Sunday 25th may,2003 11196العدد الأحد 24 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أخرجوا «الإرهابيين».. من «جزيرة العرب»..؟!! أخرجوا «الإرهابيين».. من «جزيرة العرب»..؟!!
حمّاد بن حامد السالمي

* هل بقي من صبر، نتقوت به نحن أبناء دول الجزيرة العربية والخليج..؟!
* لقد طفح الكيل حقاً، وبلغ السيل الزبى، وأصبحنا حكاماً ومحكومين في هذه المنطقة، أمام خطر حقيقي لا مراء فيه، ولدرء هذا الخطر عنا، ودفعه عن حياضنا، واجتثاث جذوره من أرضنا، لابد من التكاتف والتعاون بين الجميع، ليس فقط لنبذ الارهاب وأهله، وإنما وقبل كل شيء، لمعاقبة المجرمين، من القتلة والمخربين، جزاء لهم، وردعاً لأمثالهم.
* كثيرة هي المرات، التي أرى فيها بعضاً من المسؤولين الأمنيين في منطقتنا هذه، ثم أجد أني في كل مرة، أزداد حيالهم، إما حسدا أو غبطة، على ماهم عليه من صبر وأناة، في مواجهة ما تقوم به شراذم رعناء، وما تأتيه فئات مجنونة، من أفعال حمقاء، تهدد أمن المجتمعات في دولنا هذه.
* مثلما هو الإرهاب في كل زمان ومكان، فإنه هو.. هو، العمل الجبان، الذي لا يستثني أحداً، لأنه في الأصل، عمل غير أخلاقي من بدايته حتى نهايته، ولأن أدواته المنفذة، هي في أقل تقدير، مخلوقات متوحشة، لا تلتزم بدين صحيح، ولا يردعها عرف أو خلق أو مبدأ، وليس للإنسانية مكان في قاموسها الدموي. لذلك رأينا كيف اكتوت دول مثل المملكة العربية السعودية، واليمن، والكويت، بنار الإرهاب، وكيف عانت مجتمعات الخليج والجزيرة العربية، بالشواذ من هؤلاء الخوارج، الذين باعوا أنفسهم للشيطان، حتى أصبحوا هم، حطبه وناره ولهبه، فألحقوا بدولهم ومجتمعاتهم وشعوبهم، العار تلو العار، والمذلة والخسار فإلى متى نظل هكذا، نحمل داءنا، فنشكو أوجاعنا، ونصبر على آلامنا، ونؤجل أدواءنا..؟!
* ألم يحن الوقت، يا دول ومجتمعات الجزيرة العربية والخليج، لاستئصال هذه الأورام الخبيثة من جسد منطقتنا العربية الأصيلة، التي كانت تصدر السلام والأمن والخير لكافة أنحاء العالم، فإذا هي قد تحولت، بفعل المنحرفين من بعض أبنائها، الى مصدر للكراهية والإيذاء..؟!!
* تعرضت اليمن - وهي العضو السابع القادم في منظومة دول الخليج - إلى أعمال إرهابية بشعة، استهدفت السفن الحربية، ولم تستثن أطباء وطبيبات وممرضات، كانوا يسهمون في التخفيف من معاناة وآلام المواطنين والمواطنات، من الناس الطيبين في اليمن.
* وتعرضت دولة الكويت هي الأخرى، لأعمال إرهابية مماثلة، استهدفت الآمنين في كنف المجتمع الكويتي.
* ثم تعرضت المملكة العربية السعودية، وهي قبلة الإسلام والمسلمين، وبيت العروبة الدافئ، لأكثر من عمل عدواني بغيض، نفذته أياد خلو من الضمير والإنسانية.
* وتظل دول ومجتمعات أخرى في هذه الجغرافية الجميلة، بين الخليج العربي، وبحر العرب، والبحر الأحمر، مثل قطر والبحرين والامارات وعمان، عرضة لمسلسل الإرهاب الوحشي المنظم، الذي يخطط لقلب الموازين في منطقتنا هذه، انطلاقاً من أوهام التابعين، وأحلام المتبوعين، في تخريب العلاقات الاستراتيجية بين هذه الدول، وبين الولايات المتحدة الأمريكية، وبقية الدول الكبرى في هذا العالم، ثم - كما تصور لهم أحلامهم - الاستفراد بدول المنطقة، والانفراد بالمجتمعات الآمنة فيها، وذلك من أجل تفكيكها وتفتيتها، ثم السيطرة عليها، والاستحواذ على ثرواتها..! هكذا يتبدى ل«ابن لادن» هناك، في مسلسل أحلامه الكهفية في جبال الجنوب الأفغاني، وهكذا يعتقد الأتباع والأذناب من خلاياه النائمة، التي هي في حقيقتها، ليست سوى أورام خبيثة في جسدنا الإسلامي الطاهر، لابد من استئصالها فوراً، بعمل جماعي دولي شعبي عام، تشترك فيه كل دول الجزيرة العربية والخليج.
* لا يوجد إنسان سوي عاقل على وجه البسيطة، يفرح لعمل إرهابي، قوامه سفك الدماء البريئة، وتدمير الممتلكات، وترويع الآمنين، عوضاً عن تأييد هذا الفعل المشين، أو دعمه، أو التستر على عناصره الخبيثة، فإذا وجد من يفرح، أو يؤيد، أو يدعم ويتستر، فهو لا يعدو كونه، حلقة من حلقات الإرهاب لا غير، وهو الحالة الشاذة، التي تؤكد القاعدة النظيفة.
* إذن .. ونحن «اليوم»، شعوباً وحكومات في الجزيرة العربية والخليج، أمام هذا الارهاب وجهاً لوجه، فيجب بداية، أن نضرب صفحاً عن السماع للمرجفين، من المبررين، والمتحذلقين إزاء الحدث الفظيع، وذلك بعدم الاستهانة بهذا الأمر، أو التقليل من شأنه، أو التهاون مع المجرمين، أو التساهل مع كل من يقف في صفوفهم كائناً من كان، فالكل يجب أن ينال جزاءه الذي هو جزاؤه، بقدر ما اقترف من جرم، كبيراً كان أو صغيراً وذلك ان الورم إذا استشرى ثم ظهر واستخبث، وجب استئصاله، فهو ليس بأقل من العضو في الجسد، الذي إذا استعصى شفاؤه من مرض، وجب قطعه، حتى لا يعدي بقية الأعضاء.
* أما ما يلي المواجهة الشجاعة مع القتلة والمجرمين، الذين وقع منهم ما وقع، فهي تلك الحلول والمعالجات، التي نتكلم فيها لاحقاً دون حرج أو مرج أو عرج، وهي التي ينبغي أن تتناول في صلبها العام، مسألة الثقافة العامة لشعوبنا في هذه المنطقة الحساسة، من كافة حواضنها وجوانبها، ومصابها ومشاربها، دينية كانت، أو اجتماعية، أو علمية ذلك أن فكر «التكفير» الظلامي الخطير، لم يأتنا من السماء، ولم يصدر إلينا معلباً، وإنما هو مخلوق مشوه غير شرعي، ولد في أحضان عقيمة سقيمة، نتيجة عوامل تربوية ومنبرية وإعلامية وثقافية غير سليمة.
* لو لم يكن الأمر كذلك لما استطاع مغامر سياسي حالم مثل «ابن لادن»، تضليل بعض الناس الذين هم من صغار السن، ومن أنصاف المتعلمين، بشعارات ودعوات فارغة، أسبغ عليها مسوحات دينية خاصة، بقراءات انفرادية مغلوطة، طالت بعضاً من النصوص القرآنية والحديثية، مثل قوله: اخرجوا الأميركيين من جزيرة العرب..! في وقت كان فيه من هؤلاء الاميركيين والأجانب، من هو إنسان مسلم، حج بيت الله الحرام، ثم قتل على يد إرهاب «ابن لادن» وأذنابه في الرياض..! بينما الذين يطالب رئيس القاعدة باخراجهم، هم من الذميين المعاهدين، الذين جاءوا بعقود عمل رسمية لا غبار عليها، ومهمتهم هي العمل المدني، والتدريب، ونقل الخبرة التي نحتاجها إلى أوطاننا، في حين.. أن مهمة أذنابه وأنصاره، تنحصر في بث الكراهية، والاشتغال بنشر الفتنة، وقتل الأبرياء، وتدمير الممتلكات..!
* لقد جاء الوقت الذي نقول فيه ل«ابن لادن»، ولمن معه هنا أو هناك، اخرجوا من جزيرة العرب، لأنكم انتم الذين تنشرون الرعب والإرهاب في منطقتنا الآمنة هذه..!
* ونقول لأبناء الجزيرة العربية والخليج، ولكافة حكامها: اخرجوا الإرهابيين من «بينكم».. اخرجوهم من جزيرة العرب..!
* اخرجوهم .. لم نعد نصبر على أذاهم، ولا نحتمل هذا السلوك الشيطاني منهم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved