Wednesday 4th june,2003 11206العدد الاربعاء 4 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إنك الفرح المولود خارج الزمن إنك الفرح المولود خارج الزمن
وسيلة محمود الحلبي

قد تمضي بنا الايام فوق امواج الحياة المتلاطمة ، فوق سفينة تهب عليها الرياح من كل جانب، وامواج البحر تتلاطم بالصخور وتكسرها ولا تعرف اين المراسي التي سوف ترسى عليها، وقد تترك جميع اطواق النجاة، ولا مرسى لنا نرسى عليه لقد تهنا بين امواج الحياة ولا نستطيع ان نتوقف الا في وقت قد حسب لنا، فهل يشعر الانسان بثمن حياته وقيمة عطائه.
لقد اكتشفت ان هناك ما هو اشد من قسوة الغربة انها الوحدة والفراق، ولحظة الوداع، والعيش بعيداً عن الاهل والاحباب. انه السكوت حين ينبغي ان نتكلم، والبعد عندما نريد الاقتراب والتغاضي حينما يجب ان ينفجر فينا بركان القلب والآلام.
ومنذ رأيتك بدأت تدخل في ثنايا ضلوعي اشراقة الفجر وبزوغه رويداً رويداً حتى احسست بثورة تعتري قناعاتي ومفاهيمي وتدفعني نحو الافضل والاجمل والارق.
وبدأت احس بارهاق مشاعري ضد الدمامة والقبح وبدأت باستيعاب الجمال بشكل ادق فنضجت من خلالك فلسفتي للحياة والكون والكائنات وبدأت من خلالك امقت الماضي الهواتي الذي كنت اتخبط فيه.
منذ خُلِقْتُ «يا ولدي» وعيوني مملوءة بالدموع وسنواتي مملوءة بالاحزان، فقد باتت الدمعة قيثارة تعزف عليها عيوني لحن الشقاء.. واصبحت آهاتي لحناً اعتادت عليه مرغمة ضلوعي اليائسة ولقد كتب على صفحة قدري ان اشقى، واي شيء في هذا الكون لابد يشقيني سوى عينيك «بني» فهما ثانية ابتسامة بعد عمر من البكاء.
«بني» ان الثانية التي لا يطعن القدر بها قلبي هي فقط امام عينيك البريئتين فأنت كالانتفاضة غيرت مجرى حياتي احساس غريب اشعر به كلما احتضنك الى صدري وعلمتك معاني الحياة واعطيتك من دروسها.
«بني» اعلم ان كلماتي بائسة ولكنني اكتبها لتقترب من عالمك الداخلي البريء فالصمت المنتحب يفتت كياني، والالحان الرتيبة تمضغني ثم ترميني فأتوجع من اجلك.. واخصك بالعطاء والحنان دون غيرك لأنك الصغير.. ولانهم كبروا وتركوني وحيدة.. لذلك تراني احترق ببطء شديد وانكسر ببطء اشد.
«بني» انت الآن الحقيقة الوحيدة في حياتي، وانك أكثر اتساعاً كعرض البحر، وتدفقاً كاندفاع النهر واريدك شامخا كقمة الجبل.
انك «بني» في خريف عمري اغرقتني في بحارك وسكنت اوردتي الدموية، وانبت زنابق العشق في نفسي، ونثرت فيَّ الهمسة بدلا من الآهة..
فأنت «بني» ذاك الفرح المولود خارج الزمن المسكوب من حزن التجربة والاكتشاف فأنت تنمو مع الايام وتكبر.. وتنمو مع الايام أيضا داخل قلبي وروحي.
لقد اتيت الى بيادري وجعلتني اجتاز امواج الوحدة، وهدمت جدار القحط، فباحساسي فيك عبرت الحصار، واجتزت نقطة تفتيش الحزن.
انك فردوس حياتي، وانا دوما ريشتك التي تنقش لك اجمل الالوان.
لحظة صدق:
انني اعطيك حباً
ما ترقبت العطاء
قد سقينا الحب عشقاً
ما سقيناه بماء
وزعنا الكون زهراً
من ازاهير الحياء
ان قلبي يتوسل
متى.. «بُنيّ» .. متى
تُسمعني ردّ النداء!!
لحظة عطاء:
«بُنيّ»..
احملك كأنثى الكنغر في بطني
واقفز بك من شجرة الى شجرة
من رابية الى رابية
من قارة إلى قارة
احملك تسعة اشهر.
تسعون شهراً..
تسعون عاماً..
وأخاف ان ألدك حتى لا تضيع مني في الغابة..؟

تليفاكس 2317743
ص.ب 40799 - الرياض 11511

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved