Sunday 6th july,2003 11238العدد الأحد 6 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بناء لا هدم بناء لا هدم
محمد عبدالعزيز آل سليمان/ الدمام

في الصيف لا تضيعوا اللبنْ...
ديننا الإسلامي الحنيف دين البناء والوسطية في كل شيء. قال تعالى {جّعّلًنّاكٍمً أٍمَّةْ وّسّطْا} [البقرة: 143]. ومن الملاحظ منذ أن خلق الله عز وجل آدم
عليه السلام وأولاده هم البشر الوحيدون في الأرض إلا أن قابيل قتل هابيل بسبب شيء تافه وبدأ الصراع فوق الأرض بين الناس بعضهم مع بعض وبين الشيطان والإنسان ليخرجه من الطريق المستقيم والدين السليم إلى طرق شتى ليبعده
عن منهج الله عز وجل والبشر من طبيعتهم الخطأ «وخير الخطائين التوابون» ولنا في قصة إخوة يوسف عبرة لأولي الألباب في أخطائهم التي وقعوا فيها ثم في عودتهم إلى الصواب مع كونهم أبناء نبي كريم فقدوتنا هو رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ودستورنا هو القرآن الكريم وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فهو دين الله عز وجل الذي يدعو إلى الإيمان بالله وحده وفق المنهج الذي أتانا من الله عز وجل وقد جعل لنا الله عز وجل قواعد نرجع إليها إذا اختلفنا وحَسُنت النية ومنها {وّلا تّزٌرٍ وّازٌرّةِ وٌزًرّ أٍخًرّى"} *فاطر: فلو أن قاتلاً قتل أحداً فهل نقتل أخاه أو ابنه أو قريباً له أو أي شخص من قريته أو أي شخص من دولته فهذا يدل على أنه لا يجوز أن نقتل إلا القاتل فقط ولا يجوز أن نتعداه إلى غيره وهذا بعد ثبوت كافة الأدلة إذ ان الدم عند الله عظيم جداً وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الظلم (فلا تظالموا وكونوا عباد الله إخوانا) وفي خطبة الوداع يوم عرفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان دماءكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا) وهذا تنبيه من الرسول عليه الصلاة والسلام بأن الدماء المسلمة والآمنة والمعاهدة لا يجوز قتلها وهذا تنبيه من الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الفتن التي سوف تحدث وقد غلظ الرسول عليه الصلاة والسلام القول على أسامه بن زيد في قصته المعروفة مع أنه كان في غزوة فلو رجعنا إلى عهد النبوة وإلى يومنا هذا نجد أعداء الله والإسلام يكيدون لنا في الخفاء وذلك للنيل من الإسلام وأهله فحينما لم ينجحوا في وقف المد الإسلامي بالقوة لجأوا إلى الحيلة لوقف المد الإسلامي وتمزيق صفوف المسلمين من حيث يعلمون أو لا يعلمون يعلم ذلك العقلاء ولا يعلمه الجاهلون والمتسرعون ولا يعلم ذلك الشباب الذين ليس لهم تجارب في الحياة فمن قتل الخليفة عثمان رضي الله عنه إنه بلا شك ولا ريب من الذين يكيدون للإسلام في الخفاء إنه عبد الله بن سبأ اليهودي وأعوانه من شياطين الإنس والجن إنهم هم الذين خططوا لذلك ولكنهم لا يستطيعون أن ينفذوه لأنهم سوف ينكشفون فكانت الأدوات لقتل الخليفة هم الجهلة وضعيفو الدين وكان أغلبهم من الشباب عديمي التجربة وضعيفي العلم وحديثي الإسلام وجاءوا متحمسين للدين بزعمهم وقتلوا من شهد له الرسول عليه الصلاة والسلام بالجنة وثالث الخلفاء الراشدين وسببوا للمسلمين فتنة عظيمة وفرقة وقُتل بسبب ذلك الآلاف من المسلمين وتوقف المد الإسلامي بعد قتل عثمان رضي الله عنه قرابة العشر سنوات وقُتل علي رضي الله عنه المبشر بالجنة بحجة واهية وعن طريق الجهلة الذين لا يعرفون من الدين إلا الظاهر والتفسير الشخصي والكيد للإسلام منذ بدايته إلى الآن ولا يزال المخططون الأعداء من غير المسلمين أو ممن يدعي الإسلام للكيد للمسلمين من اليهود وأمثالهم كثير فلو رجعنا إلى التاريخ القريب قبل خمس وعشرين سنة نجد أن الحركات الإسلامية تُستغل غاية الاستغلال وتُخترق من قبل الأعداء وهم لا يعلمون وتُخترق من شباب من بني جلدتهم ولا يعرفونهم ثم يبدأ توجيهها فيما يظهر للأدوات المنفذة لصالح المسلمين ولكن في باطنها فهي لصالح أعداء المسلمين فأيام حرب الاتحاد السوفيتي كانت الجماعات المسلمة تقاتل في أفغانستان السوفيت والشيوعية وكانت الجماعات الإسلامية مُستغلة غاية الاستغلال في استنزاف السوفيت وكانت القوى المعادية للسوفيت وروسيا تدعم الجماعات والأحزاب المسلمة بالمال والسلاح والرجال فلما انهزم السوفيت ماذا كانت النتيجة قطف الثمار أعداء المسلمين ومن السبب؟ السبب في ذلك هو عدم قرن الدين بالسياسة وعدم التزام سياسة التدرج بأخذ الأمور خطوة خطوة وكذلك الشدة الزائدة مع الشعب في داخل أفغانستان ومع الجيران من الدول المجاورة فقُتل الآلاف من أفغانستان الآن والمستقبل لا يعلمه إلا الله عز وجل.
* فهذه التفجيرات أقل ما يقال فيها إن ضررها أكثر من نفعها على المسلمين فالمسلمون كلهم اخوة ويجب أن يسود هذا المفهوم لكثرة ذلك في أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام. وفي الختام فإن المد الإسلامي في السنوات الماضية آخذ في الازدهار وقد خطط الأعداء في الخفاء لوقف المد الإسلامي وقد قاموا بذلك بأنفسهم وما عجزوا عنه فقد استغلوا بعض الجماعات الإسلامية واخترقوها ووجهوها لخدمة أغراضهم من حيث لا يعلمون.
فالعودة إلى منهج الوسطية هو الأسلم وهو الطريق المستقيم الذي من سلكه نجا فلا شدة تبعد المسلم عن الطريق المستقيم... ولا تهاون واتباع الشهوات تبعد عن الطريق المستقيم فاسلوب الحوارات وتبادل الآراء هو الأمثل والأنفع.
وفي الختام أسأل الله عز وجل التوفيق للجميع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved