Tuesday 29th april,2003 11170العدد الثلاثاء 27 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فضائيات فضائيات
دور الفضائيات العربية في الأحداث الجارية
خبراء الإعلام يطالبون الفضائيات بالمصداقية وعدم تضليل المشاهدين

القاهرة - طه محمد- انصاف زكي:
فيما العالم هذه الأيام يتابع لحظة بلحظة العدوان الأمريكي على العراق ويتلقى الأخبار من هنا وهناك تمارس بعض القنوات الفضائية والتليفزيونية تناقضا غريبا بين ما تبثه من برامج وشريط الاخبار الذي يظهر على شاشتها.
ورغم ان للفضائيات دورا أساسيا في رصد الاحداث السياسية إلا ان هذا الدور يتعاظم عند وقوع الحرب أو النزاعات المسلحة وفي عالمنا العربي تجري احداث جسام حيث الحرب الدائرة في العراق الامر الذي يطرح تساؤلات حول دور الفضائيات العربية في ظل هذه الأحداث.
مدن الإعلام والدراما
يؤكد المهندس عبدالرحمن حافظ رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية ان الاحداث التي يشهدها العالم من وقت لآخر يمكن أن تكون دافعة للفضائيات العربية والمدن الإعلامية في انتاج اعمال درامية وتاريخية تبرز الصورة الصحيحة للعرب وان الإسلام دين حضاري يرفض الارهاب ويرحب بالحوار مع الحضارات الاخرى.
ويطالب بأن تستفيد الفضائيات العربية والمدن الإعلامية من الاحداث والتطورات الجارية وان تنشط من ادائها في اطار من التنسيق والتعاون وخاصة ان التحديات لا تتوقف عند اعلام دولة دون الاخرى، ولكنها تواجه الإعلام العربي ككيان واحد في الوقت الذي يشهد فيه هذا الكيان تمزقاً وتفتيتاً وتشرذماً، مما يتطلب تجميع هذا الشتات وتوحيده في اطار خطة عملية تخرج من اطار الاقوال إلى الافعال والتطبيق. ويقول: ان مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية دائما تسعى إلى التجويد والتطوير في أعمالها والاستفادة من كافة الاحداث السياسية وغيرها، ويعكس هذا كم الاعمال التي تنتجها المدينة ذات الطابع التاريخي والسياسي باعتبار ان الاعلام انعكاس للواقع.
ويشير إلى ان ما يؤكد الدور الذي تقوم به المدينة الإعلامية هو ثقة الشركات العالمية في امكانيات الاعلام المصري فضلا عن الخدمات والتسهيلات التي تمنحها المدينة للشركات سواء العربية أو الأجنبية كما أن أعمال الانتاج والتصوير تسير في الطريق الطبيعي الأمر الذي يؤكد عدم تأثر المدينة سلباً بالاوضاع السياسية أو الاقتصادية لأن الاعلام يختلف مثلاً عن شركات الطيران وان كان في الاساس صناعة وهي مرتبطة ولا شك في ذلك بالاقتصاد.
ويدعو إلى ضرورة تقديم انتاج عربي مشترك للمدن الاعلامية لتخفيض تكلفة الانتاج وبما يشكل لاحقاً نتيجة إيجابية على الصورة العربية التي يشوهها الكثير من وسائل الاعلام الغربية.
الحرب الاعلامية
اما الدكتورة جيهان رشتى - العميد الاسبق لكلية الاعلام جامعة القاهرة- فتؤكد ان الاخطار الحقيقية التي يمكن ان تؤثر في الفضائيات والمدن الاعلامية تتمثل في الحرية الاعلامية وعدم توسيع الهامش الديمقراطي لها وهي تتعرض لمثل هذه الاحداث والتطورات وتعتبر المنطقة الحرة في دبي هي من أهم المدن العربية نتيجة لتمتعها بهامش ديمقراطي كبير ولم تتدخل الدولة مطلقاً في حركتها وسمحت للشركات والفضائيات بالتحرك بحرية كاملة. فضلا عن انه لم يتم ممارسة المنع ولذلك اصبحت المنطقة الإعلامية «سنتراً» اعلامياً كبيراً وخطيراً في الوقت نفسه لما تتمتع به ايضاً من إمكانات.
وتدعو الفضائيات العربية إلى التزام الحقائق والموضوعية حتي لا تفقد الفضائيات العربية مشاهديها وخاصة عند وقوع الازمات والحروب وان تعتمد في نقل هذه الحقائق على السرعة في نقل الحدث واستخدام كافة الإمكانيات للبث المباشر، وعرض الحدث بمهنية وحرفية عالية وبالشكل الذي يجذب إليها المشاهدين وان توسع في ذلك شبكة مراسليها حتى لا تعتمد على الوكالات الاجنبية وتفقد تميزها.
دور فعال
ويؤكد الدكتور مختار التهامي على ان الفضائيات العربية يجب ان تقوم بدورها الفعال في رصد الحقائق دون تضليل المشاهدين أو تجاهلها ببث برامج اخرى على حساب الحدث الذي يتابعه المشاهدون في جميع انحاء العالم كما يجب على الفضائيات العربية ان تتميز تغطيتها وتتسع شبكة مراسليها كما يجب عليها الاستفادة من هذه الاحداث في انتاج برامج ومسلسلات درامية مستوحاة من الحدث وتقدمه ولا تتجاهله.
الفضائيات والسياسة
الإعلامي سعد لبيب يؤكد ان الحياة كلها تتأثر بالاحداث والتطورات التي يشهدها العالم حاليا وبالتالي فإنها تنعكس على الفضائيات وخاصة الاخبارية منها كما ان تأثر مدن الاعلام بها ليس مستبعداً ايضا، ان كان هذا التأثير لم يكن سلبيا في هذه المدن، وعلى سبيل المثال فإن مدينة الانتاج الاعلامي المصرية ومن خلال استديوهاتها تقدم الكثير للبرامج السياسية التي يتم تصويرها للفضائيات العربية.
ويتوقع ان يستفيد الفنانون من هذه التطورات ولكن في فترة لاحقة عندما تتشكل هذه الاحداث في وجدان المبدعين. ويستشهد بحربي اكتوبر والحرب العالمية الثانية والتي لا يزال الفنانون يعملون على سبر اغوارها وصولا إلى عمل درامي كبير يليق بمثل هذه الأحداث والأمر نفسه يمكن أن يحدث في الحرب الحالية بالعراق.
ويعتبر لبيب ان الفضائيات العربية كلها تتعامل مع الاحداث وفقا لسياساتها ولكن التميز يظهر في تفسير هذا الحدث، وهذا يعطيها فرصة لتميزها وتفوقها، كما يحدث حالياً مع قناة «العربية» الجديدة.
ويشدد على ضرورة ان تجعل الفضائيات من هذه الاحداث فرصة لتوسيع انتشارها بين جمهور المشاهدين وان تجعل لها شبكة مراسلين في دول العالم، وان تجعل نفسها في مناطق الحدث وليست قريبة منه.
ويدعو إلى ضرورة ان تعمل الفضائيات العربية على بث قناة اخبارية ناطقة باللغات الأجنبية في مقدمتها الإنجليزية لتصحيح الصورة العربية في الخارج بدلاً من ان يظل الاعلام العربي يخاطب نفسه، مركزا على قضاياه في الداخل دون ان يتعداها إلى العالم الغربي للتأثير في الرأي العام العالمي كما تفعل الدعايات الغربية والتي تسيطر عليها الجاليات اليهودية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved