Wednesday 23rd april,2003 11164العدد الاربعاء 21 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الصديقي.. اسم يعبر عن صاحبه الصديقي.. اسم يعبر عن صاحبه
علي الشدي

يقال إن فلاناً له من اسمه نصيب، والأخ الزميل والصديق الذي فارق هذه الدنيا الفانية يوم أمس الأول عبدالعزيز بن محمد الصديقي له من اسمه ألف نصيب، فهو اسم يعبر عن صاحبه، فلقد كان رحمه الله صديق الجميع، صادق الوعد، صادق المشاعر، صادق التعامل مع نفسه ومع الآخرين، لا يحاول أن يضع نفسه في الصف الأول حتى لو كان يستحقه سناً ومقاماً، لكنه بتواضع غير متكلف أو متصنع يجلس في مكان متوسط في أي مجلس أو محفل، ويطلب منه دائماً أن يتقدم لكنه يفضل التواضع، وهكذا في كل الأمور على امتداد حياته يؤثر الآخرين على نفسه ولو كان به «خصاصة»، ويعامل الآخرين بحسن الخلق الذي هو أول ما يوضع في الميزان.
عرفته زميلاً في وزارة المالية والاقتصاد الوطني كان يقوم من مكتبه في اليوم مرات عديدة ليرافق مراجعاً بسيطاً لا يعرفه، حتى إذا حقق له ما يريد أصبح صديقاً له ويتحمل مستقبلاً ما يطلبه هذا الصديق الجديد من خدمات في تلك الوزارة أو غيرها من الأجهزة الحكومية، ثم ترك العمل الحكومي وجرب حظه في الأعمال فكان بسبب علاقاته الواسعة وطيبة قلبه يعتقد أن كل شيء سيصبح على ما يرام، لكن العقبات والصعوبات تكبر أمام طيب القلب وعفيف اليد واللسان وتزول أمام من هو عكس ذلك بمنطق مقلوب وغير صحيح، وهكذا صفى أعماله وتحمل الديون بصمت وصبر ولم تفلح تلك النتيجة المؤلفة في مسح البسمة عن وجهه أو وقف مساعدته للآخرين والتضحية من أجلهم وإحسان الظن بهم.
وفي لندن حيث عمل في مكتب الملحق الثقافي، كان للمرضى السعوديين الذين يسافرون للعلاج دليلاً ومترجماً بالمجان بل كان أحياناً يساعدهم مادياً رغم محدودية إمكانياته.
وفي مكتب الشرق الأوسط في أبوظبي استمرت خدماته لمساعدة الباحثين عن وظيفة أو علاج أو تعلم أو مساعدة مادية، وتنوعت جنسيات المستفيدين من هذه الخدمات فهو لا يفرق بين شخص وآخر حسب الجنسية أو العرق أو أي اعتبار آخر، المهم أن يكون هذا الشخص محتاجاً للمساعدة حتى لو قدم ذلك على مصالحه الخاصة وعلى حساب وقته وصحته حيث يصطحب هذا الشخص بسياراته الخاصة مهما بعدت المسافة من مدينة إلى أخرى ويقدمه شخصياً للمسؤول المطلوب تدخله للمساعدة، ويفعل ذلك وجميع أعمال الخير بمتعة وطيب خاطر، ولذا ينطبق عليه ما ورد في الأثر «أنه من الناس من يعمل عملاً يجد فيه المتعة ويؤجر عليه».
رحم الله أبا محمد فقد عاش في غير عصره، حيث لم يتلوث بما يعاني منه الكثيرون من الرياء والنفاق والأنانية والكذب، وحب المظاهر، بل كان طائراً يغرد بالمحبة وينشر التسامح حيثما حل أو رحل، ثم انسحب بهدوء كما كان في حياته هادئاً لا يزعج أحداً ولا يكلف على قريب أو صديق ، مع دعائي لمحبيه الكثر وأبنائه وأسرته وزملائه بالصبر والسلوان إنه سميع مجيب.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved