Thursday 26th june,2003 11228العدد الخميس 26 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في الاقتصاد في الاقتصاد
مراكز التسوق الكبرى
د. سامي الغمري

في عصر مراكز التسوق الكبرى، أصبح التسوق نشاطاً ترفيهياً محبباً لكثير من الناس لما تقدمه لهم المراكز من طرق تصميم حديثة تجمع بين متعة التسوق وجاذبية عرض السلع في واجهات محلاتها. وبازدياد واشتداد المنافسة بين المراكز المتزايدة عدديا وسنوياً، صار التسوق لا يشغل فكر المستهلكين فحسب، بل هو الشغل الشاغل لكل من الشركات المحلية والعالمية والمستثمر على حد سواء. فالمستثمرون على المراكز، من جانب لم يعودوا يهتمون ذاك الاهتمام السابق المتعلق بالفوارق المحلية في الأذواق او بالفوارق المالية للافراد، وغدا جل همهم منصبا على شغر المحلات وشغلها بماركات وعلامات مشهورة لكبرى الشركات العالمية المتخصصة في المأكولات او المشروبات او الملابس او غيرها، ورغم ان احلام الحياة المرفهة تحققت لدى معظم سكان المملكة الغالية إلا ان قليلاً من الناس لظروفهم لم تزل لا تتوفرلديهم قدرة الشراء ولا يمكون المال اللازم للتسوق فيها، مستفيدن في التردد على المراكز بمشاهدة الجديد وقضاء الوقت في لهو اطفالهم بالألعاب المتوافرة لبعض المراكز التجارية.
وهنا فإن المراكز التجارية تمثل خدمة اجتماعية ايجابية لما تقدمه للناس من منتجات وسلع ولما تقوم به من تعامل جيد مع زوارها.
وتشير الاحصائيات ان أكثر من 75% من القوة الشرائية تتركز في المدن الكبري للمملكة مثل الرياض وجدة ومكة المكرمة والخبر والدمام وبقي جزء بسيط في القرى والهجر المحيطة بمدنها. وكان لهذا التركز ان تنافست الشركات الكبرى المحلية والعالمية على المدن السكانية للوصول الى القادرين على الشراء عاملة على توحيد صور الاستهلاك عبر المملكة خلال العقدين الماضيين.
وأصبح أكثر من ثلثي سكان المملكة يرغبون في الربط بين المنتجات المبهرة التي يشاهدونها في المركز وفي أجهزة الإعلام المحلية والفضائية وبين حياتهم الشخصية وحاجاتهم الضرورية اليومية بصرف النظر عن الموقع الجغرافي للمنتج. ومن جانب آخر تقوم بعض الشركات العالمية الموجودة محليا على توزيع منتجاتها دون ان يبدو عليها بوادر الاهتمام بالنتائج الاجتماعية بعيدة المدى لمنتجات شركاتهم، وناظرة الى الحياة العائلية على انها خارج نطاق اهتماماتها وليس لها من قريب أو بعيد شأن في عاداتها وتقاليدها، وكل همها هو تراكم ثروتها المالية. ومثال هذا واضح في سوق الثقافة العالمية الذي يعتبر احدث شبكات التجارة وأوسعها انتشاراً لما ينفقه من ملايين من الدولارات لإغراء عملائه بشراء كل ما يجب عليهم شراؤه من أشرطة وأفلام وموسيقى غربية قد لا تتماشى مع موقع توزيعها وتسويقها، لعل أقوي تفسير لضخامة وارتفاع عدد مستهلكي المنتجات العالمية يكمن في سده للفراغ الذي خلفته المؤسسات التجارية المحلية التقليدية، كما يعكس تغيرات جذرية في الطرق التي اصبح يتعامل بها المواطن.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved