Sunday 11th may,2003 11182العدد الأحد 10 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

26-4-1390هـ الموافق 30-6-1970م العدد 300 26-4-1390هـ الموافق 30-6-1970م العدد 300
أسبوعيات شاب
تشيكوف.. ورأي في الحياة!
يكتبها هذا الأسبوع: محمد الثنيان

أتدري يا صاحبي.. ما هي الحياة؟ لقد اختلف الناس في المفاهيم.. وتظل الحياة.. هي الحياة.. يقول الكاتب المسرحي الروسي الكبير انطون تشيكوف «ان الحياة حفل كبير.. يصل اليه البعض متأخراً.. ويتركه البعض قبل ان ينتهي.. بينما يبقى البعض الآخر، حتى بعد انصراف غالبية المدعوين.. وفي الحفل تتركز الأضواء على بعض النجوم.. بينما نجد الكثيرين ينزوون بعيداً عن عيون الناس.. فلا يشعر بوجودهم أحد..ولكن الكل يستوون عندما تطفأ الأنوار، وتهدأ الموسيقى، وينصرف الجميع عائدين من حيث أتوا».
هكذا عرف لنا «تشيكوف» الحياة، والواقع ان الحياة قد نجدها عند مفهوم تشيكوف أو غيره، عبارة عن جسر طويل ولكن بلا نهاية.. فالمتاعب والعقبات التي تصادف الانسان في هذه الحياة.. جسور وممرات طويلة لا نهاية لها اطلاقا.. هذه الجسور والممرات تجارب ودروس عميقة.. يستفيد منها أي شخص يقدر كل وقت في هذه الحياة.. ويزدريها.. أتريدون ورقة من قاموس الحياة.. اليكم هذه الورقة:
«احترقت معامل أديسون الهائلة في مدينة نيوجرسي، في ديسمبر 1914م وهكذا فقد العالم الكبير توماس أديسون، في ليلة واحدة معدات وآلات قدر ثمنها بأكثر من مليونين من الدولارات.. الى جانب المعلومات العلمية الهامة التي قضى حياته كلها يبحث عنها.. وقد روى تشارلز بن أديسون قصة تلك الليلة الرهيبة قال:«وقفت أمام ألسنة الدخان المتصاعدة أبحث عن أبي وسط الناس الذين ازدحموا حول مكان الحريق.. وأخيراً وجدته يقف وحده يتأمل النيران في هدوء، وهي تلتهم ثمرة كده وكفاحه.. وعندها أدركت أثر الكارثة عندما رأيت شعر رأسه الأبيض الذي نكشته رياح الشتاء الباردة.. لقد تقدم به العمر وهيبة الشيخوخة يا لها من كارثة.. ووقعت عيناه عليَّ أخيرا فإذا به يصيح فيَّ قائلاً:
أين أمك نادها بسرعة، فهي لن ترى منظرا كهذا طول حياتها.. وفي صباح اليوم التالي جئنا - أبي وأمي وأنا - ورحنا نسير وسط حطام آمال وأحلام والدي الذي قد جاوز وقتها عامه السابع والستين، وفجأة توقفنا عن السير وقال والدي: حقيقة كارثة ولكنها لا تخلو من نفع.. فقد التهم الحريق جهدي ومالي، ولكنه خلصني أيضا من أخطائي.. شكرا لله، فنحن نستطيع أن نبدأ من جديد بلا أخطاء».
هذه ورقة من أوراق الحياة.. استنتاجا من واقع قصة آمال توماس أديسون المحترقة.. وللشباب غمار هذه الحياة التي لن تخلو من المتاعب والعقبات.. ترى هل هذا الشباب جدير بحمل لواء أعباء الحياة.. هذا ما سيظل سؤالاً حائراً على مدى الأيام والسنين!!.
على دروب الشعر!!
الشعر.. هو ما كان صادقا في التعبير.. مبدعا في التصور هناك اسم شعر.. لقد أعجبتني أبيات أبي العلاء المعري في احدى مراثيه القوية يقول فيها:


غير مجد في ملتي واعتقادي
نوح باك ولا ترنم شاد
وشبيه صوت النعي إذا
قيس بصوت البشير في كل ناد
أبكت تلكم الحمامة أم غنت
على فرع غصنها المياد
صاح هذي قبورنا تملأ الأرض
فأين القبور من عهد عاد

سطور أخيرة..
* وليم هنري.. اسطورة استراليا.. مسكين هذا الرجل أراد ان يسابق الآلة ليصمد، ولكنه خسر شبابه وجثم الى النهاية.. صموده دليل على قدرة الانسان.. انسان هذا العصر الذي يموت دون تصميمه وقدراته.. حقا ان وليم هنري أكبر من كل أسطورة..
* يقول رديارد كبيلنغ: «افعل ما تستطيع للانسانية ولا تنتظر على ذلك أي احتمال».
* المؤرخ ارنولد توينبي يعتقد ان انسان العصر الحديث لم يعد عاقلا، وانما هو نصف عاقل ونصف مجنون. وستكشف الأيام أي النصفين ينتصر.. العقل أم الجنون.
* صديقي.. يحكي قصة القوارب الجاثمة بجانب النهر هي بدورها تحكي قصة الصمود.. لمجتمع الانسان، وقد أبت أن تغامر حتى يعود السلام..
ويرجع الحق لأهله.. هكذا تعلم صديقي من القوارب.. وأنا كذلك!!.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved