Friday 6th june,2003 11208العدد الجمعة 6 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«العلوج» قليلة في حقهم «العلوج» قليلة في حقهم

استثارني مقال الزميل المبدع عبدالله الكثيري حول علوج المال وهم تلك الفئة المريضة التي تكتنز المال حتى الممات لا يستفاد منهم بشيء فهم يجمعونه للورثة بدليل ملابسهم الرثة وسياراتهم الصدئة ومأكلهم الكلسترولي الخالي من أي قيمة غذائية ليتناسب وقيمتهم الاجتماعية.. فعلاً يالكثيري فكلمة العلوج ليست كثيرة بحق هؤلاء!! فأيا كان معنى كلمة العلوج والتي خدمنا بها الصحاف وأعادنا الى قواميس اللغة فإنها قليلة بشأن تلك الفئة التي والله لا ننتقدهم من باب الحقد الطبقي - لا والله - ولكن من باب النصيحة لأخينا المسلم.. فهؤلاء العلوج لا يقاس الزمن عندهم إلا بما يكسبون من ريالات ودراهم، ونسوا أن متعة المال في انفاقه وليس في جمعه، هؤلاء نسوا ان بعض أولادهم وبناتهم - والعياذ بالله - يدعون عليهم ليل نهار بل ويتمنون موتهم في أقرب فرصة لأنهم حرموهم ملذات الدنيا ومباهجها، والأموال في أيديهم تروح وتغتدي.
أيها العلوج الكرام، لسنا بصدد نصيحتكم رأفة بكم لأنكم لم ترأفوا بأنفسكم أصلاً، ولكن من باب التكافل والترابط الاجتماعي.. فكم من موسر يستطيع ان يفتح منازل ويصرف عليها، وكم من غني يستطيع توظيف هؤلاء الشباب المبعثرين في الطرقات.. وكم.. وكم..
اتقوا الله في أموالكم أيها العلوج فسجلات الجمعيات الخيرية خالية من أسمائكم - إلا من رحم الله منكم وهم قليل للأسف - أنسيتم أن في أموالكم حقا للمعلوم للسائل والمحروم؟!!
أحد هؤلاء العلوج كان يتسول يومه مع ليله، وكان يتطفل على موائد الكرماء في رمضان وغيره فلما وافاه الأجل المحتوم.. توقعوا ماذا وجدوا في منزله الخرب؟!
ملايين الريالات!! نعم ملايين.. بالله عليكم من المحروم الآن؟!!
أيها العلوج ناموا في مخادعكم وأنتم مرتاحون فلدينا من الكنوز والله عليم بها، أما أنتم فلو كان لكم واديان من ذهب لتمنيتم ثالثاًً..
بقي ان أقول ان الكنز الذي نتملكه نحن الذين لم نصبح من فئة العلوج بعد هو القناعة! هذا الكنز الذي لم يذوقوا طعمه يوما واحداً، فالسعادة ليست ملايين العقارات بما تجره من ويلات وقلق وأمراض، خذوا درساً من تلك الفقيرة التي أخذها زوجها حيث القصور فسمعها تقول:
«ولبس عباءة وتقر عيني
أحب إليَّ من لبس الشفوفِ»
ثم أعادها الى ذلك البيت الذي تخفق الأرياح فيه، لعلمه ان السعادة الحقيقية هي في القناعة.

منيف خضر /رفحاء

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved