Friday 4th july,2003 11236العدد الجمعة 4 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الرجولة...ومعانيها الإنسانية الرجولة...ومعانيها الإنسانية
وسيلة محمود الحلبي

لست متشائمة ولكنني متألمة...
أشعليني يا هدأة الليل لحناً، كلما تهادى الليل
وتأجج كومة من رماد اليوم
يقهرني الرجل بدون رجولة!
يقهرني الربان دون سفينة!
والفارس بدون حصان أصيل!
والمحارب.. بدون سيف!
الرجولة.. هي معانٍ شديدة السمو لا تخضع في معظم الأحيان لمقاييس هذا العصر، ولا ينطبق عليها ما يسود في زمن الهفوات التي تبدأ صغيرة وسرعان ما تكبر.. سرعان ما تهدم!
الرجولة ليست أن نُخْضِعَ كل ما نملك لأهوائنا التي تأتي من العدم كسحاب الصيف ثم لايلبث ان يختفي..
الرجولة لاتعني ان نتصرف عبثاً في مشاعر من نحب قانعين، مطمئنين إلى استمرار ملكيتنا لهم باسم المحبة.
الرجولة لا تعني على الاطلاق ان تبقى ذاتنا هي محورنا الذي تدور حوله ونمارس القرصنة على أحبابنا باسم الذات.
الرجولة معنى جميل...
الرجولة ليست ان ننام وندع زوجتنا تعمل وتصرف علينا.
الرجولة ليست ان نلهو مع الأصدقاء ولا نلتفت لفلذات أكبادنا.
الرجولة ليست ان نعبث بأعصاب الآخرين ونروع الأمن والمحبين.
الرجولة ليست الأنانية بامتلاك كل شيء دون اكتراث بمشاعر من حولنا.
الرجولة ليست التحكم بصغار الموظفين وفق أهوائنا ورغباتنا..
الرجولة معنى جميل...
الرجولة هي ان تحب وان تكره ان تقسو وأن تصفح، أن تبكي وان تفرح ان تضحك وأن تتألم..
الرجولة هي العطاء والصفاء والمسؤولية والواجبات.
الرجولة هي الأمانة والحفاظ على العمل.
الرجولة هي الأمانة والحفاظ على الوطن.
الرجولة هي الأمانة والحفاظ على الأهل والأسرة والأبناء.
الرجولة هي كل المعاني السامية والتصرفات الطيبة والأخلاق الرفيعة مجتمعة وبدونها يبقى اللفظ خواء لايحمل أية صفة.
ولاينتقص من رجولة الرجل ان يسامح ولا أن يضعف ولا أن يبكي، ولا أن يعتذر.
بل ما ينتقص منها فعلا هو ان تظل النرجسية وحدها المعنى اليتيم للرجولة في أذهان كثير من الرجال.
همسة:
وحدك تبقى
الفيء.. والماء
الظل.. والمطر
وكل الرجال
لحظة صدق:
الحياة لغز محير، لا نستطيع فهمه أو إدراكه إلا مع مرور الأيام، وللحياة وجهان، وجه مرسوم عليه ملامح السعادة وتنبض فيه معاني المحبة والأمل وتكون الحياة مع هذا الوجه الجميل كاليد الحنون التي تسوقنا نحو دروب المحبة.
وكالصدر الذي يضمنا بشوق فينسينا آلامنا وهمومنا تكون الحياة كزورق يبحر بنا نحو مرافئ الأمل فنعيش أياماً هنيئة وساعات مرحة.
وعندما نقلب وجه الحياة إلى الجانب الآخر نجد وجهاً عبوساً ينطق بالقسوة والعنف وتكون الحياة فيه كاليد التي تضربنا بكل قوة فنشعر بقسوة الحياة ومرارتها وتكون أيامها كالأمواج الهائجة التي تقذف بنا بكل قوة نحو جزيرة فنحس بالخوف والوحدة.
إننا نعيش على وجهي الحياة الجميل والقبيح ونتذوق حلاوة أيامها ومرارتها ولكننا قد نستطيع ان نجعل من حياتنا وجهاً واحداً حيث نرسم أيامها الحلوة بأيدينا عندما نقابل قساوة الأيام بصبر وجلد وقوة وإيمان لتكون مرارة الأيام وهموم الحياة اختباراً حقيقياً لنا على قدرتنا على مواجهة الحياة والتغلب على أيامها الصعبة لتكون آلامها جسراً نعبر منه إلى الأيام الجميلة.
حقاً الحياة كالمروحة الهوائية عند دورانها لانعرف اتجاه سيرها إلى اليمين تتجه أم إلى اليسار!
وأين نحن من هذه المروحة!؟
* للقراء الأعزاء: أشكر من الأعماق كل من تواصل معي عن طريق الهاتف أو الفاكس وأتمنى دوماً ان أكون معكم من خلال جريدتي الغالية الجزيرة وأعدكم بأن أكتب عن أفكاركم ومقترحاتكم قريبا بإذن الله فأنتم أيها القراء والقارئات زادنا وجمهورنا ونحن منكم وإليكم مع خالص احترامي للجميع.

للتواصل: تليفاكس 2317743
ص.ب 40799 الرياض 11511

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved