Wednesday 7th may,2003 11178العدد الاربعاء 6 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«السيرة الذاتية» تثير تساؤلات حول «الحد والمفهوم» «السيرة الذاتية» تثير تساؤلات حول «الحد والمفهوم»

* السيرة الذاتية: الحد والمفهوم
* علي بن أحمد آل مريع
* اصدارات نادي أبها الأدبي
* قراءة وعرض: علي سعد القحطاني:
ما شدّني نحو هذا الكتاب أن مؤلفه الكريم أتى بالتعريف للسيرة الذاتية في الصفحات الأخيرة وهذا ما يعد كسراً للتقليد المتعارف عليه، حيث درج الباحثون على الاتيان بالتعريفات لعناوين مباحثهم في الصفحات الأولى، ولعل الأستاذ أحمد بن علي آل مريع أراد من خلال ذلك أن يحلق بالقارئ نحو المصطلحات المرادفة التي تلتبس بمصطلح «السيرة الذاتية» كالمصطلحات الآتية «الاعترافات» و«الذكريات» و«الرسم الذاتي/ المقالة الذاتية التصويرية المقفلة» و«المذكرات» و«اليوميات» و«المفكرة اليومية» و«أشكال أخرى كالمذكرات المضادة/ لا مذكرات/ الفوجا الذاتية والسيرة الجزئية/ الجانبية» مع ايراد تعريف دقيق لكل مصطلح وذكر ما يلحقه من نماذج ولعل الباحث أراد من ذكر تلك المصطلحات المرادفة أو الملتبسة على حد تعبيره بمصطلح «السيرة الذاتية» ان يتوصل الى ذكر الفروق بين تلك الأجناس أو المصطلحات وبين مصطلح «السيرة الذاتية» ويختم بحثه بتعريف أشبه ما يكون بتعريف التراثيين والأصوليين فهو تعريف جامع مانع أراد من خلاله أن يعرف ذلك المصطلح ويخرج ما عداه من الفنون فهو يقول «السيرة الذاتية: فعل لغوي نثري سردي استعادي، يقوم به كاتب واقعي، ويركز فيه على وجوده وشخصيته وحياته الخاصة، بشكل مباشر أو غير مباشر، متوخياً الحق والصدق، شاملاً جوانب شخصيته المختلفة، متتبعاً خطاً زمنياً ممتداً بين مرحلتين متباعدتين يقع بينهما أغلب حياته، وفي الغالب يكون طرفاه مرحلة الطفولة في البداية ووقتاً يسبق أو يزامن مرحلة الكتابة في النهاية» ولا شك ان الباحث أتى بهذا التعريف بعد قراءة مكثفة واطلاع على ما تجود به المطابع العربية خصوصا وان رسالته الماجستير كانت عن «ذكريات علي الطنطاوي .. دراسة فنية» وأردف كتابه بملحقين هما:
الملحق الأول: الحقيقة والخيال في السيرة الذاتية.
وفي هذا الملحق يرى الكاتب انه يقف دون الصدق التام الخالص/ الحقيقة عقبات كثيرة منها:
النسيان الطبيعي.
النسيان المتعمّد.
الرقابة الطبيعية.
التكتم وعدم الإفضاء.
التواضع المسرف.
الاختراع والتزايد..
التحرج من الأصدقاء والمعاصرين.
الملحق الثاني: الصدق وكاتب السيرة الذاتية المسلم.
والكاتب وفق في إثارة تساؤلات من خلال بحثه حول «الحد والمفهوم» وطرح إجابات مناسبة مبنية على أسس منطقية وعلمية ومنهج واضح وذلك ما يلاحظه القارئ أثناء قراءته للكتاب التي بلا شك سوف تثري معلوماته حول هذا المصطلح ولكن ألا يتفق معي الباحث الكريم ان التعريف لهذا المصطلح كان طويلاً يزيد عن خمسة أسطر ورأي متعسف، بحيث يجعلنا نهمل ما هو أكثر من ثمانين بالمائة من جملة أعمالنا الأدبية المصنّفة تجاوزاً تحت مصطلح «السيرة الذاتية» وبالتالي فبناء على هذا التعريف الصارم فإنه لا يتبقى في المكتبة الا كتاب أو كتابان على مضض وهذا التعريف الذي أتى به الكاتب الكريم نجده ينطبق على السيرة الذاتية في الغرب، حيث انهم كما هو على تعريف صاحبنا للمصطلح كتّاب واقعيون يركزون فيه على وجوده وشخصيته وحياته الخاصة متوخياً الحق والصدق، يتحدثون عن مآسيهم وسلبياتهم دون توقف أو حرج، تحس من خلال تلك الأعمال الغربية وأنت تقرأها أنك أمام إنسان يعترف بمآثمه وأخطائه وسلبياته ولا يتورع عن ذكر كل شيء في حياته، حتى اللحظة التي هي تافهة في نظرنا يظل يرصدها بكل صدق وواقعية. أما الأديب العربي فللأسف ما زالت «الأنا» و«المركزية» تتضخم في سيرته الذاتية ويكفي العقاد أنموذجاً على ذلك من خلال كتابه «أنا» وقلّما تجد أديباً يعترف بفشله وقصوره وأخطائه الفادحة وإنني أسأل المؤلف الكريم بناء على تعريفه للمصطلح أين يوجد ذلك الكاتب الواقعي -في ادبنا- الذي يركز فيه على وجوده وشخصيته وحياته الخاصة، وأشدد على الأخيرة ، فما ان تسأل الأديب عن حياته الخاصة حتى يثور عليك ويتهمك بالصفاقة والتطفل مع أن معرفة القراء للحياة الخاصة للأديب أو المبدع لا تقل أهمية عن معرفتهم بحياته العامة، ثم إنني أتساءل كقارئ عن المصطلحات المرادفة التي تلتبس بمصطلح «السيرة الذاتية» هل هي محصورة فيما ذكر، أم أنّ هناك مصطلحات أخرى لم يطاولها قلم الباحث وبالتالي ربما يكون قد أهملها وظن أنها لا تستحق الدراسة، ثم نستغرب لماذا يصر المؤلف الكريم دائماً على إيجاد الحواجز الرقيقة بين تلك المصطلحات ونتساءل لماذا لا تجتمع تلك المصطلحات المرادفة تحت مصطلح عام يلملم شتاتها طالما انها تتفق وتتشابه في الجزئيات بدلا من تمزيق المصطلحات.
وهناك فصل عن «المذكرات المضادة» و«لا مذكرات» و«الفوجا» كنت أتمنى من صاحبي تبسيطه وتقريبه للأذهان بدلاً من حشوه بالمصطلحات المبهمة إذ ان القراء ليسوا على مستوى ثقافة واحدة وبالتالي يتعسر الفهم عند البعض إزاء معرفة تلك المصطلحات.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved