Sunday 25th may,2003 11196العدد الأحد 24 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأمن مسؤولية مشتركة الأمن مسؤولية مشتركة
عبد الله بن عبد العزيز المعيلي(*)

يخطئ من يرى أن جهة بعينها هي المسؤولة وحدها عن فتح باب الشر الذي تطاير شرره وشروره مساء يوم الاثنين 11/3/1424هـ، إنه باب فتنة يجب على المجتمع كله (مؤسسات وأفراداً) أن يسعى جاهداً، باذلاً الجهد والفكر، من أجل اتقاء هذه الفتنة، ويأتي في مقدمة من تتجه الأنظار إليه باعتباره أكثر أهمية وأعظم مسؤولية الأسرة:
بيئة التكوين الأولى فيها يتلقى الفرد ويتعلم، ويتعود، يأتمر وينتهي، يتغذى جسماً وعقلاً ووجداناً، يترعرع وينمو محاطاً برعاية الأبوين وتوجيهاتهما ومتابعاتهما، وبيان الحق والصواب، والباطل والخاطئ، ومن هنا تتجلى أهمية الأسرة في بناء الابن وتكوين مدركاته ووجداناته، ومن ثم تقويم سلوكه وتصويبه، فأي اهمال أو غفلة في التكوين والمتابعة والتقويم تفضي إلى بدايات الانحراف، والضلال، فهل نعي الدور، ونقوم بالواجب ، ونرعى الأبناء ونتعاهدهم؟
ونتحمل مسؤولية تربيتهم بما يرضي الله، ووفق منهج كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، إنها مسؤولية عظيمة لكنها ممكنة وسهلة لمن يضع هذه المسؤولية نصب عينيه في كل شأن من شؤون حياته.
ثم تأتي المدرسة: يتلقى الأبناء أمانة عظيمة من الآباء، لتكمل المسيرة بتعزيز ما سبق من قيم وأخلاقيات ومعارف وعلوم وتضيف عليها ما حوته المقررات الدراسية من علوم وفنون وفق أدبيات التربية وطرائقها وأساليبها المفيدة، مستعينة بأوجه النشاط التي تثبت معلومة المقرر المدرسي، وتعززها من مصادر التعليم وأقنية المعلومات الصحيحة المتفقة مع ثوابت المجتمع الدينية والدنيوية، وتهيئ البيئة التربوية المشوقة لتطبيقها مهارة وسلوكاً وهي في هذا كله ملتزمة «أي المدرسة» سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية، وبأهداف التعليم وغاياته، وبالثابت الأصيل من قيم المجتمع وأخلاقياته ومنهج الدولة وسياستها الداخلية والخارجية.
وللمسجد دوره التربوي، والتوعوي باعتباره ملتقى المجتمع كله بمختلف فئاته، وشرائحه، ومستوياته، فإضافة إلى كونه مكاناً للعبادة فهو مصدر اشعاع وتنوير وتثقيف وهدي، على منبره تشخص المشكلات وتطرح الحلول، ويتلقى الهدي صافياً، نقياً، متقبلاً، لذا يجب أن يكون هذا المنبر متفهما ً متفاعلاً متوازناً، ومرآة ترى فيها الأمة نفسها فتقوّم سلوكها وتعدّل المعوج وما يطرأ على أبنائها من أفكار مشوشة ورؤى هدامة وتقف وقفة صامدة صارمة في وجه هذه التيارات المنحرفة الضالة.
ومن مصادر التلقي المؤثرة في تكوين فكر الأمة ما ينشر عبر وسائل الإعلام، وما سطره أدباؤها، ومثقفوها، فهؤلاء مكملون معززون لما تبذله مؤسسات الاعداد التربوي، فمسؤوليتهم التعزيز والتغذية، والتعرية، مع الالتزام التام بما لا يعارض أو يتعارض أو يفضي إلى صدام وتصادم مع الثوابت الأصيلة للمجتمع.
إن واقع الحال يحتم تضافر الجهود، وفق رؤية مشتركة وعمل منظم مستديم يأخذ بعين الاعتبار تحصين عقل الأمة من كل شائبة، مع تلمس همومها وشجونها والمظان التي قد تفضي إلى المهالك والمخاطر وتشخيصها بعدل وصدق وطرح النافع المفيد الذي يوحد العقول ويؤلف القلوب، ويصنع أمة متوازنة متحابة متسامحة متفتحة متكيفة آخذة بأسباب الريادة والتقدم والقيادة، وصدق الله العظيم: {كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ تّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّتّنًهّوًنّ عّنٌ المٍنكّرٌ} .

(*) المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة الرياض

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved