Friday 6th june,2003 11208العدد الجمعة 6 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قصة يرويها محمد المصارع: قصة يرويها محمد المصارع:
هذا ما حدث في مستشفى حائل

  * حائل - محمد المصارع:
ما سأرويه لكم من خلال «شواطئ» هو عبارة عن مذكرات مريضة تم تنويمها في مستشفى الملك خالد بحائل لمدة 12 يوماً فقط.. قامت خلالها بإجراء عملية جراحية بسيطة.. لكن هذه المدة تخللها احداث وحوادث سأرويها لكم وستدهشكم كما لم يدهشكم شيء من قبل!! حتى «الصراصير» التي تطرقت لها الكاتبة والشاعرة المتألقة تذكار الخثلان في مجمع الرياض الطبي «الشميسي» على صفحات «شواطئ» في الاسبوع الماضي.. والتي قادتني لايجاد مدخل موضوعي لما سأرويه لكم من مذكرات المريضة التي هي «زوجتي».. ولم تكن زوجتي لما صدقتها في «كل» ما قالته أبداً.. بالرغم من أنها ذكرت الساعة واليوم والتاريخ.. وسأوجز لكم ذلك.. ولكم أيضاً ان تصدقوا أو لا تصدقوا.. المهم ان معالي الدكتور حمد المانع يصدق ما جرى!!
في البداية قالت زوجتي: تم وضعي في غرفة سعة خمسة أسرَّة.. لكن الغرفة مليئة بثلاث عشرة مريضة!! والمنظر كان اشبه بعلبة سردين أو فن دجاج او ما شابه ذلك.. واحسب ان هذه الوضعية كانت هي الاسوأ التي ستواجهني في الغرفة 26 من قسم الارحام بالمستشفى يوم الثلاثاء الموافق 20/2/1424هـ.
* في اليوم التالي وضعت في زاوية الغرفة بدلاً من الممر!! وهذا أفضل بطبيعة الحال مما اوجد شعوراً بالارتياح لدرجة أنني لم أعر اهتماماً ل«الصراصير» التي كانت تسرح وتمرح في الغرفة - وهذه والله انني قد رأيتها - وقد قضيت بعض وقت الزيارة المخصص للتدرب في كيفية القضاء عليها بالجزمة تارة.. وبما يقع في يدي تارة اخرى، ومن فرط الحماس كدت «اسحب العقال»، لكن زوجتي قالت ان الامر لا يستحق «فسخ» العقال فقد تعودنا عليها - نحن المريضات - في هذه الغرفة.
* «بلقافة» زوار المستشفيات فتحت ثلاجة الغرفة فوجدت فيها مشروبات واطعمة «متعفنة» فيما وجدت بعض الأطعمة منتهية الصلاحية منذ خمسة اشهر!! وهذا ما شاهدته بنفسي.. مع ان زوجتي تقول ان هناك مفتشات وممرضات وعاملات نظافة ومع ذلك لم تكلف إحداهن النظر الى محتوى الثلاجة.
* مستوى النظافة سيئ جداً.. إلا ان خبر قدوم المفتشات يشعر الممرضات «السعوديات» ومعهن عاملات النظافة بشيء من الرهبة مما يضطرهن الى تنظيف الغرفة بسرعة عاجلة مع «رش» ملطف الهواء للظهور أمام المفتشات بالمظهر اللائق ولإشعارهن بأن «كل شيء تمام»!!
* ملائكة الرحمة السعوديات «الممرضات» يعاملن المريضات بشيء من الفوقية تارة.. وبشيء من الاحتقار تارة أخرى مع الأسف الشديد!!
فالممرضة يستحيل ان تضع ميزان الحرارة - مثلاً - في فم المريضة ومستحيل ان تنزعه.. فهي تقدمه بالسبابة والإبهام وتترك للمريضة وضعه في فمها وتأمرها بنزعة بعد الانتهاء.. وكذلك الامر بالنسبة للدواء فهي تعطيه للمريضة وتترك لها حرية تناوله!!.
* عاملات النظافة لا يمكن.. ولاحظوا.. لا يمكن ان يقمن بعمليات تنظيف الغرفة او دورات المياه ما لم يكن هناك «حافز» من المريضات او من المفتشات ودورات المياه متسخة والسيفون معطل وتحتاج الى تنظيف مستمر.. لكن شيئاً من ذلك لا يحدث إلا بالحوافز!!
* من المآخذ الأخرى على الممرضات «السعوديات» أيضاً.. اللامبالاة ويتجسد ذلك في العمد الى اقفال «جرس» النداء الموجود عند كل مريضة بعد الساعة 12 ليلاً وترك القسم والتفرغ لزيارة الأقسام الأخرى وطلب المأكولات والاطعمة من محلات الوجبات السريعة التي تعتبر أكثر تعداداً من النساء في حائل!! فلا يمكن ان تجد المريضة من يلتفت لها بعد الساعة 12 مساءً!!.. كما هؤلاء «الملائكة السعوديات» يطلبن من المريضة القادمة من العمليات وهي في نصف وعيها من «البنج» ان تقفز فوراً من السرير المتحرك الى سريرها في الغرفة دون ابداء مساعدة بالرغم من العملية والآلام والبنج!
* الطعام بوجباته الثلاث اكثر من سيئ فهو «باكت» وبارد جداً.. وقد قدمت لي زوجتي سمكة مقلية من غدائها فاعتقدت للوهلة الأولى بأنها «احفورة» او تحفة محتطة!! بالرغم من حاجة مريضات «الأرحام» الى طعام ثقيل وساخن وطازج.. هكذا اعتقد!!.
حوداث متفرقة ومرعبة!!
الحادثة الأولى
حصلت هذه الحادثة لزوجتي التي قالت: في الساعة 9 صباحا السبت الموافق 24/2/1424هـ تم وضعي على السرير المخصص للعمليات الجراحية ووضعوا في يد مقياس الضغط فيما وضعوا باليد الأخرى «المغذي».. وعندها جاء طبيب التخدير «كثير الكلام» وقام بتناول حقنة صغيرة اشبه ما تكون بحقن الانسولين.. ثم وخزها في المغذي وهم بتفريغها.. وهنا.. صاح زميله الطبيب.. لا.. لا.. لا «مش هاي»!! ثم رد عليه «الثرثار» اياه: صحيح «مش هاي».. ثم اعاد الحقنة وجاء بأخرى.. ولا تتخيل شعوري لحظتها! وقبل ان ادخل عالم «البنج» وفي جزء من الثانية سألت نفسي: ما هي تلك الحقنة؟ ولماذا صاح به زميله؟! ثم «رحت» في عالم البنج!!
الحادثة الثانية
في الساعة 11 - 12 ليلاً من مساء الثلاثاء الموافق 27/2/1424هـ وفي الغرفة نفسها «26» من قسم الارحام.. دخلت احدى المريضات وكانت في حالة مخاض مبكر.. واشتد عليها ألم المخاض كثيراًمما جعلها تصرخ لطلب النجدة ولكن لا حياة لمن تنادي فالوقت الآن 12 ليلا وهذا وقت مستقطع لملائكة الرحمة!! هرعنا نحن المريضات - بالرغم من آلامنا - لطلب النجدة من الدكتور «النائم» عفواً «المناوب» وكذلك «لاستجداء» عطف الممرضات.. لكن دون جدوى!! اخذ الألم يشتد على المسكينة فقامت احدى المسنات بإمساك رأسها وبحكم خبرة «العجوز» علمت بأنها «ستلد» حتماً وكانت المفاجأة!! قامت المرأة المسكينة بإمساك اقدام الجنين وانتزعته من احشائها هكذا.. في اغرب واعجب منظر اقشعر له بدني.. لقد قامت المسكينة «بتوليد» نفسها بنفسها.. اقسم لكم بالله ان ذلك ما حدث أمامي!! هكذا تصف «زوجتي» الحادثة.. وتواصل بالتأكيد على ان ما حدث بعد ذلك كان ادهى وأمر.. اذ هرعت «ملائكة الرحمة» يعلو وجوههن الصراخ.. اتدرون لماذا؟! لأن السرير اتسخ!!
فقط لأن السرير اتسخ وهو غير مهيأ للولادة.. والمريضة «المسكينة» بفعلها ذلك تكون قد جاوزت حدود اللباقة!!
الحادثة الثالثة
في يوم الجمعة الموافق 1/3/1424هـ وفي جولة الطبيب «المناوب» المعتادة وهو «الدكتور/.......» تحتفظ الجزيرة باسمه، ومعه احدى الممرضات واثناء تفقده للملفات اشار الى ان المريضة «فلانة» ستخرج اليوم وتفاجأت المريضة واكدت للطبيب بأنها دخلت المستشفى أمس فقط ولم يقم احد بفحصها او الاشراف على علاجها فكيف ستخرج ولماذا؟! ووسط اصرار «الطرفين» عاد الطبيب واخذ يصرخ «هناك لخبطة بالاسماء» لماذا.. لماذا؟! نعم، لقد قامت الممرضة بكتابة اسم المريضة باللغة الانجليزية مع خطأ بالتهجئة «السبيلنغ» فأصبح اسم المريضة اسماً لمريضة أخرى.. تصوروا ذلك.. وهنا قفل الطبيب - الذي لم يكن ذنبه- راجعاً وهو يردد: اكتبوا الاسماء بالعربي اذا «ما تعرفوا» انجليزي!!
خلاصة
ما ذكرته «زوجتي» سابقاً من نقاط وحوادث اقسمت بالله بأن حرفاً واحداً لم يزد عما حصل خلال 12 يوماً.. فماذا حصل في هذا المستشفى خلال أكثر من عشرين عاماً!! وهذا في قسم واحد صغير.. فكيف بالأقسام الأخرى.. ثم ان ذلك يحدث في «أهم» الأقسام.. وهو «الأرحام» الذي ترقد فيه امي وامك وزوجتي وزوجتك واختي واختك وابنتي وابنتك اذا كان هذا ما يحصل مع الأمهات اللائي وضعت الجنة تحت اقدامهن فتلك والله كارثة كبيرة.
عموماً اتمنى ان تجد هذه «الملاحظات» صدى طيباً خاصة وان اهالي حائل جميعاً ينتظرون افتتاح مستشفى الولادة والنساء بحائل ومعه ينتظرون الفرج من الله ثم من اهتمام ورعاية سمو أمير المنطقة وسمو نائبه - حفظهم الله - ومن ابي عبدالله تحديداً وهو معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع.. الذي سن سنة حسنة بالزيارات التفتيشية المفاجأة، متمنياً على معاليه ألا يركن الى المكتب وان يستمع الى الاصوات الأخرى البائسة التي لم تستطع المشاركة بإعلان «إعلامي» ترحيبي بمعاليه على الرغم من جدارتها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved