Sunday 1st june,2003 11203العدد الأحد 1 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ببغائية المشاعر ببغائية المشاعر
رد الجميل..!!
تهاني بنت عبدالكريم المنقور

أجمل الوفاء لعطاءات الآخرين.. رد الجميل لهم والاعتراف بعظيم صنيعهم!! ودائماً نجد اننا نحمل في أعناقنا ديوناً لأشخاص عديدين، ونفكر كثيرا كيف نسد تلك الديون الإنسانية!! أكبر الديون.. وأعظمها.. التي لو جلسنا العمر كله لنسدها.. ما بلغنا في سدادها الربع!! انه البر بوالدينا.. ورد الجميل لهما في الكبر.. التي تكمن في رعايتهما والسعي لراحتهما والسهر على خدمتهما، واحترام الفاظنا حين الحديث معهما، لكن الطامة الكبرى والمصيبة العظمى حين يكون رد ذاك الجميل بعد كل تلك الرحلة من التربية والسهر هو التخلي.. النكران.. اعتبارهما حملاً ثقيلاً.. تهميشهماً في الحياة..!! ودور المسنين والمسنات تشهد على ذاك العقوق من رد الجميل.. ولديها الشواهد على ذلك!!
لكن نجد ان تلك الشواهد والقصص للتخلي عن رعاية الوالدين والبر بهما في كبرهما قد تعدت دور الرعاية.. لتصل إلى دهاليز المستشفيات، وأقسام التنويم بها!!
يا الله.. كيف يقلب ذاك الابن ان يطاوعه بأن يجعل والده أو والدته الكبيرة بالسن والمريضة في المستشفى وحيدة.. دون متابعتها ورعايتها ومرافقتها!! كيف له ان ينام هادئ البال وأحد والديه بعيداً عنه في مستشفى من دون ان يتبعه بالحضور الحاني عليه!! أهذا رد جميل منه لتربيتهما له، وسهرهما على راحته، وحرمان ذواتهم من أشياء يحتاجونها لتوفير متطلباته.. أهذا رد الجميل!!؟؟
والأعظم ألماً من ذلك.. حين يجعل مع أحد والديه في المستشفى خادمة أو خادماًً يتابعه ويخدمه.. والابن ودعهما حين وضع لهما خادماً، وفي نظره ان ذلك رد للجميل..!! ألم يسأل نفسه ذاك الابن هل هذا المرافق سيكون حنوناً رؤوفا ليناً معهما!! هل سيكون احتواؤه لأبويه كاحتوائه هو لهما!؟؟
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) (23) )وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الاسراء:24)
فلماذا أيها الابن.. تضيع على نفسك درباً مؤدياً بك إلى الجنة والمغفرة، لماذا تصر على الخسران.. من خلال رد جميل لوالديك.. بالعقوق!!
حاسب نفسك الآن..
فالأيام لا تفي مع أحد!!
والتاريخ يعيد نفسه دائماً!!
اكسب الآخرة.. وحافظ على جنتك
بدعوة من أم حنون وأب راضٍ في آخر الليل!!

ص.ب 56951 -الرياض 11564
email:

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved