Monday 12th may,2003 11183العدد الأثنين 11 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
«كتب ومؤلفون».! «6»
عبدالفتاح أبو مدين

ويعود الدكتور شكري فيصل إلى القول، بأن الأستاذ العميد لا يكثر من الحديث عن صاحب الكتاب إبراهيم مصطفى في إحياء النحو ، ولا يلغي الحديث عن الكتاب، إنما حديثه عن المؤلف، وكأن الحديث عن كاتب المقدمة الدكتور طه حسين.. إلى حد أن تُعد المقدمة «ترجمة ذاتية للدكتور طه حسين بأكثر، أو بمثل ما هي ترجمة لإبراهيم مصطفى»..
* ومرد هذه الازدواجية، إن صح هذا التعبير، أن تاريخاً طويلا، ربط بين الرجلين، ومن أجل ذلك، نحت المقدمة هذا المنحى، لما يشبه الاندماج بين الشخصيتين.. يقول الدكتور شكري: «ولذلك كان لا بد أن تتخذ المقدمة هذه الوجهة الذاتية البحتة، وأن يكون الكتاب بمثابة الدافع الذي يفجّر عند طه حسين صوراً من حياته، ويذكره أكثر أطوار حياته العلمية .!
* والأستاذ العميد معذور في هذا التوجه، إذ جمعت الحياة فيما بينه وبين صاحبه منذ عهد الصبا، وتلقيا الدروس في الأزهر في وقت مبكر.! ولعل أيام الصبا، فيها الكثير من الذكريات الغالية، ولاسيما عند طلبة العلم والمعرفة، فهي بجانب الجهاد في التحصيل، فإن لها أصداءً في زمن قوة الشباب وطموحه، والأحلام بمستقبل أشد وهجاً ونجحاً وتحقيق آمال!
* والصحبة تمتد بعد الأزهر إلى الجامعة، وقد نال كل من الرجلين، النصيب الذي أتيح له من التحصيل المعرفي.. ويفترقان مرة أخرى، فالأستاذ إبراهيم مصطفى، يذهب إلى مصر العليا، ليعمل بالتعليم، ويتجه طه حسين إلى ما وراء البحر، ساعياً إلى مزيد من التحصيل المعرفي مشتغلاً بالتعلم .. ويشاء الله أن يلتقيا، وأن يجتمعا في الجامعة المصرية الجديدة للمرة الثالثة، يعملان معاً في التعليم، بعد أن كانا يشتغلان في التعليم.. وتفرق الأيام بينهما مرة أخرى، حين يبعد طه حسين عن الجامعة!
* يقول الدكتور شكري فيصل عن مقدمة طه حسين لكتاب إحياء النحو : الشيء الجديد في هذه المقدمة أنها تمثيل لضآلة الجانب النقدي عند الدكتور طه في هذه المقدمات، يعني مقدمتي: فجر الإسلام وضحاه، ومقدمة إحياء النحو .. إنه أي طه حسين، لا يخلي بين الكتب التي يعرضها وبين شيء من النقد لها، ولكن جانب النقد يأتي في هذه المقدمات ناعم الملمس، وقد تداخله قسوة ضعيفة أو عنيفة، ولكنها قسوة مبرقعة متخفية».!
* ويعود الأستاذ العميد في حديثه في هذه المقدمة، إلى ما يدعو إليه مراراً، من الاهتمام بالنحو وأن يفهم، وأن يتمثل، ليستفيد منه دارسوه، الذين ينقلونه بدورهم، إلى من يعملون في مستقبل الأيام، فيقول الأستاذ العميد: «وأنا أتصور إحياء النحو على وجهين: أحدهما أن يقربه النحويون من العقل الحديث، ليفهمه ويسيغه ويتمثله ويُجري عليه تفكيره إذا فكر، ولسانه إذا تكلم، وقلمه إذا كتب.. والآخر أن تشيع فيه هذه القوة التي تحبب إلى النفوس مناقشة مسائله، والجدال في أصوله وفروعه، وتضطر الناس أن يعنوا به، بعد أن أهملوه، ويخوضوا فيه بعد أن أعرضوا عنه»!
السيدة الإنجليزية جيل لوي مع زوجها الهندي ياداف يعرضان الكتاب الذي يحكي قصة حياتهما

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved