الأولوية الأمنية والتعاطف الدولي

تظهر الحاجة لعمل مكثف يكشف مخططات الإرهابيين ويتفوق عليها من أجل القضاء عليهم وقد جاءت كلمة سمو ولي العهد غداة التفجيرات لتؤكد مسؤولية الجميع في التصدي لهذه الأخطار بما في ذلك كل مواطن وليس الأجهزة الأمنية وحدها.
ومثلما ظلت المملكة طوال عقود تتمتع بالأمن والأمان إلى الدرجة التي أصبح ذلك إحدى سماتها البارزة فان الحفاظ على هذه الحالة ينبغي الإصرار عليه ليس بمجرد تكرار الحديث عنه والإشادة به بل من خلال العمل الحقيقي لتكريسه.
ان تحقيق ذلك يتطلب مراعاة الحقائق الجديدة التي بات الإرهاب يفرضها من خلال هذه الجرائم البشعة.
فهناك مشكلة تتمثل في انخراط بعض من أبنائنا في هذه الأعمال الأمر الذي يتطلب متابعة ما يحدث لهؤلاء والعمل على إبعادهم من الانزلاق إلى أعمال لا يرضاها ديننا الحنيف وتأباها الفطرة السليمة.
ولن يكون بأي حال قتل النساء والأطفال والناس عامة بغير حق من قبل الأعمال التي يقرها الدين أو أي مجتمع وهذا أمر ينبغي ان يكون معروفاً لدى هؤلاء الشباب فليس بمثل هذا الأسلوب يتم التعامل مع مختلف المعضلات.. فالتعامل بهذا الشكل يسقط دور العقل ويفتح المجال أمام الفوضى.
إن بشاعة الجرم واحتمال تكراره تستوجب قدراً كبيراً من الحزم كما تتطلب محاصرة جميع العناصر التي من شأنها الاسهام في مثل هذه الظواهر، وفي الذهن دائماً ان الإرهاب يتفشى بشكل دولي ولهذا فان التعاون الدولي يظل عنصراً أساسياً في الحرب ضد الإرهاب.
وقد دفعت فظاعة التفجيرات عدة دول إلى تجديد عزمها على محاربته بينما أعلنت في ذات الوقت تعاطفها مع المملكة إزاء ما أصابها.
لقد ظلت المملكة طوال سنين عديدة في مقدمة الدول التي تدعو إلى إطلاق تعاون فعال بين دول العالم لمواجهة ظاهرة الإرهاب، ولقيت كل التقدير لدورها النشط في التوصل إلى الاتفاقية العربية للتصدي للإرهاب.. وكان من الطبيعي وهي تتعرض لهذه الأعمال ان تجد كل هذا التعاطف الدولي معها.
وبينما يقف العالم بأجمعه على فداحة الجرم فانه ينبغي ترجمة هذا الاستنفار الى عمل حقيقي بآليات متطورة تعتمد على التعاون الدولي لمحاصرة الإرهاب.