Tuesday 29th april,2003 11170العدد الثلاثاء 27 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد مباحثات مع الرئيس السوري بعد مباحثات مع الرئيس السوري
لانتوس يستخدم لهجة رامسفيلد

* دمشق الجزيرة: عبدالكريم العفنان:
في أول رد فعل على المؤتمر الصحفي للسناتور الديمقراطي توماس لانتوس، أعرب مصدر دبلوماسي أوروبي عن اعتقاده بأن الاحتكاك الدبلوماسي بين سورية والولايات المتحدة مؤهل لمزيد من التطور، وبين أن زيارة لانتوس التي سعت للاطلاع على السياسة السورية قبل زيارة كولن باول، كشفت طبيعة الضغوط التي تمارسها واشنطن على دمشق.
وقال المصدر في حديث مع «الجزيرة» بأن الزيارة بحد ذاتها تشكل تطورا هاما، خصوصا أن السناتور لانتوس يعتبر من المتشددين ولا يخفي تعصبه لإسرائيل، لكن المطالب الأمريكية التي كررها النائب لانتوس في مؤتمره الصحفي الذي عقده في شيراتون دمشق لم تفاجئ الصحفيين، إلا أن اللهجة المتشددة ذكرتهم بتصريحات دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي ضد سورية.
وأوضح المصدر أن لانتوس الذي وصف محادثاته مع الرئيس السوري بأنها إعادة التذكير بشروط الولايات المتحدة، لكن الصيغة المطروحة اليوم للشروط الأمريكية حسب نفس المصدر تختلف عن مرحلة ما قبل الحرب على العراق بأمرين:
الأول أن هذه الشروط لم تعد قابلة للنقاش، وهذا ما توحيه لهجة السناتور الأمريكي، الذي صرح انه من غير المقبول وجود مقار لمنظمات إرهابية في دمشق، ويتعين اغلاق هذه المقار إذا أرادت دمشق اقامة علاقة جديدة مع الولايات المتحدة.
الثاني هي وضع مفتاح هذه العلاقات بالإثبات المسبق لسورية على حسن نواياها وفق الشروط الأمريكية، بينما كانت واشنطن تصرح أكثر من مرة بأنها تتعامل مع سورية وتتحاور معها بشكل دائم، فالسناتور الأمريكي لم يكتف بدعوة سورية إلى التوقف عن تأييد جماعة حزب الله اللبنانية وسحب القوات السورية من لبنان وطرد المنظمات الفلسطينية المتشددة من أراضيها، بل أضاف أنه سيقترح فرض عقوبات على سوريا ما لم تلب هذه المطالب، معتبرا أن الأمر الآن بيد الرئيس السوري.
وركز المصدر على أن دمشق التي تواجه ضغوطا أمريكية تسعى إلى إدارة بشكل سريع، وآلياتها الدبلوماسية تعتمد على توجيه الأمر نحو المجموعة الأوروبية والتكوين الإقليمي، وبين المصدر أن السياسة السورية تركز على:
أولا إبراز أن الوضع الإقليمي هو المفتاح لأي حل سياسي في المنطقة بما فيها العراق، حيث تقوم دمشق بجهود مكثفة لتدعيم التنسيق الإقليمي على اعتبار أن الكثير من المسائل العراقية لها امتدادات في إيران وتركيا وسورية والسعودية، وهذا الأمر يفرض التعاون المشترك والمساعدة في تخفيف الضغوط على سورية.
واعتبر المصدر أن هذه السياسية ستحقق نجاحا كون الترتيب السياسي في العراق يحتاج إلى أكثر من القوة العسكرية لضمان استقراره.
ثانيا المشاركة في تفعيل الدور الأوروبي وذلك على اعتبار أن الأوروبيين يخضعون لضغوط مشابهة نتيجة وقوفهم ضد الحرب، ورغم أن هذه الضغوط مختلفة نوعيا عما تتعرض له دمشق، لكن التعاون مع الأوروبيين يخفف إلى حد كبير ما تسعى إليه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
يذكر أن لانتوس قال في المؤتمر الصحفي أنه من الناجين من محرقة اليهودية في الحرب العالمية الثانية، وأكد إصرار الولايات المتحدة على مواصلة الحرب على الإرهاب موضحا أن الولايات المتحدة تريد ان تكون بلدان الشرق الأوسط دولا «تحترم حقوق الإنسان وتعيش في سلام مع جيرانها ومستعدة لانتهاز الفرصة المهمة التي يوفرها القرن الواحد والعشرين».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved