Friday 30th may,2003 11201العدد الجمعة 29 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يبدو أنني أشبه صدام حسين!!! يبدو أنني أشبه صدام حسين!!!
سهم الدعجاني

إذا أردت «الألم الحقيقي» فانتظر انفجار مأساة حقيقية على امتداد خارطة الألم العربي، وأرقب صورة تلك المأساة في مرآة «العقل العربي»، لن تفاجأ إذا وجدت تلك «الصورة» مجرد اسقاط نفسي لمعاناة تلك الشعوب المغلوبة في «معركة الذات» قبل ساحات الصراع مع الآخر، خاصة وأن تلك الشعوب لم تحاور ذاتها يوماً ما، ولم تتعرف على قدراتها الكامنة!! والسبب في بطن «الأنظمة الحاكمة» الظالمة، التي لم تترك «فرصة» لتلك الشعوب أن تمارس ابجديات الحوار مع الذات، بل واحترفت تهميش «العقل» في كل مراحلها التاريخية، حتى أصبحت «الشعوب» أبواقاً لتلك الأنظمة فقط، فإذا اسقطت تلك الأنظمة سقط الإنسان..
وإليكم شيئاً من الألم، اختزنته «الذاكرة» في طقس المأساة التي يحلو للبعض تسميتها «ما بعد صدام»: الصحاف أراد تسمية «المعركة» «الحرب على الأوغاد»، وجنرال عراقي يشرح أسباب الانهيار السريع وتأخذنا «مرآة العقل العربي» في جولة صورة من ألبوم صدام حسين وعدي وقصي.. في اتكاءة عجيبة على «الفضيحة» المجردة من «التحليل» و«الدراسة» لمعرفة «المخرج» من نفق المأساة المؤدي بلا شك إلى تغييب «العقل» وتهميش «الذات» استعداداً لحضور مسرحية ساخرة هذا الصيف في حي المسارح اللندني الشهير في منطقة «وست إند» بوسط العاصمة البريطانية بطلها شخص يكون اسمه فيها «صدام حسين»، اكتشفت في احدى المرات حين نظر إلى صورة فوتغرافية لصدام قبل عامين ثم نظر إلى المرآة أمامه، وقال يومها: «يا إلهي يبدو أنني أشبه هذا الرجل إلى حد بعيد». وبؤرة الألم: كم شبيه لصدام حسين في هذا العالم في ظل غياب مؤسسة «العدل» وعولمة «الظلم» الذي يمارسه على الشعوب صدام وأشباه صدام في أرحام المستقبل؟ ما لم تتحصن شعوبنا ذاتياً من أسلحة الدمار الشامل تهميشاً للعقل وتغيباً للذات في بوتقة أنظمة حاكمة تزايد على إنسانية الإنسان وتساوم على كرامته وحريته بل تفقد الأساليب الصحية للوقاية من هؤلاء الأشباه.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved