Sunday 6th july,2003 11238العدد الأحد 6 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الحياة وما أدراك ما الحياة؟ الحياة وما أدراك ما الحياة؟
طيف احمد/الوشم-ثرمداء

الحياة بايقاعها السريع.. همومها كثيرة ومشاكلها عظيمة ومشاغلها عديدة تمضي بنا حلماً وراءه حلم وامنية تتبعها امنية حتى تنتهي ايامنا وتنقضي آجالنا وتتوقف عن السير رحالنا..
هكذا هي الحياة نبحث عن امل لنرسم به خريطة للغد ولكن قلما نجده فهناك احاسيس عظيمة طاغية تثور في نفوسنا تطحننا وتبدد ذاتنا مهما حاولنا ان نتماسك وان نقوى ونتصلب ونلملم شتات نفوسنا الضائعة فلا نستطيع بسبب هموم الحياة وآلامها فلا نجد انفسنا حينها الا جثثاً هامدة تتنفس وتتحرك لكنها لا تشعر سوى بالكآبة والاحباط.
شجرة المحبة تتساقط اوراقها وتذبل ازهارها وينحني قدها ونحن ننظر بألم وحسرة ولا نستطيع تحريك ساكن لان الحياة هي التي تحركنا لا نحن الذين نحركها..
فما اتفه الدنيا!! وما اصغرها!! وما احقرها!! ويكفي ان موجها متلاطم لا قرار له ولا استقرار فكل يوم تبحر بنا ولكن لا نعرف الى اي شاطئ ستلقي بنا ولا الى اي مرفأ سترمي بنا. اطوارها غريبة فسبحان الله من خلقها وقدر فيها اقواتها وقسم على مخلوقاته ارزاقها.
اننا في هذه الحياة نرى الموت غالباً اهون علينا من الحياة والفناء اسلم من البقاء.. فهي انتظار لا متعة فيه.. وركود ممل وخمود اشبه بالموت وهلع قاتل تراودنا افكار غريبة وتنتابنا ميول مزعجة موجعة وكأننا غرباء في هذا العالم...
فنبحث لاهثين عمّا يدمل جراح كرامتنا ويشفي خدش عزتنا ويستر ما تظهره ليالينا لكن الحياة بهمومها تطاردنا وبفضوليتها تلقي القبض علينا وكأننا اعداء لها بعد كل هذا.
الا يجب ان نخافها ونخشاها؟ وهل نُأَمّنُ لها؟ فالاجير لا يصح ان يلبس ثياب الراحة في زمن الاستئجار فبريقها لامع ولكن سرعان ما يبهت ويختفي ويتغير لونه فلا يجب ان تخدعنا ونجري وراءها حتى اذا وصلنا الى ما نريد وجدناه سراباً لامعاً ونحسبه ماءً.
وبما ان الحياة بهذا الشكل فلابد ان نهون على انفسنا مصابها ونعفو عن هفوات غيرنا ونغفر اخطاء اخواننا ونتسامى عن نزوة الثأر ونرتفع عن رغبة الانتقام بالعفو لنربح مكاسب ثمينة في هذه الحياة.
فما اروع التسامح في الحياة فهو ليس مذلة وليس امتهاناً او ضعفاً بل هو قمة الذوق والاخلاق ولنؤيد قول الشاعر:


كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً
بالطوب يرمى فيلقي احسن الثمر

فهل نكون حقيقة كهذه النخيل؟ وهل نترفع عن الاحقاد والضغائن؟ وهل نزرع البسمة على شفاهنا لنكسب الجولة ونفور بالراحة ونكسر روتينها الممل ونقضي على همومها ومشاكلها بالاستعانة بالله والثبات على دينه اولاً وآخراً. اتمنى ذلك دوماً وابداً.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved