لا تفسدوا في الأرض!!
د. بندر بن فهد السويلم *

{وّلا تٍفًسٌدٍوا فٌي الأّرًضٌ بّعًدّ إصًلاحٌهّا} لا شك أن هذا النص القرآني العظيم ينهى ويحذر ويحرم الفساد في الأرض بكافة انواعه وصنوفه، وكل فعل او تصرف او سعي للفساد فانه يأخذ حكم الفساد ذاته، لانه يفضي اليه وينتهي الى غايته.
وان المحاولة البائسة التي احبطها رجال الامن في هذه البلاد وفقهم الله نوع من تبييت النية للافساد في الارض بالارهاب وتفجير المباني او السيارات واطلاق النار، ولا شك ان هذه الافكار غريبة عن هذه البلاد ولا تمثل فكرها ولا تعكس ما يدين به اهلها الذين انعم الله عليهم بنعمة الاسلام، وهو دين الله الذي اوجب حفظ النفوس والاموال والممتلكات والاعراض، واوجب على الجميع حفظ الامن وجعل مسؤوليته مشتركة ومن باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورتَّب العقوبات الرادعة عن الاخلال بالامن والسعي في الارض بالفساد، كل ذلك يحفظ المصالح الامنية التي ينعم بها الناس في حياتهم وتيسيرا لاقامة العبادة التي من اجلها خلق الله الخلق.
وان من اللازم تبيين ان هذه الاعمال لا تمت الى دين الله بصلة ولا يسوغها مجتمعنا المسلم، ولا يرضاها اولياء امور المطلوبين الذين تبرأوا من هذه التصرفات وابدوا استنكارها ورفضها بالكلية، ولا شك ان المستفيد من ذلك اعداء هذه البلاد واعداء الاسلام الذين ما فتئوا يتربصون بالمسلمين ويكيدون لهذه البلاد التي تطبق الاسلام انواع الشر والمكيدة، وقد وجدوا ان ايسر الطرق لتحقيق مأربهم تشويش افكار الشباب وتشكيكهم في عقيدتهم ومنهج حياتهم والزج بهم في مسالك العنف وزعزعة الامن وضرب الاستقرار والطمأنينة، واحراجهم في دينهم وفي انفسهم وبلادهم واشعال الفتن بينهم.
والواجب على الاباء والمعلمين والمربين وأئمة المساجد وخطباء الجوامع ومسؤولي الاعلام بكافة قنواته دون استثناء التحذير من هذه التصرفات وسوء عواقبها على بلادنا، وتنبيه الشباب الى اخذ الحيطة والحذر وعدم الانزلاق وراء الشعارات الزائفة او الدعوات المضللة.
حفظ الله بلادنا واهلها وقادتها من كل مكروه وسوء، وادام عليها نعمة الإسلام والامن والامان في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني حفظهم الله.