Saturday 12th july,2003 11244العدد السبت 12 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المنشود المنشود
أوكتان!!
رقية الهويريني

خلال الأسبوعين الماضيين عاش الناس حيرة ارتفاع أو انخفاض سعر البنزين بعد ثلاث سنوات! ربما لأن مجتمعنا اعتاد على المفاجأة - عموماً - في رفع أو خفض الأسعار فهو ينام مساءً على سعرٍ معلومٍ للسلعة ويستيقظ على سعر آخر! وتراه يذهب لشراء مستلزماته من السوق أو البقالة فيجد السلعة قد ارتفعت دون سابق إنذار!!
ومنذ حصلت بلبلة البنزين لم يستيقظ المجتمع من الصدمة!! بل إنه لا يزال هناك أشخاص لا يعلمون هل سيرتفع أم سينخفض سعر البنزين بعد الأربعين شهراً؟! أما لماذا يتم تصنيف البنزين لفئتين؟ فلعله إشارة لاحتمال انقسام المجتمع إلى طبقات اقتصادية وبالتالي اجتماعية أكثر مما هي عليه الآن، والتي ستكون تبعاً لنوع وصنف البنزين المستخدم.
ويستبعد من ذلك التصنيف «الديازلة» وهم ممن يستخدمون الديزل - لسياراتهم بالطبع - غير آبهين بمضاره للبيئة، وما بين (أوكتان 95) والديزل مسافة فكرية تباركها وزارة البترول التي تتمنى أن يشملها الفصل وتترك المعادن بحال سبيلها وبخاصة ذات العيار 24 وعيار 18 حسب التصنيف العلمي للذهب والذي كان يُعد مجالاً للمباهاة لدى المرأة حيث كان منتهى اهتمامها نقشة (نجوم الليل) ودقة (عبدالغني)!! هذا عدا (كرسي جابر)، وحين انتهى العالم من الغزو الفكري للمرأة بدأ بغزو الرجل بعد أن كان عصياً عن الانسياق وراء الموضة.
وحيث إن القرار لم يذكر أنواع السيارات وتصنيفها إلا أنه أضحى من المعروف ان من يستخدم أوكتان 95 فهو حتماً لديه سيارة مرسيدس أو BMW أما أصحاب باقي أنواع السيارات «الشعبية» فيمكنهم استخدام الأوكتان الأقل جودة!! وبدلاً من إظهار مشاعر الفرح لدى المستهلك، بعد التوضيح، بأن الزيادة ستطال السيارات الفارهة فقط التي لا يملكها إلا ما يربو على 10% بينما التخفيض - الموعود - سيكون للصنف الأكثر استخداماً لسيارات (المواطنين) إلا أنه استاء من هذه التفرقة، بل إنه صُدم بذلك! وهو لم يستيقظ بعد من صدمة الأرقام المميزة التي بيعت بمئات الألوف! وعلى ذكر اللوحات المميزة، لماذا لا يكون استخدام الأوكتان 95 لمن لديه لوحة مميزة حتى يستمر بدفع تبعات حب البهرجة! وتكون تذكيراً يومياً أو أسبوعياً له أنه مميز، فقد ينسى التميُّز بعد حصوله على اللوحة فهو يحتاج لدفع الفرق (الأوكتاني) ليستمر الشعور بالتميُّز بشكل دائم!!
وفي كل الأحوال كنا نأمل أن يبقى هذا النوع الجيد من البنزين - وهو المستخدم حالياً - متاحاً للجميع وبأسعار معقولة، وبدون تصنيف، لاسيما أن بلادنا من أكبر الدول المنتجة للنفط، ومساحاتها شاسعة، تلتهم فيها المركبات مئات الليترات من الوقود، سواء للقيام بمهام تقتضيها طبيعة العمل، أو لأداء عبادة، أو صلة رحم، أو سياحة داخلية، مردودها الاقتصادي يصب في جيب الوطن، أما مواطنوها فهم أكباد الوطن ورئتاه بل هم جسده ونفسه!! وإلى أن يحين موعد تنفيذ القرار - غير المفاجئ - نتمنى أن يبقى مجتمعنا متآلفاً ومتجانساً.
وكل أوكتان وطني وأنتم بخير!!

ص.ب 260564 الرياض 11342

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved