Wednesday 23rd april,2003 11164العدد الاربعاء 21 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
جلد الذات
جاسر عبدالعزيز الجاسر

استحوذت المسيرة الأربعينية للشيعة في كربلاء إحدى المحافظات العراقية على كثير من الاهتمام والمسيرة الأربعينية يقوم بها اتباع المذهب الجعفري في العراق فقط، حيث يحيي اتباع هذا المذهب ذكرى مرور أربعين يوماً على استشهاد الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب، هو وعائلته من آل البيت في موقعة كربلاء على أيدي الجيش الأموي في زمن خلافة يزيد بن معاوية.
ويقوم اتباع المذهب الشيعي في إحياء هذه الذكرى في اليوم الاربعين بالتجمع في محافظة كربلاء وبالتحديد في الساحة الواقعة بين مرقدي الإمام الحسين بن علي وأخيه العباس بن علي في كربلاء، ويتدفق مئات الآلاف من الشيعة الى كربلاء قادمين من المدن الجنوبية التي يكثرون فيها، ومن في المدن القريبة يحبذون التوجه اليها سيراً على الأقدام وهم يلطمون صدورهم اعتقاداً منهم بأنهم يكفِّرون عن ذنوب أسلافهم العراقيين الذين تخلوا عن الإمام الحسين بن علي وآل البيت في واقعة كربلاء، وتعبيراً عن حزنهم الكبير.
ذكرى الاربعين تعد خاتمة للطقوس التي يقوم بها الشيعة في العراق والتي كان يشارك فيها «زوار» من خارج العراق وخاصة شيعة ايران والهند وباكستان ودول الخليج ولبنان، وتبدأ في اليوم الأول من محرم الحرام «عاشورا» الشهر الذي حصلت فيه موقعة كربلاء، حيث يقام سرادقات تشهد محاضرات دينية في العصر والمساء يسمونها «القراءة» حيث يتم فيها قراءة سيرة المعركة التي اضاف اليها واضعوها سيراً لجعلها أكثر دراماتيكية ووضعت لها الكتب ومن أشهرها كتاب «المقتل» الذي يقرأ كل يوم فصل منه ليختتم في اليوم العاشر من محرم «عاشورا» وفي هذا اليوم تقام مسيرات لضرب الصدور «اللّطم» وتسير هذه المسيرات في مواكب متنقلة في أحياء المدن، وبعد العصر تسير مواكب أخرى يستعمل فيها المشاركون آلات لضرب ظهورهم بشكل دام تسمى «الزنجيل»، اما في المساء فتتصاعد العملية بضرب هامات الرؤوس بالسيوف «القامة» وهي عملية فظيعة وخطيرة يرفضها كثير من المثقفين الشيعة، إلا ان العامة يصرون عليها ويبالغون وكثيراً ما يفقد البعض حياتهم نتيجة النزيف الذي يصابون به نتيجة ضرب هامات رؤوسهم بعد حلقها بالسيوف.. تتوقف او تهدأ هذه الطقوس الشيعية بعد اليوم العاشر من عاشورا إلى ان تحل الاربعين وهو ما يناسب مرور أربعين يوماً على استشهاد الإمام الحسين بن علي وآل البيت في واقعة كربلاء، حيث تتوجه جموع «الزوار» الى المكان الذي يعتقدون بأنه الموقع الذي جرت عليه معركة كربلاء، لتتكرر نفس الممارسات السابقة من «لطم» وزنجيل وقامة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved