Sunday 6th july,2003 11238العدد الأحد 6 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شاهد من أهلها .. جون اسبوزيتو أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة جورج تاون في محاضرة بالقاهرة: شاهد من أهلها .. جون اسبوزيتو أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة جورج تاون في محاضرة بالقاهرة:
العالم يكره الولايات المتحدة بسبب تضارب سياستها الخارجية

  * القاهرة - مكتب الجزيرة - عاطف عوض:
ألقى البروفسور جون اسبوزيتو مدير مركز الحوار الاسلامي المسيحي بجامعة جورج تاون الأمريكية والذي يعد من أبرز المناصرين للقضايا العربية والاسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية وعمل مستشارا بوزارة الخارجية الأمريكية لعدة ادارات سابقة محاضرة بجامعة القاهرة بعنوان مستقبل حوار الحضارات بعد العدوان على العراق. تناول اسبوريتو في محاضرته العديد من القضايا الهامة وبدأها بقضية حوار الحضارات وصعوبة الحديث عنها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والحرب على العراق وقال ان حوار الحضارات قد رآه البعض حوار الطرشان وخاصة بعد انعدام الثقة بين كل من الادارة الأمريكية الحالية والعالم الاسلامي وقال انه على الرغم من كل ذلك فان حوار الحضارات ليس بدعه جديدة فهو موجود تاريخيا وله أصول تمتد منذ عصور الامبراطورية الاسلامية وقد ازدادت أهميته في التسعينيات بعد كتابات هنتجتون وبرنارولويس عن تصادم الحضارات وكذلك النظريات التي ظهرت بعد نهاية الحرب الباردة والنظر الى الاسلام بوصفه يمثل تهديدا للحضارة المعاصرة وهذا ما دفعني الى تأليف كتاب التهديد الاسلامي حقيقة أم خيال وهذا ما دفع الى اعلان مبادرات مشتركة بين الجامعة العربية والامم المتحدة والجامعة العربية حتى انني فوجئت بوجود مبادرة مشابهة في احدى الجامعات في كولامبور منذ ثلاث سنوات.وقال انه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر طغت أفكار التصادم على الحوار وبدأ المجتمع الأمريكي والغربي بصفة عامة يطرح السؤال لماذا يكرهوننا واجتهد المفكرون هناك وتوصلوا الى ان هذا نوع جديد من التصادم وعلى الرغم من تراجع هنتجيون عن أفكاره إلا ان مفكراً مثل برناردلويس حدد اجابته عن السؤال في ان المسلمين لا يحبون حريتنا وديمقراطيتنا أو حقوق الانسان والتعددية وحتى الرأسمالية الغربية.
وتساءل الشعب الأمريكي هل الاسلام يتعارض مع الديمقراطية وحقوق الانسان والتعددية وهل هناك فعلا تصادم بين الحضارات وأصبح المسلمون جميعا ارهابيين وخلت الساحة للمتطرفين الأكاديميين مثل لويس ودانيل بانينب وكريمر وغيرهم من المسيحيين المتعصبين الذين وجدوها فرصة لالصاق تهمة الارهاب بالاسلام والمسلمين وهذا ما دفعني مجددا الى تأليف كتاب ماذا يريد الناس معرفته عن الاسلام، لقد جمعت في هذا الكتاب جميع الأسئلة التي وردت إليّ من الجمهور الأمريكي والأسئلة التي صادفتني في لقاءاتي مع وسائل الاعلام هناك وتحدثت في كتابي هذا عن سماحة الاسلام وأوضحت ماذا يقول القرآن عن العنف والارهاب هل يدعو فعلا اليه وماذا عن موقف القرآن من المسيحيين ومن اليهود؟ وما هي حقوق المرأة وحقوق الانسان في الاسلام.
واضاف سيبوزيتو لقد كان الرئيس بوش موفقا جدا عندما فرق بين الاسلام والمتطرفين من المسلمين ان بعض المسئولين في الادارة الأمريكية لا يستطيعون معرفة هذا الفارق وعندما تساءلوا هل العرب والمسلمون لا يفهموننا لجؤوا الى الحملات الدعائية والى شركات العلاقات العامة وهذه فكرة جيدة ولكن الأهم من كل ذلك هو تحسين السياسة الخارجية الأمريكية والتي هي سبب العداء لكل ما هو أمريكي فالناس في الخارج ليست لديها أي خلفية عن مدى تدين وتسامح ولطف الشعب الأمريكي فكل ما يرونه هو السياسة الخارجية الأمريكية ان هناك عدداً كبيراً من المسلمين يعيشون داخل الولايات المتحدة الأمريكية يحبون أمريكا ولكنهم يرفضون في الوقت نفسه السياسة الخارجية الأمريكية مثلهم مثل باقي المسلمين في العالم الاسلامي فلننظر الى الساحة الدولية قبل وبعد الحرب على العراق، قبل الحرب كانت هناك قوة عظمى واحدة في العالم سواء أحيينا ذلك أم لا وكانت الادارة الأمريكية تعامل الجميع بأسلوب المنولوج حوار من طرف واحد بدلا من الديالوج حوار متعدد الأطراف وحتى ذلك الأخير تحول في النهاية الى مونولج فكان الأمريكيون يقولون هذا ما سوف نفعله ومطلوب منك ان تلحق بنا فنحن لن نتحدث معك مسبقا ونناقش ما سوف نفعله بل سوف نقوم بتحديد الأجندة ولك الخيار في اللحاق بنا نحن نرحب بك معنا اما اذا ما رفضت الانضمام الينا فاننا لن نقوم بتغيير رأينا ولن نتفاوض في هذا وسنمضي قدما في مخططاتنا.
قبل الحرب كان هناك حوار داخلي في المجتمع الأمريكي وكان هناك نقد للحرب وقال البعض كبار السياسيين مثل كسينجر الذي عمل المستشار لعدة ادارات أمريكية ومنها ادارة بوش الأب انه من المبكر جدا شن الحرب في مثل هذه الاجواء لكن القرار كان قد تم اتخاذه بالفعل وما حدث هو تعطيل للحرب لعدة أيام فقط ثم مضت الإدارة الأمريكية ونفذت ما قررت سلفا.
لماذا لا نسأل أنفسنا عن السبب الحقيقي للحرب؟ لقد تحدثت الولايات المتحدة الأمريكية في البداية عن صدام ثم صدام وعلاقته بالقاعدة ودعمه للارهاب ثم أسلحة الدمار الشامل وقبل الحرب بشهور تحدثوا عن تحرير العراق والآن الديمقراطية في العراق اذن فالديمقراطية قد جاءت متأخرة وجاءت فقط لاعطاء مبرر مقبول لبدء العدوان على العراق وهذه العبارة العدوان على العراق تعرضت شخصيا بسببها لانتقادات عنيفة في الولايات المتحدة الأمريكية ولكن ماذا كانت النتيجة بعد الحرب على العراق.. أصبح هناك موجة من معاداة الأمريكية في جميع أنحاء العالم العربي والاسلامي بل وامتدت لتشمل أوروبا وأماكن أخرى كثيرة من العالم فماذا جنينا من وراء كل ذلك؟ وعاد التساؤل مرة أخرى.. هل حوار الحضارات ممكن في ظل هذه الظروف هل يمكن ان يصبح المرء متفائلاً بعد كل ذلك؟ وأجاب سيبوزيتوان القضية الرئيسية هنا هي التفاهم المشترك واذا ما كان البعض يسخر من هذه العبارة لذلك فاننا نتحدث الآن عن علاقات مشتركة والتفاهم أساس كل شيء فلنتفاهم على التاريخ والهموم المشتركة اذا ما تفهمنا بعضنا البعض سنحترم أفكارنا ومشاعرنا ونستطيع العيش سويا.
فالتحدي الآن ان تكون متسامحا وتسمح للآخر وتقبله انه عالم متعدد ويجب ان تقبل هذه الحقيقة اذا ما أرادونا ان نكون شركاء نتعايش سويا في هذا العالم ولذلك فان دولة عظمى مثل الولايات المتحدة ليس من حقها ان تأتي وتفرض ديمقراطية على دولة أقل منها فهذا يقلل من الاحترام والتفاهم المشترك ويعطي فرصة حقيقية لما يسمى بتصادم الحضارات.
وفي ختام كلمته.. انتقد اسبوزيتو اداء الاعلام العربي وعدم موضوعيته في عرض القضايا خاصة تغطيته للحرب على العراق واتهمه بعدم الفصل بين الخبر والمقال إلا نادرا على حد قوله.
ودعا اسبوزيتو المثقفين والنخبة السياسية والفكرية في العالمين العربي والاسلامي الى التحرك بفعالية لمناصرة قضاياهم العادلة وعدم الاكتفاء بترديد الشعارات الحماسية التي لن تجدي القضية شيئا.
كما كان يعمل مستشارا لبعض المنظمات الحكومية وغير الحكومية داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها وأصدر اسبوزيتون عدداً كبيرا من المؤلفات عن الاسلام أشهرها التهديد الاسلامي حقيقة أم خيال وحروب الارهاب غير المقدس باسم الاسلام وكتاب ماذا يريد الجميع معرفته عن الاسلام والذي ظهر بعد احداث 11 سبتمبر وهو المحور الأساسي في موسوعة اكسفورد عن العالم الاسلامي المعاصر 4 مجلدات وموسوعة الدين الاسلامي، الدين والسياسة والمجتمع وموسوعة تاريخ الاسلام وذلك خلاف كتاباته عن المرأة المسلمة ومنها المرأة في الشريعة الاسلامية والمرأة المسلمه والتغيرات الاجتماعية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved