Friday 6th june,2003 11208العدد الجمعة 6 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إنهم المحرومون..! إنهم المحرومون..!
صالح الفالح

تناول الزميل عبد الله الكثيري مبدع ومهندس «شواطىء» في زاويته الاسبوع الماضي موضوعا كان في نفسي وحكاية كانت على البال في الكتابة عنها.. حينما تعجب ولا غرابة من شخص كان قد شاهده امامه يراجع البنك.. ذي ثياب رثة وهيئة توحي بأنه مسكين يحتاج للعون والمساعدة.. لكنه اكتشف اخيرا انه من اصحاب الارصدة واصحاب الملايين وربما البلايين لاندري!؟ وذلك عندما سحب هذا الشخص الرث الثياب مبلغ وقدره «70 مليون ريال» فقط لاغير من البنك «المظاهر لا تدل على المخابر».
وهنا اقول للزميل الكثيري ما اكثر مثل هؤلاء الفئة لو تعدهم ولكنهم «محرومون» حرموا انفسهم من هذا الخير الوفير من سعة الرزق الذي وهبه الله لهم.
كما حرموا غيرهم من ابنائهم والاقربين من هذا الغني ان يصلهم شيئا مذكورا وحتى من ريحته..!!
ان مثل هؤلاء للأسف قد جعلوا من البخل والشح شعارهم والكرم والانفاق عدوهم اللدود..
«يحبون المال حبا جما» .. ويبدو ان «اشعب» لا يزال حيا بين ظهرانينا!!
وعندما قرأت المقال تذكرت احدهم من فئة «اشعب» في العقد السادس من عمره عندما زارنا بالجريدة ذات صباح وقابلني يطلب خدمة ان ينشر مقالا له عن شكوى تجاه قطاع خدمي معين.. وكان مظهره اشعث اغبر ورث الثياب ذا هيئة تدعو الى الشفقة وينتظر الصدقة وملفت للانظار تنبعث منه رائحة منتنة «تصقع الطير» وتزكم الانوف!! فأرسلته على الفور الى القسم المعني بنشر مثل هذه المقالات.. وما ان ذهب حتى رجع ادراجه الي راغبا بتصوير مقاله الذي كتبه على ورق من دفتر (ابو عشرين).
كان قد وضعه في جيبه من شدة حرصه.. فأخرجه مع مجموعة من الاوراق التي قد علقت بجيبه من كثرتها.
فسألته ما هذه الاوراق كلها مقالات.. ما شاء الله.
فرد علي وهو يصفصفها بحرص واهتمام وعناية شديدة للغاية لاعادتها الى «ملفها» عفوا الى جيبه مرة اخرى الذي مال طرفه الى السواد.. قائلا هذه يا وليدي رأس المال شوية مساهمات!! «كل هذه الاوراق وشويه مساهمات».
وهنا لم اصدق ما رأيته.. عندها قلت في نفسي لا بارك الله في مال جلب هذا الشح والبخل والحرمان لهذا الرجل ومن على شاكلته «تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم» وكفى.
* شاطى: ان الله يحب ان يرى اثر نعمته على عبده
* مرفأ: وأمّا بنعمة ربك فحدث

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved