* كولورادو - عبدالله بن ربيعان:
يواجه أكثر من 125 مليون نسمة في البلدان النامية وخصوصا البرازيل وإثيوبيا وأوغندا وجمهورية توجو مخاطر جمة في انخفاض مستوى معيشتهم بعد أن تدنت أسعار القهوة في الأسواق العالمية لأدنى مستوياتها هذا العام.
ففي تقرير عن منظمة الدول المصدرة للقهوة ذكر أن معظم أفراد الدولة المذكورة يواجه خطراً حقيقياً بعد أن انخفضت الأسعار لأدنى مستوى تشهده منذ 30 عاما «ومنذ مئة عام في السعر الحقيقي بعد استبعاد أثر التضخم» مما جعل الكثير من مزارعي تلك الدول يتوقف نهائياً عن الزراعة لأن الأسعار لم تعد تغطي التكلفة.
المنظمة التي أنشئت في عام 1963م بغرض الحفاظ على الأسعار المعتدلة والجودة العالية للمنتج، دعت البنك الدولي للتدخل لمناقشة الوضع المتدني لمزارعي القهوة مع الدول الغنية والهيئات غير الحكومية لإيجاد حل يساعد على تلافي أزمة سيواجهها العالم بمجمله إذا ما توقف المزارعون عن الإنتاج كلياً.
الأسعار التي انحدرت لأدنى مستوياتها في السوق العالمية حيث بلغت 52 سنتاً أمريكياً للرطل «POUND» الواحد في شهر مايو الحالي علماً بأن متوسط السعر كان يبلغ ما بين 110 إلى 120 سنتاً للرطل الواحد منذ بداية التسعينات وحتى عام 2000م تقريباً في حين كان أيضاً يقدر العائد الإجمالي لهذا المنتج ما بين 10 إلى 12 بليون دولار سنوياً ولكنه انخفض مع هذه الأزمة إلى ما يقدر بـ5 بلايين دولار فقط، وهذا ما جعل البنك الدولي يتدخل لعرض الأمر على الدول الغنية حيث سيناقش الوضع في اجتماع الثماني الغنية G-8 في مستهل شهر يونيو المقبل لإيجاد حل لهذا المنتج الحيوي الهام في كافة أنحاء العالم.
المشكلة الحقيقية نشأت عن عدم التوازن في سوق العرض والطلب حيث زاد العرض في السنتين الأخيرتين 2001/2002م بمعدل 6 ،3% في حين زاد الطلب العالمي بنسبة 5 ،1% فقط، وهذا ما جعل الدول المصدرة للقهوة تلجأ لطلب التدخل من البنك الدولي حيث ستؤثر الأسعار الحالية على مستوى الناتج القومي لتلك البلدان إذا ما عرفنا أن أوغندا على سبيل المثال تعتمد على صادرات القهوة بما يعادل نصف ناتجها القومي، وما لم تحل تلك الأزمة فمن المنتظر أن تواجه أسعار القهوة في السنوات القليلة القادمة ارتفاعات حادة ومستمرة نتيجة توقف عدد من المزارعين عن الإنتاج مما يقلل العرض ويرفع أسعار هذا المنتج.
| 
