Tuesday 29th april,2003 11170العدد الثلاثاء 27 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأدب مرآة الحياة الأدب مرآة الحياة
ماجد بن ناشي العنزي

نتحدث كثيراً عن مسئولية الأندية الأدبية وواجباتها لرفع مستوى الثقافة في المجتمع وتوعية الأفراد. لكننا لم نتحدث عن مسئولية الأفراد تجاه الأندية. وإذا كنا بالأمس نطالب الأندية الأدبية بجهود جبارة لا ستقطاب الجمهور فإننا اليوم نطالب بشكل مُلح لبذل المزيد في ظل تنافس فضائي متعدد. نطالبها بأن تتحرر من الموضوعات التقليدية وتتلمس هموم الشباب وما يشغلهم عند الإعداد لمحاضرة أدبية.
فالجاحظ يعرف الأديب بأنه الذي يأخذ من كل علم بطرف.
وهنا نتساءل: لماذا تحدد الأندية الأدبية اهتماماتها بالأدب في مفهومه الضيق؟! وقد قال عبدالله بن قتيبة: من أراد أن يكون عالماً فليطلب فناً واحداً ومن أراد أن يكون أدبياً فليتسع في العلوم.
إذن فالأدب هو مرآة الحياة ويجب أن يتم من خلال تلك المرآة تحقيق الفهم الواعي لهموم الإنسان ومشكلاته في إطار ثقافي مبسط وحين تخرج الأندية الأدبية من روتينية الطرح والنقاش إلى عالم أوسع وأرحب.
ستجد بالتأكيد المنافسة التي من خلالها تستطيع أن تستقطب أفراد المجتمع. ونادي تبوك الأدبي أحد الأندية المعنية بهذا الشأن.
قد نختلف كثيراً كمنتسبين لهذا الصرح الأدبي في أشياء عديدة يرتفع صداها أحياناً في أروقة النادي وعبر الصحف ولكننا نتفق على شيء واحد يتعلق برئيس النادي نفسه الأستاذ الجليل محمد بن عمر عرفه.
فحبيبنا (أبو عمر) شخصية قيادية ودودة لا يمكنك أن تكون محايداً إزاءها فهو رجل من ذلك الطراز الفريد من الأدباء والتربويين الذين لا يمارسون دوراً متناقضاً في حياتهم.
وهو صورة مما يكتب وصورة مما يقول.
شخصية تأسرك بلطفها وتواضعها وأبوتها بل وإفراطها الشديد في الثناء على ما تقدمه من نتاج.
أعلم أن مثقفاً كبيراً كالأستاذ محمد عرفه ليس في حاجة إلى مثل هذه السطور التي تأتي متأخرة 00 ولكنني أعتقد أن من حقه علينا وقد مضى الوقت أن نثمن له دوره الرائد والملموس في نشر الثقافة والإبداع في منطقة تبوك كلها.
إن من حق هذا الرجل الذي انتقل بقافلة الثقافة والأدب عبر النادي إلى كل مدن ومحافظات تبوك (حقل - ضباء - أملج - الوجه - تيماء - وغيرها)، من حقه علينا أن نعبر له عن تقديرنا وعظيم امتناننا لهذا الدور الفاعل الذي يضطلع به من بقية الأعضاء العاملين بالنادي.
وهو الدور الذي يستمد مشروعيته وزخمه من توجهات راعي الثقافة والأدب بالمنطقة الأمير المثقف فهد بن سلطان بن عبدالعزيز الذي دعم النادي بكل جهد ومؤازرة منذ افتتاحه ولازال سموه يحفظه الله يتابع أدق التفاصيل للمحافظة على مسيرة النادي وأداء رسالته العظيمة.
وإن ننس فلن ننسى أن نادي تبوك الأدبي ساهم في تقديم العديد من الأسماء الجميلة التي راحت تمارس حضورها المبهج عبر ساحتنا الأدبية.
نادي تبوك .. نادٍ كبير وفاعل في ساحتنا الأدبية، مطرّز بالأفكار الجميلة والرؤى العذبة لما ه ية الأدب والثقافة والمواطنة الحقة، ما أحوج مؤسساتنا الثقافية الأخرى إلى أن تحذو حذوه من أجل خلق جيل مثقف قادر على مواجهة كل الأفكار الرخيصة في هذا الزمن (الفضائي) الذي لن يصمد في مواجهته غير المحصنين بالأفكار الأصيلة المستلهمة من موروثنا الحضاري العظيم وتراثنا الخالد.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved