Thursday 26th june,2003 11228العدد الخميس 26 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تمسّك بثقافتك واستفد من الأخرى تمسّك بثقافتك واستفد من الأخرى
عبدالله سليمان الطليان - الخرج

تظل هناك حقيقة واضحة وجلية يعيها كل واحد منا وعلى حسب درجة ثقافته أصبحت ذات أثر فعال على الواقع والعصر الذي نعيش فيه وهي مدى التقدم الهائل في وسائل المعلومات والاتصال المختلفة التي جعلت من هذا العالم عبارة عادة ما نسمعها كثيرا وهي القرية الصغيرة ونحن نقول قطعة صغيرة مثل ما تحتويه تلك الرقائق التي تصنع من السليكون من الكثير والكثير من البيانات والتي يصغر حجمها بين فترة وأخرى فهذه حصيلة العلم وتقدمه الذي نشهد أثره على حاضرنا ومع هذا التقدم نعود لواقعنا لنعرف مدى استجابتنا وتفاعلنا معه وما هي المعوقات التي تعترض سبيلنا في الوصول إليه وهنا نكون قد وصلنا إلى ما نريد أن نخوض فيه ونناقشه بشكل عقلاني ومنطقي فمع ثورة المعلومات صار هناك العديد من الأفكار والأطروحات والآراء والتي تعبر عن ثقافات مختلفة تصلنا متخطية الحدود بعد ما ضاقت الهوة وتكاد أن تنحسر مع الوقت والتي فيها السلبي والإيجابي وإن كانت الأمور السلبية هي التي تطغى أحياناً فلكل بيئة أو مجتمع ثقافته وعاداته التي تحكمه لكن هذه الأفكار أصبحت ذات تأثير حقيقي فجرفت الكثير وخلقت جواً من عدم التكيف مع الواقع في بعض اتجاهاتها وجوانبها وميولها مما أوجد نوعاً من الصراع بين مؤيد أو معارض وما بين الشد والجذب بين تيار وآخر ويبقى أن الأمر ظاهرة طبيعية فنحن نمثل جزءاً من هذا العالم الذي لابد أن نشارك فيه ونتفاعل معه فلا مناص من ذلك ولكن بالقدر الذي لا يؤثر على ثوابتنا الأساسية متمثلة في عقيدتنا الإسلامية.
ولو عدنا إلى العهد السابق ومع غياب وسائل الاتصال حيث لم يكن هناك سوى طرق بدائية تقوم على الحيوانات أو البحر التي تستغرق الكثير من الوقت حتى تصل إلى هدفها ومع ذلك كان هناك احتكاك وانفتاح بين الثقافة العربية وسائر الثقافات المختلفة من الثقافة اليونانية إلى الثقافة الفارسية إلى الثقافة الهندية والصينية ساهمت بشكل كبير في نبوغ العرب وتفوقهم فخرج إلينا الخوارزمي وابن سينا وابن الهيثم وابن رشد وابن خلدون وغيرهم يعني أن هناك تأثراً من المحيط الخارجي على الرغم من ضعف وسائل الاتصال ورغم أن تلك الثقافات لم تكن في مجملها أو لنقل ان بعضاً منها لا توافق طبيعة المسلم إلا أنهم استطاعوا أن يكيفوها حسب عقيدتهم وبيئتهم المهم في الأمر كله أنهم لم ينغلقوا على أنفسهم بحجة الخوف وعدم القدرة على المواجهة ولم يحصروا أنفسهم على مراجع ما بين أيديهم فقط ورفض كل ما هو خارج عن محيطهم يضاف إلى هذا روح التسامح والاحترام الذي اتسموا به في تعاملهم مع غيرهم من حيث عدم فرض الرأي أو معاداة من يختلف في الرأي معهم وهذا الذي هو الواقع والحاصل في حاضرنا مع الأسف فهناك الكثير ممن تسيطر عليه هذه النزعة التي جعلها عنواناً له وهدفاً انغلق على أفكاره وتمسك بها ويريد فرضها على محيطه بدون ترك مجال للنقاش أو الحوار فما يقوله ثابت لا مجال فيه للمناقشة وهذا مما يساعد على التنفير وعدم الاستجابة نحن لا نقول أن يتخلى عن حقائق ثابتة لكن عليه أن يحترم رأي الآخرين وثقافتهم ويجادلهم بالتي هي أحسن مما يساعد على التوصل إلى الفهم بعيداً عن الانعزال وعدم الاهتمام بالرأي الآخر وهذا يعطي صورة سلبية عنها. أرجو أن نعي ذلك جيداً في عالم صار يبحث عن كيف يتعامل مع المستقبل ومتطلباته.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved