Thursday 26th june,2003 11228العدد الخميس 26 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الإرهاب.. ليس عقلاً!! الإرهاب.. ليس عقلاً!!
عبدالله بن سالم الحميد

كاد الخبراء والمحللون والمنظرون والعقلاء أن يجمعوا على أن أولئك الإرهابيين الذين ينشرون الذعر والقلق، والتفجير والغدر، والعنف، وسفك الدماء، وتخريب العمران، وهناك حرمة الإنسان وإهدار كرامته.. إنما يرتكبون تلك الأعمال الإرهابية دون تفكير إلا في التخريب.. ودون عقل يحكم تصرفاتهم!!
وإنني أتساءل بعد ذلك الاعتقاد: لماذا؟ وما هي المكاسب والنتائج؟ وكيف؟!
ويتساءل معي الكثيرون.. وهم يطرحون أشتاتاً من المبررات التي ينطلق منها أولئك «المفسدون في الأرض» بأنهم - على الرغم من اختلاف توجهاتهم - إلى تحقيق «الديموقراطية» ونشر العدالة والمساواة حسب مزاعمهم.. والزعم - كما هو معلوم - مطية الكذب!! إنهم يحاولون القضاء على جذور «البيروقراطية» لتيسير رغباتهم وطموحاتهم وتلك الطموحات والآمال في حاجة إلى ألوان من التضحية والفداء كما يعتقدون!! ثم ما هي النتيجة التي خلفها العنف بصوره الإرهابية؟! لا بد أن تتحذ إجراءات أمنية - واحتياطات مسكونة باليقظة والحذر.. تتداخل معها وخلالها اعتبارات الدقة والحزم التي قد تصل في تراكمها إلى حالات التعقيد وتراكمات البيروقراطية التي يزعم «المخربون» أن من أهدافهم التخلص منها بأساليبهم الإجرامية الفجة!!
إن من الأساليب الحضارية الراقية: الجدل والحوار وطرح الآراء والقناعات.. فلماذا لا يجنح «الإرهابيون» إلى تمثل هذه الأساليب بدلاً من توجههم إلى العمليات الانتحارية التي تفتك بالأبرياء.. ويذهبون - هم ضحية التهور والعنف والفساد؟! وبعد تحقيق أغراضهم الإفسادية التخريبية.. يتساءل العقلاء: ماذا استفاد هؤلاء الحمقى من زعزعة الأمن وغرس الذعر والخوف في النفوس الآمنة المطمئنة؟! وماذا يستفيدون مستقبلاً سوى السلبية واللعنة والسقوط؟!
وبعد وصول أولئك «المفسدين» إلى نجاح عملياتهم الإرهابية التي تدل على التخطيط والإصرار والترصد المنبثقة من النية السيئة وتراكم الحقد والإجرام المتمكنين من نفوسهم.. وتعمد التنفيذ للجريمة المنظمة.. نتساءل كيف تنطلق هذه الأعمال من عقول مدبرة لهذه الجريمة التدميرية الخطيرة؟!
وبالمقابل يستغرب العقلاء اندفاع أولئك الحمقى إلى قتل نفوسهم لتحقيق رغبة زعمائهم الإرهابيين وإرضاء معتقدهم الخاطئ المسكون بالغباء!!
وقد قرأت عدداً من المقالات إثر حادثات التفجير الذي حدث في الرياض فلحظت تكرر عبارات الانتقاد والتنديد العاطفيين دون إيراد تصور مقنع لما وراء الحدث من دوافع ومبررات تسهم في توعية المواطن العادي الذي دهش لهذا الحدث المفاجئ، ولا يعلم ما هي أسبابه ودوافعه ومبرراته في مجتمع مسالم.. وبيئة مسكونة بالأمن والهدوء وعشق الصفاء والسلام!!
اقتصرت الأحاديث والآراء على شجب العنف.. والدهشة والاستغراب لهذا الحدث الإجرامي العنيف!! بينما تنافست القنوات الإذاعية والتلفزيونية في البحث عن ما ورائيات الحادث، وعلاقته بحوادث مماثلة حصلت في مواقع شتى من جسد العالم العربي والإسلامي!! وغرس علامات الاستفهام والذهول نحو عقلانية الجريمة البشعة التي تسهم في تشويه التعامل الأخلاقي مع الإنسان.. وتلويث كل الأبعاد الإنسانية والحضارية للتعامل الراقي.. فهل يقدم العقلاء الباحثون عن العدالة والمساواة على هذه الأعمال المتناقضة مع أدنى صور التعامل النبيل؟!
وتبقى التساؤلات المسكونة بالحيرة والدهشة باحثة عن أفق واع يتناول الأحداث بعقلانية ومنطقية لاستقطاب الآراء المقنعة المثلى للخروج من حيرة التساؤلات، وازدواجية الآراء.. وخطأ الأعمال الشاذة وسط هذا الصراع المتراكم في مواقع شتى من العالم.. تتفاقم معه صور الإرهاب والإرهاب المضاد.
حمى الله أمتنا وبلادنا من تلك الفعاليات المؤذية الخطيرة.. وأسبغ علينا نعم الأمن واليقظة والاطمئنان.
{إنَّ اللهّ يٍدّافٌعٍ عّنٌ الّذٌينّ آمّنٍوا}.. إليك اللهم نلجأ وبك نستغيث.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved