سلطان بن عبدالعزيز وتكريم المناسبات
منصور إبراهيم الدخيل / أمين مكتبة مكتب التربية العربي لدول الخليج

لقد رسم الإسلام صورة فريدة للأمة قوامها التماسك والتكافل يمثله الوجدان الحاضر الذي يعلن مشاركته بشكل تلقائي في فرح وحزن ورخاء وشدة غير مرتبط بمصالح مادية إنما يهدف الى قيم وغايات روحية، فالإنسان المسلم المؤمن باستطاعته أن ينهج هذا السلوك إذا اراد ذلك. فصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز اختار الوجدان القيمي الذي أقره الإسلام واستطاع ان يكون شخصيته من خلاله، فمنظومة الحياة الحافلة تفاعل معها بكل اقتدار وكان النصيب الأوفر في ذلك الجانب الإنساني الذي سبب له ضغوطا على أداء الجانب الوظيفي ومع ذلك سعد به واعتبره عنصرا مهما في حياته والوطن اليوم بكافة شرائحه يفخر به لما قدمه لأمته من تضحيات بدءاً من تكليفه من ولاة الأمر في هذه البلاد في تأسيس وبناء القوات المسلحة على أحدث ما توصل إليه العصر الحديث من وسائل التقنية والمعلومات المتطورة من خلال المواطن السعودي الذي يديرها ويتعامل معها بكل همة ونشاط، وقد اكتمل عقد هذه المنظومة التي شملت الطيران المدني والأرصاد الجوية والبيئة وحمايتها من التلوث والإصلاح الإداري والسياسة التعليمية والأمانة العامة للدعوة الإسلامية وغيرها التي لا يتسع المجال لذكرها وقدتعامل مع كل من ينتسب الى هذه المنظومة بالجانب الإنساني من خلال تقديم المعونة والمساعدة لهم والتخفيف من المعاناة التي تعيشها بعض أفرادها والاستجابة الى مطالبهم واقتراحاتهم. أيضاً شمل أبناء هذا الوطن برعايته الصحية وذلك بفتح مستشفيات القوات المسلحة أمام المواطنين بمختلف فئاتهم، وفي ظل هذه الأجواء لم يغب عن باله الجانب الإنساني المنظم من خلال المنهج العلمي المتمثل في مدينة سلطان للخدمات الإنسانية هذا الصرح الذي يعتبر من أكبر المراكز المتقدمة في العالم والمتعددة المهمات الصحية والاجتماعية والعلمية والمؤتمرات المتنوِّعة بالإضافة الى دعمها للكثير من المؤسسات العلمية في المنطقة بصفة خاصة والعالم بصفة عامة. ونحمد الله أن هذا العطاء الإنساني المتدفق من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز قد حظي باهتمام بالغ من الكثير من المؤسسات والمنظمات ولاسيما في منطقة الخليج، حيث نال جائزة الملك فيصل العالمية، ومنذ ايام تم تكريمه بحصول على جائزة الشخصية الإنسانية لعام 2002م التي منحا له مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة بدولة الإمارات العربية المتحدة. ومن الأمور التي ينفرد بها سموه عندما يتم تكريمه في أي مناسبة هو استغلال تواجده في هذه المناسبات إلى تكريم المؤسسة التي قامت بتكريمه والدليل على ذلك تبرعه السخي بعشرة ملايين درهم لمركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة، وقبل ذلك تحويل قيمة الجائزة التي تحصَّل عليها من مؤسسة الملك فيصل العالمية الى مدينة سلطان للخدمات الإنسانية.
أخي القارئ الكريم لقد أدركت معي ان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز هو تكريم للمناسبات، سائلا المولى جلَّت قدرته أن يمنَّ عليه بالصحة والعافية لخدمة أبناء هذه الأمة. والله الموفق.