Sunday 25th may,2003 11196العدد الأحد 24 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

استشاريو طب وجراحة العيون بمركز الحبيب الطبي: استشاريو طب وجراحة العيون بمركز الحبيب الطبي:
يمكن تفادي العديد من المضاعفات بالكشف المبكر لإصابات العين وإجراء الفحص العيني لأجزاء العين الداخلية والخارجية
د. فطاني : عدم استقامة العين في مرحلة الطفولة قد تسبب تدني القدرة البصرية وكسلاً في إحدى العينين
د. العتيبي : الكشف بعد الولادة وحين بلوغ الطفل السنة الثانية والخامسة يقيه من الأمراض حال اكتشافها

المشاركون
الدكتور راشد فطاني
التخصص الدقيق في طب وجراحة عيون الأطفال
أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة الملك سعود
استشاري طب وجراحة العيون بالمركز
***
الدكتور عبدالله العتيبي
التخصص الدقيق في طب العيون للأطفال
أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة الملك سعود
عضو الجمعية السعودية لطب العيون
استشاري طب وجراحة العيون بالمركز
***
الدكتور منصور الفاروقي
الزمالة البريطانية في طب وجراحة العيون
استشاري طب وجراحة العيون بالمركز
***
الدكتور وليد الجلاد
الزمالة العربية في طب وجراحة العيون
استشاري طب وجراحة العيون بالمركز
***
السيدة باميلا ووكلم
رئيسة قسم التمريض بالمركز
العين قد تصاب بالعديد من الأمراض والأعراض، وتختلف درجة خطورة هذه الأمراض فمنها ما هو خطير في حالة التأخر بالعلاج إضافة إلى جهل الكثير بهذه الأمراض ولاسيما أننا نتحدث عن منطقة حساسة وهي العين. ولأهمية هذا الموضوع وحساسيته ولكثرة الاستفسارات حول أمراض العيون يسر صفحة الحبيب الطبية أن تستضيف عدداً من الاستشاريين والمختصين للحديث حول أهم هذه الأمراض التي تصيب الكبار والصغار مثل القناة الدمعية وكسل العين وعلاقته بالحول، ويأتي ذلك حرصاً من المركز على تفعيل طاقاته البشرية والتقنية لتحقيق أعلى درجات السلامة للمجتمع بمشيئة الله سبحانه وتعالى.
إصابات العين تبدأ من المنزل
في البداية يشير الدكتور عبدالله العتيبي إلى أن أكثر أنواع الإصابات التي تحدث للأطفال يكون مصدرها المنزل مثل الأشياء الحادة كالأقلام والسكاكين والزجاجات الفارغة أو زجاجات المياه الغازية بعد تثليجها مما يؤدي إلى انفجارها في وجه الطفل وحدوث تمزقات في العين ومن الاصابات التي نراها بشكل كبير في العين هي إصابات الألعاب النارية والمفرقعات حيث يلهو الأطفال بهذه الألعاب الخطرة بدون وجود شخص بالغ مما يؤدي إلى انفجار هذه الألعاب فيؤدي إلى أضرار بالغة على العين مما قد يفقد الطفل بصره لا سمح الله.
الكشف على عيون الأطفال
ويؤكد الدكتور العتيبي على ضرورة إجراء كشف أولي على الطفل بعد الولادة مباشرة وذلك لاكتشاف الماء الأبيض أو ارتفاع ضغط العين أو لاكتشاف بعض العيوب الخلقية التي قد تصيب العين أو الجفن. وأضاف: كما ينصح بالكشف على الطفل حين بلوغه سنتين وذلك لاكتشاف حالات قصر النظر أو طول النظر التي تحتاج إلى نظارة طبية وكذلك لاكتشاف كسل العين حال وجودهن ثم ينصح بإجراء الكشف حين بلوغ الطفل سن الخامسة، وبعد ذلك يجري الكشف عند الحاجة.
القنوات الدمعية تحمي العين من الجفاف
ويتحدث الدكتور وليد الجلاد حول القنوات الدمعية ويقول: لقد أنعم الله علينا بنعمة البصر والتي تعتبر من أعظم النعم وأقوى الحواس لدى الانسان وأعطاه عينين ليرى بهما عجائب قدرته، وهذه العيون كونها معرضة للهواء الخارجي بما فيه من ملوثات وجراثيم بحاجة لجهاز خاص يساعد على تنظيفها وتعقيمها من الأوساخ وعلى إبقائها رطبة ويحميها من الجفاف، وهذا الجهاز هو الدموع.
ويضيف: وتفرز الدموع من خلال الغدة الدمعية في أعلى العين وكذلك من خلال مجموعة من الغدد الدمعية الاضافية الموجودة في ملتحمة العين، وهذه الدموع تفرز بشكل دائم على مدار اليوم، لذلك فإنها بحاجة لقنوات تصريف لتخرجها من تجويف العين بعد أن تؤدي وظيفتها وهذه القنوات هي القنوات الدمعية.
وتبدأ القنوات الدمعية من فتحتين في كل من الجفن العلوي والجفن السفلي لكل عين من الناحية الداخلية (بجانب الأنف) وهذه الفتحات متصلة بقنوات صغيرة تسير باتجاه كيس الدمع بجانب كل عين، وهذا الكيس يعمل على تجميع الدموع ومن ثم يتم تصريفها من خلال القناة الدمعية الأنفية إلى التجويف الداخلي للأنف ثم إلى البلعوم.
انسداد القناة الدمعية
وحول انسداد هذه القنوات قال: في بعض الحالات قد تتعرض هذه القناة الدمعية للانسداد، وذلك لعدة أسباب منها: التهابات المجاري الدمعية أو الكيس الدمعي المزمن، إصابات أو كسور في منطقة القناة الدمعية، التشوهات الخلقية، الحروق أو الأمراض المزمنة لسطح العين (الملتحمة) بالإضافة لحالات الانسداد الخلقي لقناة الدمع عند الأطفال والذي يحدث منذ الولادة.
ويضيف الدكتور عبدالله العتيبي: انسداد القناة الدمعية تصيب بعض الأطفال حديثي الولادة حيث يؤدي ذلك إلى الدمع المستمر مع وجود الإفرازات خصوصاً في الصباح. وتبلغ نسبة الأطفال الذين يتخلصون من هذا المرض دون تدخل جراحي حوالي 80% وتبقى النسبة المتبقية تحتاج إلى تسليك للقناة الدمعية، مع احتمال وضع أنبوبة من السيلكون وتزال بعدها هذه الأنبوبة بعد انقضاء ستة أشهر.
وجود الغشاء يؤدي إلى الانسداد لدى الأطفال
ويقول الدكتور راشد فطاني حول أسباب هذه الانسداد: من الممكن القول ان السبب الرئيس لانسداد القنوات الدمعية هو وجود غشاء في مجرى القناة الدمعية عند الخشم حيث أن هذا الغشاء يفترض أن يكون مفتوحاً عند الولادة ولكن عند 5% من المواليد يكون مغلقاً بمعنى حصول انسداد في أحد القنوات الدمعية وهذه مشكلة شائعة باعتبار كثرة عدد المواليد أي ما يقارب مئات الآلاف في السنة.
ضرورة مراجعة الطبيب في سن مبكرة
ويتحدث الدكتور فطاني حول سبب الدموع لحديثي الولادة بقوله: غالباً ما يحدث ذلك بسبب انسداد في القنوات الدمعية فينصح بتدليك منطقة أعلى الأنف مع استخدام القطرات المكونة من المضادات الحيوية إذا كانت الدموع مصحوبة بإفرازات وذلك طبعاً بعد استشارة الطبيب المختص كما أن 90% من هذه الحالات تتحسن تلقائياً في أول ستة أشهر من العمر فإذا بقيت القنوات الدمعية مسدودة بعد هذا السن فينصح بإجراء عملية تسليك للقنوات الدمعية وأنسب سن لإجراء هذه العملية هو ما بين 6 إلى 12 شهراً لأن تأخير العملية بعد هذا السن يرغم الطبيب على وضع أنابيب داخل القنوات الدمعية لمدة ستة أشهر لذا ينصح في هذه الحالات مراجعة الطبيب في سن مبكرة.
انسداد المجرى الدمعي له مضاعفات قد تكون خطيرة
وفي سؤال حول مخاطر هذا الانسداد أجاب الدكتور منصور الفاروقي: يُصرف المجرى الدمعي الكثير من الدموع إلى المجرى الأنفي حيث يؤدي ذلك إلى عدم نزول هذه الدموع إلى جفن العين والخدود. وتكون أحياناً القناة الدمعية الأنفية مغلقة منذ الولادة، وربما تتعرض هذه القناة إلى الانسداد بعد الولادة بسبب الالتهابات التي تصيب الأنف أو بسبب عدوى تصيب المجرى الدمعي بسبب تعرضه لضربة ما، ومن الممكن أن يسبب انسداد المجرى الدمعي الأنفي انهمار كثيف للدموع والتهاب الكيس الدمعي وتشكل التقييح والجيوب.
وأضاف الدكتور الجلاد: إذا حدث انسداد لقناة الدمع تبدأ العيون بالتجمع في تجويف العين ثم تسيل على الوجه مما يسبب ازعاجاً شديداً للمريض، كما يؤدي ذلك الانسداد إلى حدوث التهابات متكررة في العين، وإذا أهملت هذه المشكلة فمن المحتمل انتقال هذه الالتهابات إلى داخل الدماغ وإحداث التهاب لأغشية الدماغ وتعريض الإنسان لمضاعفات خطيرة جداً.
افرازات متقطعة والتهابات متكررة
ويضيف الدكتور فطاني: يأتي الطفل في بعض الأحيان والأم تشكي من وجود دمعة زائدة من الولادة سواء في جهة أو جهتين مع وجود إفرازات متقطعة لأن الدموع لما تكون راكدة تكون عرضة للالتهابات فمن الممكن أن يحدث ذلك التهابات متكررة. فيتم أخذ عينة (مسحة) من الإفرازات ونعمل له زراعة ونعطيه قطرات عبارة عن مضادات حيوية بالإضافة إلى التدليك في أول ستة شهور من العمر.
العلاج يكون عن طريق الأدوية أو الجراحة
وحول علاج هذا الانسداد قال الدكتور الجلاد: يتم تشخيص حالات انسداد قناة الدمع عند مراجعة المريض للطبيب المختص، ومن خلال الأعراض التي يشكو منها المريض يبدأ الطبيب بإجراء بعض الفحوصات الخاصة لمعرفة الحالة من حيث وجود الانسداد ومكان هذا الانسداد بالنسبة للمجاري الدمعية حيث يختلف العلاج باختلاف مكان الانسداد.
ويضيف: ويتم العلاج بواسطة الأدوية والقطرات إذا كان هناك أي التهابات في العين أو المجاري الدمعية ثم تأتي بعد ذلك الجراحة، وتنقسم الجراحة إلى عدة أنواع وطرق وتعتمد على مكان الانسداد، حيث هناك الجراحات الكبرى التي تتطلب عمل مجرى جديد للدمع والاستغناء عن القناة الطبيعية أو من خلال وضع أنبوب بلاستيكي في مجرى الدمع لإبقائه مفتوحاً وذلك لمدة ستة أشهر يزال بعدها الأنبوب.
ويشير الدكتور الفاروقي إلى أنه يمكن معالجة الانسداد الجزئي للمجرى الدمعي بواسطة تمرير مجس عبر هذا المجرى أو بواسطة عمل منظار جراحي. أما الانسداد التام للمجرى فهو بحاجة إلى عمل جراحي.
العلاج بالطرق غير الجراحية
ويقول الدكتور فطاني: لحسن الحظ أن 90% من ال 5% من المواليد الذين يولدون ولديهم هذا النوع من الانسداد تفتح هذه القناة خلال الشهور الستة الأولى باستخدام قطرات وتدليك على منطقة كيس القناة الدمعية. فطريقة العلاج تكون بالطرق غير الجراحية في الأشهر الأولى من العمر.
تسليك القنوات الدمعية
ويضيف الدكتور فطاني: أما إذا تعدت الفترة الشهور الستة الأولى وما زالت القناة الدمعية مسدودة فينصح بإجراء عملية بسيطة وهي عبارة عن تسليك القنوات الدمعية، وهو عملية بسيطة جداً وتستغرق ما يقارب عشر دقائق تحت التخدير العام.ويستخدم في هذه العملية أجهزة غير حادة تمرر من خلال القناة الدمعية وتفتح الغشاء المتسبب في الانسداد، وهذه العملية إذا أجريت بين الأشهر الستة الأولى والسنة تكون نسبة نجاحها 90% وهذه الفترة الزمنية هي المناسبة لإجراء العملية، وفقط 10% يرجع لديهم الانسداد مرة أخرى.
ويضيف: أما إذا تعدى الطفل السنة والنصف وما زالت المشكلة قائمة ففي هذه الحالة تنخفض نسبة نجاح التسليك إلى 50% فقط، حينها نضطر إلى استخدام أنبوبة مصنوعة من السيليكون حيث نضعها بعد التسليك في القنوات الدمعية لمنع انسداد القناة الدمعية مرة أخرى وتستغرق العملية حينها من 30 إلى 45 دقيقة ويتعرض الطفل إلى كمية تخدير أعلى ويضطر لأن يجلس فترة أطول بعد العملية في المستشفى وتكون نسبة المضاعفات أكثر من حيث النزيف داخل الخشم أثناء وضع الأنابيب، وكل هذه المشاكل يمكن تفاديها إذا أجريت عملية التسليك في وقتها المناسب، وتثبت هذه الأنابيب في القناة الدمعية لمدة ستة أشهر وتزال عادة في العيادة.
الانسداد لمن هم أكثر من خمس سنوات
كما يشير الدكتور فطاني إلى أنه إذا تجاوز الطفل الخمس سنوات ولا زالت المشكلة قائمة ولم يكن هناك أي إجراء متخذ كالتسليك بالأنابيب فحينئذ يلجأ الجراح إلى إجراء عملية جراحية حقيقة وهي عبارة عن خلق قنوات جديدة وتحويلها حول المجرى الأصلي، وهذا يتضمن عمل فتحة في الجلد ووضع أنابيب وعملية قد تستغرق ساعة إلى ساعتين.
الصورة المعتمة تؤدي إلى كسل العين
يقول الدكتور العتيبي: كسل العين هو نقص في حدة الإبصار في إحدى العينين وينتج عن أحد مسببات ثلاثة وهي عتمة القرنية أو عتمة العدسة، والماء الأبيض لدى الطفل في سن مبكرة ينتج عنه صورة معتمة تؤدي إلى كسل العين.
أخطر الأمراض المؤدية إلى كسل العين
ويضيف الدكتور الفاروقي حول أخطر الأمراض المؤدية إلى كسل العين بقوله: تعتبر المياه البيضاء الخلقية من أخطر الأمراض المؤدية إلى كسل العين لدى الأطفال إذا لم تعالج في سن مبكرة (قبل الثلاثة أشهر الأولى من العمر)، أما بالنسبة للعلاج فيتم سحب هذه المياه بعملية جراحية في سن مبكرة ومن ثم تركيب العدسات اللاصقة لتركيز النظر لأن من المعروف أنه لا يمكن زراعة عدسات داخل العين في هذا السن المبكر.
إجراء فحص للعيون بشكل دوري
ويشير الدكتور الفاروقي إلى أن سبب الإصابة بما يعرف ب «كسل العين» أثناء مرحلة الطفولة يرجع إلى أحد الأسباب التالية:
- الحّول المستعصي علاجه.
- ضعف النظر لدى الطفل في إحدى عينيه أو كلاهما وعدم استخدمه للنظارة.
- بسبب الماء الأبيض الخلقَي أو أمراض أخرى.
ويضيف: وتكتشف هذه الإصابة عادة عند إجراء فحص روتني للعين لذلك من المهم جداً إجراء فحص للعيون بشكل دوري وخصوصاً إذا كان أحد من أفراد العائلة مصاب بالحّول أو كسل العين.
العلاج أفضل في مرحلة مبكرة
وحول علاج هذا المرض يقول: إن علاج كسل العين يكون ذو تأثير فعال إذا تم منذ فترة الطفولة حيث انه كلما كانت فترة علاجه في مرحلة مبكرة كلما كانت النتائج أفضل. ويتطلب علاج هذا المرض التعاون الكامل من والدّي الطفل حيث يتم في البداية إغلاق عين الطفل القوية بشكل مؤقت ليتعود الطفل على استخدام العين الضعيفة.
الحول عبارة عن عيب بصري
ويقول الدكتور العتيبي في حديثه حول الحول: الحول عيب بصري تكون فيه العينان غير مستقيمتين وقد تكون عدم الاستقامة هذه ملحوظة دائما أو أنها قد تظهر وتختفي، حيث تكون إحدى العينين متجهة للأمام مباشرة بينما العين الأخرى تنحرف إلى الداخل أو إلى الخارج أو إلى أعلى أو إلى أسفل.
الحول الإنسي والحول الوحشي
ويشير إلى أن للحول نوعين رئيسيين الأول هو الحول الذي لا تختلف درجته باختلاف حركة العين، والثاني الحول المتغير والذي تختلف درجته باختلاف حركة العين، وهو الشائع لدى الأطفال.
ويقول: ينقسم الحول غير المتغير إلى (الحول الأنسي) وهو الذي تكون فيه جهة انحراف العين إلى الداخل (أي إلى جهة الأنف). كذلك (الحول الوحشي) وهو الذي تكون فيه جهة انحراف العين إلى الخارج، أما الحول المتغير فيكون سببه غالباً مقصوراً في أحد الأعصاب التي تحرك العضلات.
الحول وعلاقته بكسل العين
وحول السن المناسب لإجراء عملية الحول قال الدكتور العتيبي: إجراء عملية الحول تعتمد على وجود كسل بالعين من عدمه والذي يكون عادة مصاحباً للحول، فعند وجود الكسل لا بد أولا ً من تنشيط العين وذلك بتغطية العين السليمة لفترة يحددها الطبيب المعالج حتى تتساوى حدة الإبصار في العينين ومن ثم تجرى العملية.
رجوع الحول بعد العملية
وفي سؤال حول إمكانية رجوع الحول بعد العملية أجاب بقوله: غالباً يقتصر تصحيح الحول على عملية واحدة، ولكن هناك أنواعاً من الحول تحتاج لإجراء عملية أخرى وهذه النسبة بسيطة.
إمكانية حدوثه في مرحلة لاحقة من العمر
يقول الدكتور منصور الفاروقي حول انتشار أو شيوع هذا المرض: يعتبر الحول حالة شائعة تصيب الأطفال وتشير بعض الدراسات إلى أن نسبة الإصابة تصل إلى 4% عند الذكور والإناث على حد سواء، إضافة إلى إمكانية حدوثه في مرحلة لاحقة من العمر، آخذين بعين الاعتبار أن الحول قد يصيب أكثر من فرد في العائلة أو قد يصيب الأشخاص الذين ليس لهم أقارب مصابين بهذه الحالة.
تأثير الحول على الإبصار
وحول كيفية تأثيره على الرؤية السليمة تحدث الدكتور راشد فطاني وقال: يقوم مركز الإبصار في المخ بدمج الصورتين في صورة واحدة ثلاثية الأبعاد (الصورة المجسمة) وعندما تنحرف إحدى العينين أو تصبح على غير استقامة فإنه ينتج عن ذلك إرسال صورتين مختلفتين إلى المخ. وفي حالات الحول عند الأطفال يتجاهل المخ الصورة الآتية من العين المصابة بالحول ويرى الصورة المنقولة من العين المستقيمة أو العين التي ترى بشكل أفضل، وهذا قد يسبب بعض التدني في الرؤية في العين غير المستقيمة مع فقدان بعض القدرة على إدراك البعد الثالث للرؤية، والرؤية بالعينين. وبالنسبة للأشخاص الكبار الذين يصابون بالحول، فغالبا ما تكون الرؤية لديهم مزدوجة لأن المخ يكون قد تعود على استقبال الصورتين المرسلتين من كلتا العينين، وبالتالي لا يستطيع تجاهل الصورة الآتية من العين غير المستقيمة. ويشير الدكتور العتيبي إلى أنه في حالة إصابة الطفل بالحول تنتقل صورتان إلى المخ الذي يقوم بإلغاء الصورة القادمة من العين التي تعاني من الحول وهذا يؤدي إلى إصابتها بالكسل.
الحول قد يؤدي إلى تدني في القدرة البصرية
وأضاف الدكتور فطاني حول المضاعفات التي من الممكن أن تحدث لمريض الحول: إن عدم استقامة العينين في مرحلة الطفولة قد يسبب تدنيا في القدرة البصرية أو كسلا في إحدى العينين حيث يستقبل المخ الصورة الآتية من العين التي ترى بشكل أفضل متجاهلا الصورة الآتية من العين الضعيفة وعادة ما تكون العين غير المستقيمة، وهذا الأمر يحدث مع نصف الأطفال المصابين بالحول تقريبا. ويمكن علاج كسل العين عن طريق تغطية العين التي يفضل الطفل الرؤية بها أو التي توفر الرؤية الأفضل للطفل وذلك بهدف تحقيق الاستقامة للعين الأضعف وتحسين القدرة البصرية بها.
أسباب الحول ليست واضحة
ويقول الدكتور الفاروقي: إن الأسباب المؤدية للحول ليست واضحة ومحددة تماما، حيث ان هناك ست عضلات تتحكم في حركة العين وهذه العضلات متصلة بالجزء الخارجي للعين. ولكي يمكن تثبيت وتركيز كلتا العينين على هدف مرئي واحد يجب أن يكون هناك توازن وتنسيق في العمل بين العضلات الست الموجودة في العين والعضلات المناظرة لها في العين الأخرى.
علاج الحول يختلف باختلاف السبب
وعن علاج هذا المرض يقول الدكتور فطاني: يختلف علاج الحول من حالة إلى أخرى باختلاف السبب المؤدي للإصابة، حيث قد يشمل العلاج استخدام النظارات الطبية أو عملية جراحية لتعديل وضع عضلات العين، أو استئصال الساد (عدسة العين المعتمة)، أو تصحيح أي عيوب أخرى قد تكون هي السبب في انحراف العين عن وضعها الطبيعي. وعلى ضوء الفحص العيني الشامل لأجزاء العين الداخلية والخارجية، يقرر طبيب العيون نوعية العلاج الملائم للحالة سواء كان علاجا بصريا أو طبيا أو جراحيا، وقد يتطلب الأمر علاجا يجمع بين اثنين أو أكثر من هذه العلاجات معا، إضافة إلى تغطية العين السليمة بهدف تحسين القدرة البصرية في العين المصابة الذي يكون غالبا ضروريا. وعلاج الحول يضمن الحفاظ على القدرة البصرية للعين ويحقق استقامة العينين كما أن علاج الحول يحقق للمريض استعادة القدرة على الإبصار بكلتا العينين في وقت واحد.
جراحة الحول من الجراحات الآمنة
ويضيف الدكتور فطاني حول التدخل الجراحي لعلاج الحول ويقول: إن جراحة الحول لا تتطلب إخراج كرة العين من محجرها، ويتم خلال جراحة إصلاح الحول عمل شق صغير في الأنسجة التي تغطي العين حيث يسمح ذلك للجراح بالوصول إلى عضلات العين الموجود تحت هذه الأنسجة. ويعتمد اختيار العضلات التي يتم تعديل وضعها على الاتجاه الذي تنحرف إليه العين، وقد يكون من الضروري إجراء الجراحة في إحدى العينين أو كليهما. إن إجراء جراحة الحول للأطفال تتطلب استخدام التخدير الكامل وتستمر الحاجة إلى ارتداء النظارات أو العدسات الموشورية بعد الجراحة. وقد يحدث تصحيح زائد أو ناقص للحول، الأمر الذي قد يستلزم إجراء جراحة أخرى. وينصح بالتدخل الجراحي المبكر لتصحيح الحول عند الأطفال الرضع حيث ان إمكانية نمو البصر بصورة طبيعية في كلتا العينين قد تتحقق بمجرد استقامة العينين. ومع تقدم الطفل في العمر تتناقص فرصة نمو الرؤية بكلتا العينين معا على الرغم من إمكانية تحسن الرؤية الجانبية. وعلى هذا يتم توقيت إجراء الجراحة من قبل طبيب العيون بدقة و حسب كل حالة على حدة، فمثلا ينبغي عادة علاج كسل العين الوظيفي قبل إجراء جراحة تصحيح الحول.
وجراحة الحول تعتبر وبشكل عام من الجراحات الآمنة وتعتبر علاجا فعالا لحالات عدم استقامة العينين، وينبغي مع ذلك ملاحظة أنها ليست بديلا لاستخدام النظارات الطبية أو الوسائل العلاجية لحالات كسل العين.
والمركز هنا يستخدم أدوية تخديرية حديثة تسمح باستيقاظ المريض لمدة عشر دقائق بعد انتهاء العملية مما يسمح للجراح بالتعديل النهائي للحول والمريض مستيقظ وذلك باستخدام الغرز القابلة للتعديل عند الكبار لزيادة نسبة النجاح.
الحول والعلاج بالنظارة
وفي سؤال حول إمكانية علاج الحول بالنظارة قال الدكتور العتيبي: هناك أنواع من الحول تعالج تماماً بالنظارة ولا يحتاج معها للتدخل الجراحي، وهذا النوع من الحول غالباً ما يصيب الأطفال بعد سن الثانية ويكون سببه عيوباً انكسارية (بعد النظر) لكن في المقابل توجد أنواع من الحول لا تستطيع النظارة لوحدها تعديل الحول، وفي هذه الحالة لا بد من إجراء عملية لعضلات العين.
الماء الأبيض لدى الأطفال
وفي سؤال حول إمكانية إصابة الأطفال بالماء الأبيض أجاب بقوله: من الممكن أن يصاب الأطفال بالماء الأبيض ويكون ذلك عبارة عن عتمة تصيب العدسة في إحدى العينين معاً، وقد يكون سبب الماء الأبيض إما التهابات تصيب الأم أثناء الحمل أو أسباب أخرى وراثية وأحياناً يكون السبب غير معروف.
الماء الأزرق لدى الأطفال
ويعرف الدكتور العتيبي الماء الأزرق لدى الأطفال بأنه عبارة عن ارتفاع ضغط العين مما يؤدي إلى زيادة حجم العين بشكل ملفت للنظر وغير طبيعي وتدميع مستمر والإنزعاج الشديد من الضوء ويكون علاجه جراحي.
قسم جراحة العيون والتجهيزات الحديثة
وتتحدث رئيسة التمريض بالمركز السيدة باميلا ووكلم بريطانية الجنسية حول قسم العمليات وتقول: يتميز قسم جراحة العيون بالمركز بمواصفات عالية من تجهيزات طبية وتقنية حديثة وأيدي طبية عاملة على مستوى عالٍ من الكفاءة وهذا من أهم الخطوات لنجاح العملية، كما يهتم المختصون في هذا القسم بالتعقيم الدقيق لغرف العمليات وتنقية الهواء بواسطة تمريره عبر مرشحات (فلتر) لتصل درجة نقاوته 99,9%، كما يتم التخلص من الأدوات ذات الاستعمال الواحد ولا يعاد تمريرها مرة أخرى حسب ماهو متبع في المراكز الطبية العالمية لضمان عدم انتقال الأمراض المعدية من مريض لآخر خاصةً في عمليات العيون.
والأقسام الجراحية بالمركز مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية اللازمة لإجراء العمليات الجراحية كأجهزة الليزر وجهاز Phaco- Machine لعمليات جراحة العيون وميكروسكوب آخر لعمليات العيون بالإضافة لأجهزة عمليات المناظير في البطن والركبة وميكروسكوب متقدم لعمليات الأنف والأذن والحنجرة. وتعتبر أجهزة التخدير في القسم من أحدث ما توصلت إليه التكنلوجيا كما أن جميع المعلومات المتعلقة بالمريض يتحكم بها نظام كمبيوتر دقيق مما يتيح لطبيب التخدير المتابعة المستمرة والدقيقة لحالة المريض أثناء العملية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved