إذا لم يكن محمد عبده «فنان العرب» فمن يكون فنان العرب؟!

أضحكني كثيراً ما خطه قلم الأخ سعد البدنة في صحيفة الجزيرة يوم الجمعة الموافق 29/3/1424هـ رقم 11201 بعنوان «محمد ليس مطرب العرب»؟
فالحقيقة ان مغزى هذا الاخ معروف ولكن احببت الرد عليه لإيضاح امور يجهلها كثيرا وان ابين له مدى فداحة ما وقع به بدسه السم بالعسل لينكشف المستور.
من الجهل ان تخوض في امور ليس لك بها ناقة ولا جمل ومن الجهل المركب ان تتلاعب بتواريخ وحقائق لا تعلم عنها شيئاً.
فالنقد يبنى علي أساسيات وقواعد معروفة وليس تعليقات ليس لها أي صلة بالنقد البناء فأنت في واد والنقد في واد آخر، ان كان من المفروض كما قلت ان يلقب فنان العرب «بمغني نجد» لانه يغني بالنبطي فأنت لا تفهم معنى الشعر النبطي الذي تهافت له الفنانون الذين ذكرتهم وعلى رأسهم أم كلثوم.
أما تحججك بأنه لا يغني اللغة العربية فكان من المفترض قبل ان تنتقد تكون ملما بتاريخ من تنتقده وعذري انك اصغر بكثير مما نتوقعه فأين انت من «مالي اراها لا ترد سلامي - بلبلي الصداح - ضناني الشوق - انشودة المطر - أيها الشاكي - عروس الروض - عذبة انتي - بات ساهي الطرف - ذكراك» وغيرها الكثير لكن للأسف انك تجادل فيما لا تفهم به.
أما هجومك على الشعر النبطي فللأسف ان ذائقتك الفنية ضعيفة جدا فتربع الاغنية السعودية على القمة العربية كان نتاج هذا النوع الشعري الذي برع فيه الكثير فتهاتف عليه جميع الفنانين الكبير قبل الصغير من غير استثناء.
فهل ام كلثوم وعبدالحليم وسعاد محمد وغيرهم لا يفهمون؟ وانت الوحيد الذي يفهم؟ وكيف حكمت على هذا النوع من الشعر؟ فأوكد لك جازما بأنك لا تفقه حتى في أبجديات الشعر.
وقد اسقطت اسم عبدالحليم من كتابتك - عمدا - لانه سيكشف مخططك وهو من العمالقة ويغني الشعر الذي يفهمه اهل الكنانة فهل نحن لا نفهم ايضاً؟
أما الألحان والارتام فللأسف فأنت تخوض فيما تجهله فسعاد محمد التي وصفتها بأنها إحدى العملاقات فقد تعاونت كثيرا مع الملحن السعودي الكبير جيمل محمود ومطربنا الكبير محمد عبده اتحفنا كثيرا بروائعه اللحنية وروائع افضل الملحنين في العالم العربي كطارق عبدالحكيم وعمر كدرس وسامي احسان وسراج عمر وعبدالرب ادريس فهل هؤلاء ألحانهم هابطة ام انك تملك حساً آخر لا يملكه غيرك؟
أما شهرة فنان العرب فقد تعدت الآفاق وأغانيه تتردد وبالشعر النبطي الذي اقلق مضجعك كالرسائل - والمعازيم - ولنا الله- ومركب الهند - وخاصمت عيني - وآخرها اعترف لك - وبنت النوم.
وقد تغنى الكثير من الفنانين بأغاني محمد عبده وألحانه بسبب فرط اعجابهم بالكلمات والألحان كالمطرب العملاق الذي ذكرته صباح فخري بأغنية إبعاد الشهيرة وغيره من الفنانين.
بقي ان اهمس بأذنك بأن سر بقاء فنان العرب وتميزه عن غيره هو غناؤه جميع أنواع الشعر والألحان والمقامات واللهجات حتى وصل للجميع بدون استئذان فهو فنان جميع الطبقات فكان لقب «فنان العرب» ملكاً له وحده.
وبهذا أردت ان أوضح لك ما لم تره عيناك ولم تسمعه اذناك أيها الناقد.