مستقرة وحكومة تسيطر على مقاليد الأمور فعلياً.
لوس انجيلوس تايمز
كان المانشيت الرئيس للصحيفة يحمل عنوان «العراقيون يسيرون ببطء نحو تكوين حكومة جديدة» وقالت إن الانقسامات غطت أول اجتماع للعراقيين حول بناء البلاد بعد الحرب والاتفاق على تكوين حكومة جديدة ولفت إلى أن هناك توجها معارضا للوجود والدور الأمريكي بين العراقيين الذين اجتمعوا في الناصرية وإن كان قد اتفقوا على الاجتماع مرة ثانية خلال عشرة أيام.
وأشارت إلى التيقن على مخطط اختطاف السفينة اكيلي لارو محمد عباس وقالت إن حادث اختطاف السفينة أسفر عن مقتل أمريكي موضحة أن عملية القبض تمت في بغداد.
وبالنسبة لسوريا قالت الصحيفة إن الضغط الأمريكي على دمشق يتنامى وأن كولن باول وزير الخارجية قد دعا سوريا إلى تسليم أركان النظام العراقي الموجود من حسب قوله في أراضيها إلى الولايات المتحدة كي يواجهوا العدالة وأكدت على أن الولايات المتحدة أغلقت أنبوب الغاز الذي يتدفق من العراق لسوريا.
وعن الأحوال في بغداد قالت إن الهدوء بدأ يعود إلى المدينة، وأن عشرات الآلاف من السكان الذين فروا منها أثناء تعرضها للقصف قد عادوا من جديد، لممارسة حياتهم بعد التطمينات التي أكدت على الاستقرار وتوقف عمليات السلب والنهب.
يو اس إيه توداي
كان المانشيت الرئيس للصحيفة بعنوان «قوات أمريكية تفتش منزل عالم عراقي» وكتبت تقول إن قوات أمريكية خاصة قامت بتفتيش منزل عالم عراقي متخصص في «الميكروبيولوجي» لقبه «د. جيرم» وأشارت إلى أن هذا العالم هو الذي أدار المعمل البيولوجي السري العراقي.
وفي موضع آخر قالت الصحيفة إنه على الرغم من تسيير دوريات أمريكية عراقية مشتركة فإن بعض أعمال النهب تسير حيث تم سرقة أحد مستودعات المواد الغذائية الرئيسية من بغداد.
وبعنوان «دروس من أفغانستان: عودة الأمن إلى العراق» قالت إن الرئيس الأفغاني حامد قرضاي الذي تولى الحكم عقب سقوط حكومة طالبان وجه بعض النصائح إلى القوات المشتركة التي تضع حالياً استراتيجية لإعادة بناء العراق، وذكر أن من بين هذه النصائح التي قالها: ضرورة إعادة الأمن على نحو سريع حتى تتم عودة المؤسسات المختلفة المدنية والعسكرية.
الواشنطن بوست
نشرت الصحيفة تحليلاً عن مدينة تكريت بدأته بالقول إنه خلال حكم الرئيس صدام حسين فإن كل مدينة عراقية توجد بها مدرسة عامة أو مركز شرطة كان بها صور كبيرة - بورتريهات - لصدام وفي تكريت مسقط رأس صدام فإن صوره وتماثيله منتشرة بصورة غير عادية في المباني الحكومية والمدارس والمستشفيات و الميادين.
وخلال الفترة التي تلت الحرب قامت الدبابات الأمريكية بتدمير معظم هذه التماثيل التي نظر إليها غالبية العراقيين على أنها رمز للشر والغضب فساهموا في إسقاطها وإطلاق الرصاص عليها تعبيراً عما في نفوسهم من ضجر وضيق لسنوات طويلة من الحزن والكبت تحت حكمه.
وعن العلاقات الأمريكية الفرنسية، قالت إن الرئيس الفرنسي جاك شيراك يحاول إصلاح هذه العلاقات التي تعرضت للتوتر في الفترة السابقة، وجاء ذلك بعد أن قام شيراك بمحادثة بوش هاتفياً لأول مرة منذ أكثر من شهرين ونقلت صورة من داخل بغداد وقالت فيها إن علماء الدين بما في ذلك الشيعة أعربوا عن سعادتهم بالحرية الجديدة التي يعيشون في ظلالها حالياً وتمنوا أن يتم إعادة الإعمار وعودة الهدوء وانتهاء عصر المظالم بسرعة.
| 
