أجرى الحوار: عبدالإله الشريف - محمد العيدروس:
تشارك الإدارة العامة لمكافحة المخدرات اليوم دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي السابع عشر لمكافحة المخدرات وأوضح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أن مشكلة المخدرات تعتبر من أكبر المشكلات التي تعاني منها كافة دول العالم لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والصحية.
وقال سموه في حديث بهذه المناسبة إن العالم عندما اجمع على خطورة هذه الآفة منذ السبعينيات بالذات هبت كافة الدول إلى عقد الاتفاقيات والبروتوكولات للعمل على مكافحة المخدرات.
وفيما يلي نص الحديث:
* صاحب السمو.. هل يمكن القول إن المخدرات ظاهرة في المملكة؟ وما هي الجهود التي بذلت لمكافحتها والحد من انتشارها؟
- في الواقع أن مشكلة المخدرات تعتبر من أكبر المشكلات التي تعاني منها كافة دول العالم لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والصحية، وعندما شعر العالم أجمع بمدى خطورة هذه الآفة منذ السبعينيات بالذات هبت كافة الدول إلى عقد الاتفاقيات والبروتوكولات للعمل على مكافحة المخدرات وسن القوانين والحد من انتشارها والتعاون على أهمية تبادل المعلومات بين الدول.
والمملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - حرصت كل الحرص على مكافحة المخدرات وأصدرت نظاماً في هذا الشأن في عام 1393هـ ثم أصدرت عدة أنظمة وتشريعات كان آخرها صدور فتوى هيئة كبار العلماء المؤيدة من المقام السامي الكريم في 1407هـ القاضي بإعدام مهربي المخدرات والمروج إذا تكرر منه ذلك الفعل.
وهذا النظام وتشكيل اللجنة وإنشاء مستشفيات متخصصة في علاج مرضى إدمان المخدرات وتنفيذ البرامج الوقائية والتوعوية، وكل ذلك يؤكد مدى اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين - أيدها الله - بمحاربة المخدرات.
* المملكة في عقيدتها ودينها وشبابها مستهدفة من قبل تجار المخدرات ومروجي هذه السموم.
سمو الأمير.. كيف يمكن لنا تفعيل محاربة هؤلاء والوقوف حاجزاً منيعاً ضد محاولاتهم؟
- هذا الكلام صحيح بأن المملكة مستهدفة في دينها وشبابها.. ونحن في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وبالتعاون مع العديد من الجهات نبذل قصارى جهودنا في تكثيف برامج التوعية من خلال إلقاء المحاضرات وإقامة المعارض التوعوية وعقد الندوات والدورات العالمية في عموم مناطق المملكة وطباعة وتوزيع المطبوعات والملصقات.
إن الخطط والبرامج التي تقوم بها اللجنة في التوعية التي تعتمد على غرس المفاهيم الدينية هي الأساس في تثقيف الشباب وتحصينهم ضد تعاطي المخدرات مما ساهم ذلك كثيراً في خفض الطلب وتقليل العرض من قبل أولئك المروجين لتلك السموم، إضافة إلى جهود رجل الأمن في مكافحة المخدرات وتطبيق العقوبات الشرعية بحق مهربي ومروجي المخدرات.
* حصلت المملكة عبر وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات على جوائز عالمية رفيعة في المكافحة والعلاج، ما هي رؤية سموكم لما تحقق، وكيف يمكن لنا المحافظة على هذه المكتسبات؟
- لا شك أن المملكة العربية السعودية بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده حفظهما الله تبذل جاهدة على محاربة المخدرات بكل أنواعها وأصنافها على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية ونتيجة لهذه الجهود حصلت خلال السنوات الأربع الماضية على ثلاث جوائز دولية وعربية، الأولى حصول جهاز مكافحة المخدرات في المملكة كقوة ثالثة على مستوى العالم في مجال مكافحة المخدرات، والثانية حصول جهاز المكافحة كأفضل جهاز عربي في أعمال المداهمة وتمرير المعلومات، والجائزة الثالثة حصول اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات كأفضل جهاز وقائي إرشادي ضد آفة المخدرات.
إن هذه الجوائز التي حصلت عليها اللجنة الوطنية والإدارة العامة لمكافحة المخدرات لم تأت إلا بعد جهود مضنية وطويلة في مجال محاربة المخدرات وإعداد وتنفيذ البرامج الثقافية الهادفة إلى وقاية المجتمع من أدران تلك السموم، وعلينا جميعاً كمسؤولين وإعلاميين وتربويين ومواطنين أن نستمر في هذه الجهود ونوجد قنوات ووسائل جديدة للاستفادة منها في برامج التوعية لتكون أفضل وأقوى وأكثر تأثيراً لتحصين الشباب من تلك الآفة.
* يقترح الكثيرون - سمو الأمير - أن تبادر اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات التي تتشرف برئاسة سموكم الكريم بإنشاء صندوق خيري لضباط وأفراد الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الذين يستشهدون وهم يؤدون أعمال مكافحة المخدرات، إلى أي مدى يمكن تحقيق ذلك؟
- الخطط المستقبلية للجنة الوطنية عديدة، وهذا الاقتراح أرى أن يدرس عن طريق اللجنة بحيث يشمل مساعدة المتعاقدين ضد الإدمان وأسرهم وتمويل الدراسات والأبحاث المتعلقة بمشكلة الإدمان.
* سمو الأمير.. مجلة (المكافحة) هي مجلة متخصصة في مجال مكافحة المخدرات.. هل يرى سموكم أنها حققت أهدافها؟ وما هي التطورات التي عملت لها؟
- في واقع الأمر أن الهدف من إصدار مجلة (المكافحة) هو زيادة الوعي الثقافي لدى المواطن والمقيم بأضرار المخدرات واستفادة الباحثين والدارسين مما ينشر فيها من مواضيع وتقارير حول مشكلة المخدرات في العالم.
ومنذ إصدا هذه المجلة في عام 1415هـ - 1994م فقد حققت المجلة الكثير من أهدافها وحالياً توزع كمية منها على الأجهزة الأمنية في الدول العربية.. كما أنه لدينا تعاون مع الخطوط السعودية بتوزيع أكثر من ثلاثة آلاف نسخة على الرحلات الدولية وتوزع الكميات الأخرى على طلاب المدارس والقطاعات العسكرية وعند إقامة المعارض أثناء المناسبات الوطنية بهدف توعية الشباب من أخطار المخدرات المحدقة بهم.
وأود الإشارة هنا إلى أن المطلع على هذا العدد سيجد التغيير والتطوير للمجلة بدءاً من التشكيل للهيئة الاستشارية وهيئة التحرير إلِى النواحي الفنية.. وإن شاء الله نتمنى للمجلة أن تحقق الأهداف المنشودة منها بإذن الله.
* تشارك المملكة - سمو الأمير - نظيراتها في المجتمع الدولي باليوم العالمي لمكافحة المخدرات الموافق 26 يونيو من كل عام.. ما هي كلمتكم بهذه المناسبة؟
- منذ صدور قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة أثناء انعقاد اجتماعها في فيينا عام 1978م بأن يكون اليوم السادس والعشرون من شهر يونيو من كل عام يوماً دولياً لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والمؤثرات العقلية والمملكة تشارك بشكل قوي وفعال في هذا اليوم من خلال العديد من البرامج التوعوية والإعلامية بهدف التوعية بأخطار المخدرات.. وهذا اليوم العالمي السابع عشر يوافق هذا العام يوم الخميس 26 ربيع الآخر 1424هـ وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين من خطر آفة المخدرات وأن يقي أبناءنا وبناتنا شرورها..
وأناشد في هذه المناسبة رجال الفكر والأدب والتربية والإعلام بالتركيز على هذه المشكلة وعليهم تقع مسؤولية توعيتهم من خلال الوسائل الإعلامية بطريقة موضوعية بعيدة عن المبالغة لتحصينهم من الوقوع فيها والحد من انتشارها بين صفوف الشباب.
الأمير سلطان بن فهد
حكومة خادم الحرمين تبذل جهوداً مستمرة لمحاربة المخدرات محلياً وإقليمياً ودولياً
| 
