Tuesday 29th april,2003 11170العدد الثلاثاء 27 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الوجهة للشمس الوجهة للشمس
كوكب الشعر الأحمر..!!
فرحان الفرحان

في مجرة التجلي يدور كوكب الشعر بجماله الأخاذ وصورته الآسرة للعقول.. على أرضه جواهر الإبداع وفي مناجمه نفائس الفكر والأدب.. حول غلافه الخارجي تدور أجرام التجربة الشعرية الشعبية غير قا درة على الدخول إلى مجال الغلاف الجوي لهذا الكوكب الساحر. أجرام مختلفة الأحجام وحطام فشل الكثير من المحاولات الشعرية، بعضها منظور والبعض الآخر أشبه بالهباء.. نادرة جداً هي التجارب التي حطت على هذا الكوكب المشتعل، ونظراً لدرجة حرارته المرتفعة لم تلبث أن غادرته لتدور حوله من بعيد في حركة رتيبة يحيط بها الصمت والهدوء وجلال السكون بالرغم من حالة الصخب التي تثيرها حركتها، ولكنها تتبدد بالأبعاد اللامتناهية في الفضاء الممدود بلا نهاية.
هذا هو تصوري للتجربة الشعبية في الشعر، ويبدو أن الفصيح يجاورها في مدار أخر.. قد يبدو أنه تصور تغلفه سوداوية قاتمة، ولكنها الحقيقة الموجعة والتي لا مفر من معاناة ألمها وتجرع وجعها قطرة قطرة، وحتى لا أرجم بالتشاؤمية المرفوضة اقرءوا الفعل الشعري «الفصيح والشعبي» ماذا ستجدون!! فصيح يحتضر منذ وفاة القمم وترمد «الحداثة» وشعبي متناسخ من رحم التكرار يبعث على الملل ويجلب الألم ويحرض على التثاؤب في ساعات النشاط الفكري، ومع ذلك فإن إعلام الفصيح لا يكابر وبدأت الأصوات المطالبة ببث الحياة في شرايينه تأخذ حضورها في المشهد الثقافي المعاصر، وهذه بداية العودة المرتقبة حتى وإن طال الزمن. وعلى النقيض من ذلك نجد أعلام الشعر الشعبي ما زال يقيم حفلات الزار على كل المنابر الإعلامية مرئية ومسموعة ومقروءة، يوزع بإسراف الألقاب الرنانة على نماذج منطفئة هنا وهناك، على أنها قطع إبداع شعري وما هي بذلك بكل تأكيد، ولعلنا لا نجاوز الحقيقة عندما نقول إن هناك حالة تضليل متعمدة ترتكب بحق المتلقي وتمارس معه الخداع وتحاول توجيه ذائقته لمسارب متعرجة.. مظلمة، موحشة، وذلك ليس بهدف تدمير الشعر بصورة مباشرة ولكنها لتحقيق أهداف ومكاسب شخصية يرتكبها من تنصل من المسؤولية الأدبية حتى ولو كانت النتيجة موت الشعر..
ختاماً.. أعطوني تجربة شعرية قادرة على التماس الدائم من وجع الإنسان، دلوني على شاعر يتلمس بقصائده آلام وأحلام مجتمعه، أما قضايا الأمة فالمطالبة بالالتصاق بها ومناجاتها، فهو ضرب من الأحلام وحتى نضع التجربة الشعرية على المحك.. ها هي نكبة احتلال بغداد تحل بنا ونحن نتماس معها على جميع الأصعدة إلا ما يسمى الشعر الشعبي «المعاصر» ما زال يغني ببلاهة لليلى غناء مراهق لا يدري ماذا يدور حوله وما زالت الكثير من أجرامه الباهتة تدور حول «كوكب الشعر الأحمر»..!!\

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved