|
|
يدور في خلد الكاتب احياناً افكار ربما يستقيها من الواقع المعاش او من خلال استقرائه لقضية معينة قد تتطلب البحث والتنقيب والتمحيص والاحاطة بجميع جوانبها، لتتبلور في ذهنه ويقوم باعداد الصيغة المناسبة، فيأذن لها بالنزول على الورق ليسوقها مترادفة كلمة تردف الاخرى، وانطلاقا في هذا الاتجاه فان تحري الدقة من الاهمية بمكان، والكلمة سلاح ذو حدين اي يمكن استخدامها للبناء ويمكن استخدامها للهدم ايضاً، وهذا مقرون بطبيعة الحال بعدة عوامل منها: صحة وسلامة الهدف وكذلك التوقيت المناسب واختيار الوسيلة المناسبة للوصول الى الهدف بيسر وسهولة. فالكلمة الصحيحة في السياق الخطأ او الكلمة الخطأ في السياق الصحيح فكلاهما ستؤدي للنتيجة نفسها. واستفزاز القارئ ليس بالامر الصعب بيد ان الحصول على قناعته هو الاصعب، والقارئ فطن ويفهم ما يراد بين السطور حتى وان بلغ الكاتب من الحيلة والدهاء ما يعتقد بأنها ستمكنه من التخلص والتملص، الا انه حتماً سينكشف، واذا كان الطرح يتطرق الى قضية حساسة وتهم المجتمع بشكل عام فان على الكاتب في هذه الحالة توخي الحرص والحذر وعدم الخوض في امور قد توقعه بدون قصد في المحظور وتؤلب عليه القراء وهو على فعل ذلك غير مجبور، فاذا لم ترافق الكتابة الحكمة «ورأس الحكمة مخافة الله» فان الطرح سيولد خديجا وغير مكتمل النمو وحتماً لن يستمر بانتفاء الاساس فلا بناء بدون اساس، حتى وان كانت العواميد قوية وصلبة فان هذه البناء لا يفتأ ان يتهاوى مع اول هبة ريح خفيفة قال الشاعر: |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |