Wednesday 23rd april,2003 11164العدد الاربعاء 21 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
كلمة حق.. في تلفازنا..
عبدالرحمن بن سعد السماري

لا أريد الحديث هنا عن اعلامنا وكيف تعامل مع الأزمة.. وكيف كان حضوره؟ وكيف يقيمه المعنيون.. وهل كان في مستوى الحدث؟
* الحقيقة.. أن هذا سؤال عام ويتناول اعلامنا بشكل عام.. لكنني سأخصص هذه الزاوية للحديث عن تلفازنا فقط.. وهو الذي ظهر بصورة مشرفة وخطف الأضواء وبجدارة.. وكان له الحضور المميز.. وكان يعايش الأحداث لحظة بلحظة.. فالأخبار على مدار الساعة.. وبث المعلومة أياً كانت هذه المعلومة واطلاع المشاهد عليها.. كانت سمة تلفازنا خلال هذه الأزمة.. أو «الحرب على العراق».
* لقد وفق تلفازنا فوق المتابعة الخبرية المتفوقة.. في بث برامج على مدار الساعة أيضاً.. تسلط الضوء على هذه الأحداث من كل زاوية ومن كل اتجاه.. واستقطبت كل الشرائح وكل المفكرين وكل من يستطيع أن يبحر في هذه الأحداث.. وكانت برامج رائعة شدت المشاهد وتفاعل معها.. وتحاور مع ضيوف هذه الحلقات.. ووفق التلفاز في اخراج برامج متميزة شهد لها القاصي والداني.. تمكنت بجدارة وتفوق.. من بسط وتقريب المعلومة لكل مشاهد أياً كان.. وتسليط الضوء على الأحداث وتداعياتها وما وراءها..
* برامج سادتها روح الصراحة والوضوح والشفافية.. وأسهم في اثراء حلقاتها المتميزة.. نخبة مختارة ممن لهم باع طويل في مجالات الفكر عامة.. ومجالات السياسة والاقتصاد والعلوم الشرعية والاجتماعية والعلاقات الدولية وسائر شئون وهموم الحياة.
* ويظهر لي ولكل مشاهد.. أن تلفازنا.. حلَّق عالياً في تعامله مع الاحداث.. وتفوق على كل المحطات الأخرى.
* كما يظهر لي أيضاً.. أن هناك أكثر من سبب وراء هذا التفوق.. لعل من أبرزها.
* أولاً.. أن جميع برامج تلفازنا.. كانت مدروسة ومخطط لها بشكل جيد وليست عشوائية صنعتها اللحظة الأخيرة.. أو تركُت للفرصة.. كما هو شأن المحطات التلفازية الأخرى.. بل هي نتاج تخطيط سليم مدروس.. وعلى أيدي عقول تدرك أبعاد الأزمة.
* ثانياً.. أن تلفازنا.. عالج الأزمة بكل تداعياتها وبكل أبعاد الحدث.. ولم يكن مجرد متابعة لأجواء الحرب وكل جديد فيها.. بل كانت هناك شمولية في كل شيء.. وكان المشاهد يجد بغيته في هذه البرامج.. ويبدو لي.. أن تلفازنا.. لم يترك شيئاً له علاقة بالأزمة دون أن يطرحه بشكل تفصيلي.
* ثالثاً.. تميز ضيوف التلفاز.. فقد وفِّق إلى حد كبير في انتقاء هؤلاء الضيوف.. فيما أبدعوا هم أيضاً.. في تقديم معلومات قيمة يبحث عنها المشاهد ولا تتوفر في أي مصدر معلوماتي آخر.
* رابعاً.. النزاهة والحيادية والتجرد في الطرح.. وترك المعلومة هي التي تتحدث.. ونقلها بكل أمانة للمشاهد.. وهذا ما كانت تفتقر إليه أكثر المحطات التلفازية الأخرى.. إن لم نقل كلها.
* خامساً.. عندما تتابع تلفازنا تكتشف الجدية والعمق والرزانة وروح المسئولية.. بعيداً عن أشياء سادت بعض محطات التلفاز.. مثل الضحالة والسطحية وملاحقة وكالات الأنباء فقط.. وترديد آراء الآخرين.
* ومع تفوق تلفازنا وهذا النجاح الباهر الكبير الذي حققه في متابعة الأحداث.. لم أشاهد كاتباً أو صحفياً كتب سطراً واحداً عن هذا التفوق.. بينما تمتلىء صفحات صحفنا.. بالنقد اللاذع لتلفازنا.. بسبب وبدون سبب.
* ألا تدرون أيها الكتاب.. أو حتى القراء..أن تلفازنا يستحق منكم كلمة حق ولو.. واحدة؟
* لماذا لم تقولوا كلمة الحق تلك؟
* لماذا أنتم «شطار» في النقد الموضوعي وغير الموضوعي؟
* ولماذا أقلامكم كالمناشير؟! ولكن عندما تأتي الحقيقة تلتزمون الصمت؟!
* نعم.. الصحافة.. نقد ورؤية.. ولكنها أيضاً.. كلمة حق ونقل صادق وأمانة.. فلماذا لا نقول.. لقد أبدعت تلفازنا؟!
* لقد واصل مسؤولوه.. الليل بالنهار.. واحترقوا وسط دهاليز التلفار.. وبذلوا كل ما في وسعهم.. وسخروا كل امكاناتهم من أجلنا.. ومن أجل أن نكون قريبين من الأحداث.. ومن أجل أن تكون المعلومة الصادقة الصحيحة في متناولنا.. وبالفعل.. وفقوا إلى ذلك.. ومع ذلك.. لم تسمح أنفسنا أن نقول فيهم.. كلمة حق واحدة.
* لماذا لا ننصفهم؟! هل من مجيب؟!.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved