Thursday 26th june,2003 11228العدد الخميس 26 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دوالي الحبل المنوي المتهم الأول لعقم الرجال دوالي الحبل المنوي المتهم الأول لعقم الرجال
د. وائل سلمون: 40% من المصابين بالعقم يعانون من دوالي الخصية والجراحة تحقق نتائج مبهرة

إن الكائن البشري ليجد عظمة الله عز وجل خالق هذا الكون عندما يتبصر في كل جزء من أجزاء هذا الكون الفسيح بما في ذلك جسد الإنسان نفسه، فكل عضو من أعضاء الجسم له وظيفته وفيزيولوجيته التي تؤكد عظمة هذا الخلق الإلهي، فإذا اختل أي عنصر من عناصر البناء التشريحي في هذا العضو يؤدي ذلك الى خلل في فيزيولوجية ووظيفة هذا العضو، مما يترتب على ذلك أمراض واختلاطات قد تضر بصحة الإنسان وتؤثر على حياته في المستقبل.
ومن هذه الأعضاء النبيلة في جسم الإنسان الذكر الخصية والتي قد تتعرض لما يسمى بالدوالي أو دوالي الحبل المنوي، هذا العضو الذي جعل الله سر الحياة وتناسل البشر بواسطته حيث تقوم الخصية بإنتاج الحيوانات المنوية التي تخرج من الخصية ثم تختزن في البربخ ليتم نضجها وتصبح قادرة على الإلقاح، ومن ثم تنتقل إلى القناة الناقلة للنطاف (الأسهر) ليصار قذفها للخارج أثناء العلاقة الجنسية، كما أن الخصية مسؤولة عن إنتاج الهرمون الذكري (التستوستيرون) المسؤول عن الصفات الذكورية.
ولمعرفة كيف تحدث الإصابة بدوالي الخصية أو دوالي الحبل المنوي يؤكد د. وائل سلمون أخصائي المسالك البولية بمستشفى الحمادي بالرياض أن الخصية كغيرها من أعضاء الجسم لها تروية شريانية وتصريف وريدي، والأوردة الخصوية تقوم بنزح الدم من الخصية، وتبدأ دورتها في كيس الصفن كأوردة صغيرة متعددة لتتحد في وريد واحد أو أكثر ضمن ما يعرف بالقناة الإربية، وبعد ذلك في وريد واحد أكبر هو الوريد المنوي الباطن الذي يصب في الوريد الكلوي الأيسر بالنسبة للخصية اليسرى، وفي الوريد الأجوف السفلي بالنسبة للخصية اليمنى، وهذه الأوردة الخصوية كغيرها من الاوردة في الجسم تسمح للدم الوريدي بالنزح من الخصية دون العودة إليها، وذلك بسبب وجود دسامات متعددة على مسار الوريد تنغلق هذه الدسامات بعد مرور دفعة من الدم، ولا تسمح له بالعودة للخلف باتجاه الخصية.
ويضيف د. وائل سلمون تبدأ الإصابة بالدوالي عندما تصاب هذه الدسامات بخلل أو قصور في وظيفتها فلا تستطيع منع الدم الوريدي من العودة إلى الخصية وبالتالي تتوسع شبكة الأوردة الخصوية حول الخصية داخل كيس الصفن وتتعرج ويصبح هناك ركودة وريدية وهذا ما يسمى بدوالي الحبل المنوي أو دوالي الخصية حيث يشعر المريض بالأوردة المتوسعة داخل كيس الصفن على شكل كتلة لينة طرية القوام تزداد وضوحا مع الوقوف والحركة والمشي.
كما أن المريض قد يشعر بآلام أو انزعاج في نصف الصفن المصاب بالدوالي لاسيما بعد الوقوف المديد أو الإحتقان الجنسي، والأخطر من ذلك أن الدوالي قد تكون سببا في عدم الانجاب عند الرجال المتزوجين، وقد تبلغ نسبة ذلك حوالي 40% حيث يراجع المريض بشكوى العقم، ويكتشف بالفحص السريري أن دوالي الحبل المنوي هي السبب في ذلك.
أما عن الآلية التي تؤدي بها الدوالي للعقم فيوجزها د. سلمون إن توسع وتعرج الأوردة الخصوية حول الخصية يؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة الخصية إلى مثل درجة حرارة الدم الوريدي وهي 37 درجة مئوية أي بزيادة درجة مئوية واحدة عن درجة حرارة الصفن الطبيعية وهو ما يؤذي عمل الخلايا المنتجة للنطاف ويؤثر عليها، ويؤدي إلى نقص في عدد الحيوانات المنوية وضعف في حركتها حتى إنه أحيانا قد يسبب ما يسمى ب AZOSPERMIA أو انعدام النطاف.
كما أن الدم الوريدي الراجع في حالة الدوالي اليسرى يحتوي على بعض السموم والمتقلبات الكيميائية العائدة من غدة الكظر ومن الكلية اليسرى، (هو ما يؤثر) وهذا يمارس تأثيرا سميا على الخلايا المنتجة للنطاف ويضعف من إنتاجها فضلا عن كل ذلك فإن الإضطراب في الدوران الدموي الشعري داخل الخصية بسبب تأذي العود الوريدي والركودة الوريدية الدموية قد يؤدي الى ضمور في الخصية، وهناك حالات عديدة من ضمور الخصية بسبب دوالي الحبل المنوي، لذلك فإن دوالي الحبل المنوي آفة مضرة بالخصية ومؤذية لإنتاج النطاف ويجب علاجها مبكرا.
وحول الطريقة المثلى للعلاج يؤكد أخصائي المسالك البولية بمستشفى الحمادي بالرياض د. وائل سلمون على أهمية ونجاح العلاج بإجراء باستئصال دوالي الحبل المنوي، ويتم ذلك بإجراء شق صغير في الناحية الإربية وعزل الوريد المنوي، الباطن وربطه ثم قطعه. مشيراً إلى أن العمل الجراحي عامة لا ينجم عنه أي اختلاطات إذا أجري بأيد خبيرة، والحمد لله لقد تم إجراء المئات من هذا النوع من العمل الجراحي في مستشفى الحمادي وكانت النتائج باهرة وممتازة سواء من حيث تحسن الأعراض أو زيادة نسبة الإنجاب عند هؤلاء المرضى، والتشخيص عادة سهل بإجراء الفحص السريري والتصوير بالأمواج فوق الصوتية لكيس الصفن وقد تحتاج أحيانا لإجراء تصوير بالدوبلر لمعرفة إذا كان هناك دوالي تحت سريرية أي لا يمكن تشخيصها بالفحص السريري وقد تكون مسؤولة عن بعض حالات العقم .

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved