Thursday 26th june,2003 11228العدد الخميس 26 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حول مجانين السيارات ومرضى النفوس حول مجانين السيارات ومرضى النفوس
عبدالله بن حمد الحقيل

تزايدت في الآونة الأخيرة الحوادث المرورية وتفاقمها، حيث باتت تشكل هاجسا خطيرا واصبح ضحاياها الكثيرون، وكم يحتاج شبابنا الى المزيد من التوعية لتنشيط المسؤولية الشخصية لديه ليدرك ان قيادة السيارة اخلاق وسلوك، ليست عملا عشوائياً بل هي نظام وأدب وأخلاق بل منظومة انسانية وأخلاقية وحضارية وسلوكية.. لقد أكرم الله بلادنا بخيرات كثيرة ننهل منها ونسعد بثمراتها، وما كان ذلك إلا بتوفيق الله ثم بالجهود المخلصة، ولقد قطعنا شوطا كبيرا في الوعي والرقي والحضارة والعلم ويبنغي ان ينعكس ذلك على سلوكنا وتعاملنا وقيادتنا للسيارة، وان السؤال يرد على الذهن كثيرا لماذا هذا التسابق والعناد والمكابرة والتمرد على انظمة وقواعد السير ومضاعفة السرعة من قبل البعض ممن نزعت الرحمة من قلوب اكثرهم والاخلاق من نفوسهم ولماذا لا نكف عن تسليم هؤلاء المراهقين والاحداث سيارات يلعبون بها تزيدهم غرورا واستهتارا يجوبون بها الشوارع كيفما اتفق واصبحت وبالاً عليهم.
لقد رزقنا الله نعمة العقل والخلق فيجب ألا تتغلب عواطفنا على عقولنا، وألا تتغلب نزواتنا على اخلاقنا، لقد اصبحت حوادث السير تجر اشكالا وألوانا من الحوادث المؤلمة وللأسف لا ننتبه كثيرا ولا نتعظ بل نتأثر وقت الحادث ثم ننسى بعد ذلك.
فكم من سرعة وتهور واختراق اشارة المرور وهي حمراء اعقبت حزناً وألما وحسرة واسفا.. فما الداعي للعصبية والتباهي، ولماذا نطلق العنان لبوق السيارة في أوقات الراحة والهدوء لمناداة صديق او سواه لماذا الازعاج للآخرين وفيهم المريض والطفل والشيخ الكبير نحرمهم من السكون وننغص عليهم هدوءهم وراحتهم في سكون الليل العميق.
رحم الله أسلافنا فقد افرد صاحب كتاب «العقد الفريد» فصلاً أسماه اخبار الممرورين والمجانين وكذا النيسابوري الف كتابا اسماه «عقلاء المجانين» ترجم فيه لعدد من الناس ولو كان موجودا معنا في اليوم لألف كتابا آخر باسم «مجانين السيارات ومرضى النفوس» فلنكن يا اخي قدوة حسنة لغيرنا في احترام قواعد السير ولنحرص على فضيلة الخلق والأدب والذوق والمروءة وان نبتعد عن الصفات الخلقية السيئة التي تسلب قوة السيطرة على النفس مما يتعارض مع التفكير الصحيح والمنطق السليم ولنتق الله في أنفسنا فلا نفرط فيما آتانا الله عبثا.
وان محافظتنا على النظام وتقدير الجميع للمسؤولية والابتعاد عن التهور والسرعة والادراك للواجبات لدليل على الوعي والذوق والخلق وان مخالفة الأنظمة واستفزاز رجال المرور بقول او فعل وعدم الاكتراث بالقواعد المرورية الموضوعة لصالح الجميع لدليل على تهاون البعض واستهتارهم وتسببهم في وقوع الحوادث المؤلمة التي كثيرا ما راح ضحيتها أبرياء من اطفال ونساء وشيوخ وشباب بل واسر بكاملها حمانا الله من الحوادث وكوارثها فما أجمل ان نتحلى بالخلق والأدب والذوق والصبر والحكمة خلال قيادتنا للسيارة ومراعاة الأنظمة وتطبيقها بكل وعي وحرص وعناية واهتمام حفظا لآداب المرور ومراعاة للسلامة التي نسعى اليها جميعا وننشدها.
وبعد فلنحرص على تنمية الوعي المروري لماله من أثر وفائدة ولتحقيق الغاية التي يتطلع اليها الجميع ونتجنب كل ما يتنافى مع ذلك ونحرص على ربط الحزام والفحص الدوري اطمئنانا على السلامة رافقت الجميع بتوفيق الله السلامة وبالله التوفيق وهو الهادي الى أقوم طريق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved