Tuesday 29th april,2003 11170العدد الثلاثاء 27 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

البعض رحب بالقوات الأمريكية والأغلبية تمسكت بحكم عراقي البعض رحب بالقوات الأمريكية والأغلبية تمسكت بحكم عراقي
غارنر يرأس اجتماع الفصائل السياسية لبحث مستقبل العراق
مظاهرات حاشدة فى بغداد تطالب بعقد مؤتمر وطني

* بغداد رويترز:
رأس الجنرال الأمريكي المتقاعد جاي جارنر رئيس الإدارة المدنية الأمريكية في العراق أمس الاثنين اجتماعا مع نحو مئتين من العراقيين البارزين لبحث مستقبل البلاد بعد سقوط نظام صدام حسين متعهدا بإرساء الديمقراطية في العراق الذي شهد مهد حضارة ما بين النهرين.
وأعلن جارنر في الاجتماع الذي وافق ذكرى ميلاد الرئيس العراقي المخلوع السادس والستين أن اجتماع بغداد يجب أن يبني على نتائج الاجتماع الذي عقد في الناصرية قبل أسبوعين بعد أيام معدودة من الإطاحة بنظام صدام.
وقال جارنر في الاجتماع الذي حضره أكثر من 200 عراقي في مركز المؤتمرات الخاضع لإجراءات أمنية مشددة وسط العاصمة العراقية بغداد وهو ما قل كثيرا عن العدد الذي توقع المنظمون مشاركته في المحادثات وتراوح بين 300 و400 «اليوم في ذكرى ميلاد صدام حسين دعونا نبدأ عملية ديمقراطية من أجل أطفال العراق». ولا يعرف حتى الآن مصير صدام الذي ظل لسنوات الاحتفال بعيد ميلاده مناسبة قومية في العراق. وقال جارنر في كلمته خلال اجتماع بغداد والتي ترجمت ترجمة فورية «إنها مسؤوليتنا أن نبدأ هنا اليوم عملية مولد الديمقراطية في العراق». وأضاف قوله «المجتمع كما نعرفه بدأ هنا.. في هذه الأرض، ولهذا مسؤوليتنا ثقيلة للغاية، قبل أن نبدأ إعادة البناء بنجاح علينا أن نوفر الأمن، إنها عملية صعبة جدا لكننا سنجعلها تحدث». كان من بين الحضور رجال دين من الشيعة الذين يمثلون أغلبية في العراق ومن الأقلية السنية التي حكمت عراق ما قبل الحرب، كان من بينهم أيضاً زعماء أكراد من الشمال وزعماء قبائل عربية بملابسهم التقليدية وأيضاً موظفون علمانيون بالملابس الغربية ومنفيون عائدون.
سأل أحدهم الآخر عن وعود جارنر بإقرار الديمقراطية والأمن في العراق مستغربا هل هذا سيحدث «هنا في بغداد» ورد عليه الآخر «نعم هنا في بغداد». بدأ الاجتماع بتلاوة القرآن قبل الساعة 11 بقليل «0700 بتوقيت جرينتش» متأخرا عن موعده المقرر نحو ساعتين.
وكان من بين الحضور ممثلو المؤتمر الوطني العراقي الذي يرأسه أحمد جلبي الذي ينظر إليه البعض على أنه من المفضلين لدى الولايات المتحدة وأيضاً ممثلون عن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وهو مجلس شيعي يتخذ من إيران مقرا له، ولم يحضر جلبي الاجتماع.
وكانت باربرة بوداين منسقة قطاع وسط العراق في إدارة جارنر قد صرحت بأن جلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي دعي لحضور الاجتماع وكذلك المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق أكبر جماعة معارضة شيعية في البلاد.
وكان جلبي موجودا في الناصرية وقت عقد اجتماع مبدئي حول مستقبل القيادة العراقية في وقت سابق من الشهر الجاري لكنه لم يحضر تلك المحادثات وأرسل ممثلا ينوب عنه.
بينما قاطع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق اجتماع الناصرية قائلا إنه «ليس لمصلحة الشعب العراقي».
لكن محمد باقر الحكيم زعيم المجلس قال لرويترز في مقابلة الأسبوع الماضي إنه مستعد للعمل مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لتحسين أوضاع العراقيين وإرساء الأمن والاستقرار.
ثم جاء دور المشاركين العراقيين في اجتماع بغداد برئاسة جارنر وركز الواحد تلو الآخر على الحاجة إلى إعادة الاستقرار والأمن إلى العراق، وشكر البعض القوات الأمريكية لكن الأغلبية تمسكت بأن العراق يجب ألا يحكمه إلا العراقيون.
وقال أحد المشاركين وهو الشيخ حسين الصدر عميد المجلس الإسلامي في لندن «شعب العراق مدين بكثير للولايات المتحدة والمملكة المتحدة... لإسقاط الدكتاتور، «العراق لا يمكن أن يحكمه إلا العراقيون».
وقال قبل الاجتماع «الناس اليوم بعد أن تحرروا من صدام ينشدون الأمن والاستقرار.
«الناس يريدون مشاركة حقيقية... المهتمون بالقضايا العراقية عليهم أن يسمعوا صوت الشعب». ويأمل جارنر في أن تبدأ عملية تشكيل حكومة عراقية مع بداية الأسبوع.
ووقف يلقي كلمته من على منصة كتب في خلفيتها آيات قرآنية تدعو للشورى وإن أقر بأن المهمة ستكون صعبة، وانفض الاجتماع لتناول الغداء. وكانت زينب السويج من المؤتمر الأمريكي الإسلامي من بين قلة من النساء شاركن في اجتماع بغداد وقالت «نحن هنا لنمثل المرأة العراقية، لعبنا في الماضي دورا محدودا للغاية في السياسة العراقية». ولم يشارك في اجتماع اليوم ممثلو أكبر فصيلين كرديين لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن الفصيلين دعيا لحضور الاجتماع وأن ما منع ممثليهما من الحضور هي أمور متعلقة بالانتقال في الأغلب.
وشارك المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق في اجتماع بغداد على خلاف اجتماع الناصرية رغم تحفظ أعضائه على النفوذ الأمريكي في العراق.
وحضر عضوان على الأقل من المجلس الشيعي الذي يتخذ من إيران مقرا له في الاجتماع الذي رأسه جارنر لكن الباقين قالوا إنه من الخطأ المشاركة ما دام المسؤولون الأمريكيون هم الذين يديرون الاجتماع. ونظم عدة مئات من العراقيين معظمهم من الشيعة احتجاجا في وسط بغداد أمس الاثنين قائلين إن رجال الدين الشيعة في مدينة النجف غير ممثلين تمثيلا لائقا في اجتماع يضم عراقيين بارزين.
وتجمع المحتجون خارج فندق فلسطين الذي ينزل به معظم الإعلاميين والصحفيين ورفع بعضهم لافتات التأييد لمحمد محسن الزبيدي الذي أعلن نفسه رئيسا للجنة التنفيذية لإدارة بغداد والذي اعتقلته القوات الأمريكية أمس الأول الاحد. وشكا معظم المتظاهرين من أن اجتماع اليوم لا يضم ممثلين لرجال الدين الشيعة في النجف.
وقال رجل دين من المشاركين في المظاهرة لرويترز «الأحزاب الشيعية لا تمثل الحوزة في النجف، الحوزة في النجف لا بد وأن تشارك في المؤتمر لأنها تمثل آراء الشعب».
ورغم أن الشيعة يشكلون 60 في المئة من سكان العراق إلا أن المسؤولين الأمريكيين لا يخفون رفضهم لقيام جمهورية إسلامية شيعية في العراق على غرار دولة إيران المجاورة. وسدت الدبابات الأمريكية الشوارع المؤدية إلى مركز المؤتمرات الذي يعقد فيه الاجتماع كما نظمت القوات الأمريكية دوريات منتظمة داخله. ويريد المسؤولون الأمريكظظيون أن يمهد الاجتماع السبيل لإنشاء حكومة عراقية والتغلب على الاستياء من القوات الأمريكية التي يعتبرها كثير من العراقيين قوة احتلال.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved