Wednesday 23rd april,2003 11164العدد الاربعاء 21 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رسالة شكر إلى شخص أكبر من الشكر رسالة شكر إلى شخص أكبر من الشكر
عبدالله بن عبدالعزيز العريفي*

إلى الشخص الذي يوزع نفسه وماله بكل اتجاه.. من أجل أن يمسح دمعة أرملة أو يتيم أو يساهم في علاج مريض أوشك على الموت وهو عاجز عن مصاريف علاجه.. فتم على يدي صاحب القلب الكبير الأمير الشاب التقي الصالح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز الذي ورث الشهامة أباً عن جد فكيف لا يكون ذلك وهو الذي يحمل اسم جده موحد الجزيرة ويحمل كذلك مكارم الأخلاق التي ورثها عن جده وأبيه خادم الحرمين الشريفين - أطال الله عمره - وألبسه ثياب الصحة والعافية.
إن الذي دعاني إلى كتابة هذه السطور المتواضعة كتواضع سموه الكريم هو ما وجدته من اهتمام تام عندما توجهت إلى سموه بخطاب طلب مساعدة علاج ابنتي التي تعاني من مرض «السلسيما» تكسر كريات الدم الحمراء في الجسم.. وهذا المرض يحتاج إلى تكاليف باهظة وإلى أجهزة متطورة جداً فلم يمانع سموه من تحمل تكاليف ارسالي أنا وابنتي إلى ألمانيا وبعد أن وجدنا المتبرع الذي تنطبق عليه كل المواصفات الطبية المعقدة التي تتناسب مع مواصفات ابنتي من الناحية البيولوجية والصفة الجسمانية الطيبة المعروفة في مثل هذه الحالات تمت هذه الاجراءات ونحن ننعم بالراحة الكاملة في منازلنا.
حتى تم ابلاغنا بموعد السفر إلى ألمانيا ومن أجل اجراء العملية وهي زرع خلايا جديدة في نخاع ابنتي مأخوذة من المتبرع.. وصلنا إلى ألمانيا واستقبلنا وفد طبي ألماني بكل حفاوة وتكريم وبعد أن رأيت عدة عمليات لم يكتب لها النجاح لأن نسبة النجاح كانت ضئيلة جداً 15% صليت أنا وابنتي صلاة الاستخارة.. فوجدت في نفسي وكذلك ابنتي ميلاً كبيراً بعدم اجراء هذه العملية لخطورتها وعدنا إلى المملكة ونحن نحمل في قلوبنا ووجداننا كل معاني الحب والشكر إلى صاحب الأيادي البيضاء صاحب القلب الكبير الذي اتسع لكل أنين المرض والمحتاجين.. لقد عدنا إلى المملكة وكأن العملية قد تمت بنجاح لأن الأمير الشاب زرع في نفس ابنتي الثقة بأن هناك رجالاً صالحين لا يدخرون وسعاً في سبيل خدمة المحتاجين إليهم، وهذا بحد ذاته علاج معنوي قدمه لنا سموه الكريم.. لقد كتب بيديه الكريمتين وصفة علاج ناجح جداً.. انه الالتحام بين ولاة الأمر وبين المواطن وهذا ما جسده قولاً وعملاً أميرنا الشاب الذي يوزع نفسه ووقته وماله في سبيل كل ما هو رائع وجميل.
فيا صاحب السمو أعلم بأنك لا تريد شكراً من أحد ولكنك تقوم بذلك لوجه الله وحده فلتكن خطواتك ومبادراتك الانسانية دروساً يستفيد منها الجميع وامتثالاً للتكامل الاجتماعي والترابط الانساني الذي حث عليه ديننا الحنيف فالمسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر أعضاء الجسد بالسهر والحمى أو كما قال عليه الصلاة والسلام «الحديث».. لا أجد إلا أن أرفع أكف الدعاء إلى الله بأن يجعلكم آل سعود ترفلون بثياب الصحة والعافية وأن يجعلكم من المستخلفين في الأرض لأنكم تقومون بما أمر به ديننا الحنيف بكل ما أوتيتم من مال وجاه في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين فلقد امتدت أيديكم إلى خارج حدود الوطن لتشمل المسلمين جميعاً في أصقاع الأرض.
ولا أجد الآن إلا قول الشاعر:


تعوّد بسط الكف حتى لو أنه
ثناها لقبض لم تطعه أنامله
هو البحر من أي النواحي اتيته
فلجته المعروف والوجود ساحله
تراه إذا ما جئته متهللاً
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ولو لم يكن في كفه غير روحه
لأجاد بها فليتق الله سائله

* والد المريضة أريج
حائل - الاتصالات السعودية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved