Sunday 6th july,2003 11238العدد الأحد 6 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فتاوى «الأئمة» في النوازل «المدلهمة»..؟!! فتاوى «الأئمة» في النوازل «المدلهمة»..؟!!
حمّاد بن حامد السالمي*

* هذا.. اسم كتاب قيم، اهدانيه الاخ الشيخ، «فهد بن سليمان الخليفة»، القاضي بمحكمة الطائف الكبرى، وخطيب جامع المرحوم الشيخ «محمد بن سرور الصبان» في حي قروه. والكتاب، من جمع وترتيب «محمد بن حسين بن سعيد آل سفران القحطاني»، وقد راجعه وصححه الشيخ الدكتور: «صالح بن فوزان الفوزان»، عضو هيئة كبار العلماء، وطبع على نفقة:« الفقير إلى عفو ربه ورضاه». جزاه الله خيراً، فهو لم يشأ أن يفصح عن اسمه، والكتاب في هذه الحالة، «يهدى ولا يباع»، كما هو مكتوب على غلافه الأخير.
* لقد تصفحت هذا الكتاب، الذي يقع في أكثر من مئتي صفحة، فوجدته يتكون من عشرة فصول، جميعها تتناول، «النوازل المدلهمة»، كما ورد في عنوان الكتاب. وأنا وإن كنت لا أنوي تقديم استعراض او دراسة له، في مقال قصير كهذا، فالكتاب مجموع مهم، يخرج في ظرف عصيب، إلا أني سوف أشير هنا، إلى ما احتواه من مواضيع في غاية الأهمية، خاصة أن العلماء الاجلاء الذين تداخلوا فيها، تحقيقاً ودراسة وإفتاء، هم من نعرف سلفاً.. علماً وفقهاً وسماحة وليناً، وجلهم من أعضاء هيئة كبار العلماء، بداية من العام «1409هـ» حتى اليوم، ثم من اشهرهم، اصحاب الفضيلة المشايخ «عبدالعزيز بن باز» رحمه الله، و «عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ»، مفتي عام المملكة، و «صالح بن محمد اللحيدان»، رئيس هيئة كبار العلماء، و «محمد بن صالح العثيمين» رحمه الله، و«صالح بن علي الغصون» رحمه الله.. وغير هؤلاء من علماء فضلاء، حمل الكتاب لهم وجهات نظر سديدة، في مسائل يخوض فيها اليوم، كثير من طلاب العلم، وكأنها لم تكن مثار بحث بالأمس القريب..! وكأنه لم يقطع فيها رأي من اكبر هيئة قضائية في المملكة..! وكأن ما قال به ائمة أعلام مثل الشيخين «ابن باز» و «ابن عثيمين» رحمهما الله، وآخرون كبار في هذه البلاد، لهم صفة علمية وفقهية اعتبارية، امر غير مقنع عند بعض الناس اليوم، من اولئك الذين يعتقدون بالعنف، ويجعلون منه منهجاً لهم للتغيير، او لتحقيق ما يريدون..!
* تعالوا ننظر في الفصول العشرة، تلك التي شكلت «النوازل المدلهمة»، وهي حقاًَ كذلك:
1- حكم التفجيرات في البلاد الإسلامية وغيرها.
2- حكم الخروج على ولاة امر المسلمين.
3- اجوبة الائمة في حكم المظاهرات.
4- اجوبة الائمة في حكم الاغتيالات.
5- اجوبة الائمة في حكم اختطاف الطائرات.
6- اجوبة الائمة في حكم الإضرابات والاعتصامات.
7- حكم العمليات الانتحارية.
8- حكم التكفير.
9- حكم الطعن في العلماء.
10- في بعض احكام الجهاد.
* إن قارىء هذا الكتاب، والمتمعن فيما عرض له من مسائل، ليتعجب من حال اولئك الشباب، الذين راحوا يحرقون انفسهم في تفجيرات هنا او هناك، والذين سلكوا طريق الإرهاب، واعتقدوا انه هو الطريق الموصل إلى الجنة، والذين شرقوا وغربوا، وهم يلهثون وراء شعارات سياسية مصلحية، رفعت لواء الجهاد، واتشحت بوشاح الإسلام، وقدمت من شباب الأمة الغض، قرابين سود متفحمة، لتحقيق نزوات شخصية، او رغبات ذاتية.
* اين هؤلاء الشباب، واين من نصبوا انفسهم أمراء ومفتين لهم ومنظرين، من قرارات هيئة كبار العلماء في المملكة، الصادرة في الاعوام «1409هـ - 1416هـ - 1417هـ»، التي حرمت اعمال التفجيرات والتخريب، وما في حكمها، واعتبرت ذلك من الإثم، والإجرام والخيانة والغدر، وهتك حرمات الدين، في الأنفس، والأموال، والأمن، والاستقرار، ولا يفعل ذلك، إلا نفس فاجرة، مشبعة بالحقد والخيانة والحسد والبغي والعدوان، و كراهية الحياة والخير. وان ذلك مما «يفوق اعمال المحاربين»، فهو «حرام»، لأنه من «الإفساد في الأرض»، وان عقوبة من يفعل ذلك هي «القتل»..!
- واين هؤلاء المكفرون المفسدون المفسقون المزندقون المعلمنون، من بيان هيئة كبار العلماء عام، «1419هـ»، الذي حذر من هذا الامر، ونبه إلى أن:« الإسلام بريء من هذا المعتقد الخاطىء»، لما يترتب عليه من: «سفك دماء بريئة، وتفجير للمساكن والمركبات، والمرافق العامة والخاصة، وتخريب للمنشآت»، وهذا عمل إجرامي الإسلام منه براء.
* واين اولئك واولئك، من كلام خمسة من العلماء الأعلام في الجهاد ، وهم «سعد بن حمد بن عتيق، عمر بن محمد بن سليم، عبدالعزيز بن باز، محمد بن صالح العثيمين، وصالح بن فوزان الفوزان»، وفيه اجمعوا، على ان الخروج للجهاد من دون اذن او امر من إمام المسلمين، فيه استخفاف بولاية المسلمين ومخالفة لامامهم، وخروج عن طاعته، وافتيات عليه، وهو من الجهل، ومن السعي في الارض بالفساد، وأن الجهاد مشروط بقوة تكون عند المسلمين، وإلا فهم يلقون بأنفسهم الى التهلكة.
* قرأت هذا الكتاب الثمين وتعجبت..! إذ لم اره، ولا ما تضمنه من قرارات وفتاوى صادرة قبل عدة سنوات، توزع في مساجدنا، ولا في مراكزنا الصيفية، او في معاهدنا ومدارسنا، او في مخيماتنا التي يسمونها «دعوية»، على الرغم من انه كتاب «يهدى ولا يباع»، وعلى الرغم من انه يعرض لقضايا حساسة، تتعلق بفقه الواقع، بما فيه من نوازل وقع بسببها التشاجر والاختلاف، الا انه يفصل فيها، بما يقول به علماء كبار ثقات، لهم مكانة علمية، وفقهية مشهودة، ولهم صفة اعتبارية معروفة، ولهم سبق على من اتى بعدهم من تلاميذ، اخذوا عنهم، او لم يأخذوا عنهم..!!
* لماذا يحتفي بعض مؤسساتنا، العلمية والدينية، الاهلية منها والخاصة، ومنها المساجد، والمعاهد العلمية، ومدارس التحفيظ، والمراكز والمخيمات «الدعوية والخلوية»، التي تستقبل الطلاب والشباب.. لماذا تحتفي بكتيبات ونشرات وندوات ومحاضرات، لأمثال «سيد قطب، وحسن البنا، وعبدالله عزام، والسروري»، وغيرهم من اسماء تكاد تكون مجهولة، وهي تبحث لها عن مكان، حتي لو جاءت بأفكار هدامة، تخالف الأمة، وتشق الامة، وتبعث في النفوس الغمة..! لماذا مثل هذه الكتيبات والنشرات تتقدم، وتتأخر فتاوى وكتب الفقهاء المعنيين بهذا الامر، مثل اعضاء هيئة كبار العلماء، ومثل هذا الكتاب القيم الذي نتحدث عنه، وما اشتمل عليه من مباحث علمية وفقهية رصينة..؟!
* وفي هذه المؤسسات عامة وخاصة، وفي الاسواق وعلى الطرقات، وحتى على ابواب المنازل دون استئذان، «هدايا بالمجان»، كمّ كبير من اشرطة الكاسيت، لحكواتيين قصصيين جهوريين، يسمون انفسهم دعاة، وهم ينسجون قصصاً خيالية مريعة، ويأتون بوقائع مختلفة فظيعة، تنفر ولا تبشر، وتدعو للتجهم بدل التبسم، وتؤصل للكره والانغلاق، وتثير الشبهات والنعرات والخلافات، وتخوض في المسائل الخلافية خاصة..! فمن يقف وراء هذا التسطيح الثقافي، ومن يتقصد هذا التشويش الفقهي يا ترى..؟! ومن هم اولئك الكرماء «الحاتميون»، الذين يضعون اموالهم وخبراتهم وجهودهم، في خدمة هذه الهجمة «الشريطية» في حواضرنا وبوادينا..؟!
* ادعوكم ايها السادة والسيدات، لقراءة كتاب: «فتاوى الائمة.. في النوازل المدلهمة» .. ان كثيراً من المفاهيم الخاطئة، تعالجها التحقيقات العلمية والفقهية بين دفتي هذا الكتاب، وإن كثيراً من المغالطات التي يروج لها العبثيون في هذا الزمان، تجفل فتنزوي، عند ذكر اسم عالم فقيه صادق، شارك في تفنيد اباطيل المبطلين، حول العمليات الانتحارية والتفجيرية والجهادية، وحول معتقدات باطلة، تدعو للكراهية، وتروج لانواع الفتن شتى، بالتكفير والهجرة والخروج.

FAX: 027361552

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved